السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أفريقيا تحارب التغيرات المناخية

15 مايو 2007 23:19
جوهانسبرج رويترز:ارتفاع درجات الحرارة في افريقيا هو المسؤول عن موجات الجفاف والفيضانات والعواصف في حين تجاهد الحياة البرية في القارة للتكيف مع تغير النظام البيئي الذي قد يؤدي إلى انقراض واسع النطاق للعديد من السلالات· ويقول العلماء إن افريقيا أفقر قارات العالم تدفع بالفعل ثمنا باهظا للتغيرات المناخية العالمية ويجب ان تتوصل الآن إلى ما يتعين عليها عمله لإبطاء هذا التحول· وقال بوب سكولز من مركز جنوب افريقيا للبحوث العلمية والصناعية ''هناك اتجاه صاعد ملحوظ في درجات الحرارة في أجزاء من افريقيا على سبيل المثال في أجزاء من شرق ووسط افريقيا ومنطقة الكاب (في جنوب افريقيا) فضلا عن ظهور نقص في المياه في منطقتي غرب تشاد ودارفور·'' وأضاف ''إلى جانب هذه العوامل شهدنا كذلك انتشارا أوسع نطاقا لسلالات من الطيور والأسماك مثل طيور السافانا التي هاجرت بسبب ارتفاع درجات الحرارة·'' ويقول الخبراء إن ارتفاع درجات الحرارة في العالم قد يكون هو المسؤول عن الذوبان التدريجي للثلوج على قمة جبل كيليمنجارو الشهير في تنزانيا ويقول باباجانا احمدو مدير الاقتصاد الريفي والزراعة بالاتحاد الافريقي إن هناك دلائل على ان بحيرة فيكتوريا وبحيرة تشاد وأجزاء من نهر النيل بدأت تجف تدريجيا بسبب ارتفاع درجات الحرارة· وقال هارالد وينكلر من مركز دراسات الطاقة بجامعة كيب تاون إن الدول الافريقية لا يمكنها ان تنتظر لترى ما إذا كانت الدول الغنية ستتخذ إجراء بشأن التغيرات المناخية رغم ان الخيارات المتاحة أمام افريقيا نفسها محدودة· وأضاف ''رغم أن الدول النامية تشير عن حق إلى المسؤولية التاريخية للدول الصناعية إلا أن المشكلة في نهاية الأمر تؤثر علينا·''فالدول الفقيرة والمجتمعات الفقيرة أكثر عرضة بشكل خاص لآثار التغيرات المناخية·'' ويقول نشطاء إن جنوب افريقيا القوة الاقتصادية الرئيسية في افريقيا فشلت حتى الآن في عمل ما يذكر لمعالجة مشكلة الانبعاثات الخاصة بها وهو ما يعد مثالا على ما يحدث في دول افريقية أخرى· وتصنف جنوب افريقيا باعتبارها المسؤولة عن أكبر انبعاثات من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري وتقول وكالة الطاقة الدولية انها كانت مسؤولة في عام 2003 عن انبعاثات قدرها 318 مليون طن من ثاني اكسيد الكربون الغاز الرئيسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري· وتقول جنوب افريقيا انها ملتزمة بمحاربة ظاهرة ارتفاع درجات الحرارة في العالم لكن رغبة الحكومة في دعم النمو الاقتصادي كانت تتعارض في بعض الأحيان مع افكارها المثالية عن حماية البيئة·وكانت الولايات المتحدة مسؤولة عن انبعاث 5871 مليون طن خلال العام نفسه· ويقول علماء ووكالات إغاثة دولية إن اسهام افريقيا في الانبعاثات ''لا يكاد يذكر'' بالمقارنة مع قارات أخرى وفي المتوسط فإن افريقيا مسؤولة عن انبعاثات تقل 13 مرة عن المتوسط في أمريكا الشمالية·لكن القارة ليس امامها وقت تضيعه قبل التوصل إلى استراتيجية للنجاة· وقال بروس هيوستون الاستاذ المختص بعلوم المناخ في جامعة كيب تاون إن العديد من الدول الافريقية لا تملك السيولة النقدية التي تمكنها من الوفاء بالمستويات المستهدفة لخفض الانبعاثات في إطار بروتوكول كيوتو عام ·2005 وشكلت الأمم المتحدة بالفعل صندوقا خاصا للتغير المناخي لتمويل الأبحاث والتكنولوجيا وبناء الطاقة لوقف آثار التغيرات المناخية في الدول النامية· لكن الخبراء يقولون إن الصندوق لم يبذل ما يذكر لمعالجة اثار تغير المناخ في الدول الفقيرة مما ترك بعض الدول الافريقية مثل كينيا تتطلع لأساليب اولية مثل زراعة المزيد من الاشجار في محاولة يائسة لإبطاء ارتفاع درجات الحرارة· وحذرت لجنة التغير المناخي الدولية التابعة للامم المتحدة يوم الرابع من مايو أيار الجاري من أن الانبعاثات العالمية للغازات والتي يلقى عليها اللوم بدرجة كبيرة في ارتفاع درجات الحرارة في العالم قد تستمر في الزيادة على مدى العقود المقبلة مما يثير المزيد من المشاكل في افريقيا· وأفاد تقرير اللجنة أن نحو 1,8 مليون آخرين من سكان افريقيا قد يجدون انفسهم بدون موارد كافية من الماء النقي مما يزيد الفقر والاوبئة مثل الملاريا والكوليرا فضلا عن زيادة مساحات الأراضي الجرداء أو شبه الجرداء مما يضر بإنتاج الغذاء· وقالت اللجنة إن الدول النامية كان لديها بعض الوسائل للمساعدة في مكافحة التغير المناخي منها التحول إلى استخدام الغاز بدلا من الفحم في توليد الكهرباء وتحسين إدارة الأراضي لزيادة مخزون الكربون في التربة (عن طريق التوسع في الزراعات التي تمتص الكربون من الهواء)· لكن مع عمالقة اسيا مثل الهند والصين المتوقع الآن أن يتجاوزوا الولايات المتحدة كأكبر مصدر لنبعاثات الغازات قد يكون مستقبل افريقيا معلقا بقدرتها على اقناع الدول المتقدمة بتحمل المزيد من المسؤولية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©