الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«غول البطالة» يتضخم.. والحل يتطلب سرعة المواجهة

«غول البطالة» يتضخم.. والحل يتطلب سرعة المواجهة
6 فبراير 2014 20:32
حسام محمد (القاهرة) - تقول الأرقام والإحصاءات، إن نسبة البطالة بين شباب العالم العربي تصل إلى ما يزيد على 26 في المئة، وإن عدد العاطلين العرب يزيد على الثمانين مليون عاطل رغم وجود موارد اقتصادية كفيلة بتحويل العاطلين إلى عنصر فعال، وإلى تحول العالم العربي إلى منطقة جاذبة للعمالة الدولية وتنامي عدد العاطلين أكبر عقبة أمام كل خطط التنمية والنهضة التي تنشدها البلدان العربية، ويكفي أن نشير إلى أن 72 في المئة من الجرائم المتعلقة بالسرقة، أو الخطف ارتكبها عاطلون عن العمل، 35 في المئة منهم من المتعلمين الحاصلين على شهادات فوق المتوسطة. حلول إسلامية حول تقديم الحلول الإسلامية لمشكلة البطالة، يقول الدكتور نصر فريد واصل مفتي مصر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية: أثناء وجودي في دار الإفتاء قدمت للحكومة المصرية مشروعاً للقضاء على البطالة خلال 10 أعوام فقط وكان المشروع يقضي بتشغيل الشباب من خلال تجميع واستثمار أموال الزكاة في مشروعات إنتاجية وتنموية، بحيث يعمل الشباب العربي في هذه المشروعات، وكلما توسعت تلك المشروعات قلت نسبة البطالة والمشروع كان يقوم على أساس جذب المزيد من رؤوس الأموال والمدخرات العربية والإسلامية للتوسع في المشروعات الإنتاجية. وأضاف: لابد أن نتذكر أيضا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال «الخير فيَّ وفي أمتي إلى أن تقوم الساعة» فالناس يدفعون الزكاة وهذا أمر لا جدال فيه ،ولكن بسبب غياب التنظيم تراجع تأثير الزكاة في رفع المعاناة عن كاهل الفقراء، فقديماً كانت الدولة الإسلامية تقوم بدور رائع في جمع وتصريف أموال الزكاة في مصارفها الشرعية عن طريق جهاز محترم كان يسمى بيت مال المسلمين، وكان يقوم على شؤون هذا الجهاز علماء موثوق بعلمهم ونزاهتهم، ولكن الدولة عندما أهملت القيام بهذا الدور وتركته في أيدي المؤسسات غير الرسمية فقد الناس الثقة بتلك المؤسسات بفعل وجود قلة لا تحسن القيام باستغلال أموال زكاة المسلمين. تهديد المجتمع أما الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة، فأوضح البطالة كادت تتحول إلى غول يهدد مجتمعاتنا، ونحن لا نحرك ساكنا، وفي رأيي أن مشكلة البطالة نشأت عندما لم يلتزم الإنسانُ بالفطرةِ التي خلقه الله عليها، وأساء استخدامَ ما سخَّره الله له من نعم أو انحرف عن الرشد في استغلالِ الموارد البشرية والطبيعية، فالإنسانُ هو سبب هذه المشكلة ولابد من مواجهة تلك الظاهرة بأقصى سرعة لأن للبطالة آثاراً مخيفة ومن آثار البطالة كثرة الجريمة وغياب الأمن وسفك الدماء وانتهاك الأعراض. ويضيف: علينا توعية الشباب بأهمية العمل، حيث يوجد شباب كثيرون عاطلون عن العمل رغم وجود فرص عمل عديدة تعرض عليهم، ولكنهم يصرون على العمل وفق تخصصاتهم التعليمية وهو أمر خاطئ، فلابد أن نعلم الشاب أن العمل شرف فالشاب المسلم مطلوب منه أن يعمل، ومأمور بأن يمشي في مناكب الأرض ليكسب حلالاً يسد به حاجته ويحفظ به ماء وجهه ويكون عزيز النفس عفيف الطبع، ولا يجوز الإعراض عن العمل، فإذا لم يكن عنده عمل لنفسه فعليه أن يعمل لغيره. مشروعات النهضة حول تزايد عدد العاطلين عن العمل في الفترة الأخيرة، يرى الدكتور محمد الدسوقي أستاذ الشريعة بجامعة القاهرة آنذلك من أكثر المشكلات التي تواجه مجتمعاتنا الإسلامية اليوم، فمن أكثر الأمور التي تهدد كل مشروعات النهضة، بل وكل خطط حفظ امن وسلامة واستقرار المجتمع، لهذا فإن التصدي لها يعتبر من الضرورياتِ الشرعية والواجبات الدينية والمسؤولية الوطنية وهي قضية ولي الأمر والمجتمع بأَسره ومن اهم سبل المواجهة تطبيق المبادئ والضوابط الاقتصادية الإسلامية المختلفة، كالقيام بواجب العمارة والالتزام بالمشروعية في المعاملات. وقال: كذلك لابد من تنمية حب العمل لدى الشباب العاطل لأن كثيرا من شبابنا يرفضون العمل لعدم وجود الوظيفة المناسبة لمؤهلاتهم من وجهة نظرهم، وهنا يأتي دور علماء الدين الذين يجب أن يوضحوا للشباب أن الإسلام حث على العمل والإتقان فيه من دون النظر لمكانة هذه الوظيفة، أو ارتفاع درجتها، حيث يقول صلى الله عليه وسلم:«إن الله يحب من أحدكم إذا عمل عملاً أن يتقنه» كذلك قال صلى الله عليه وسلم:«لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره، فيبيعها فيكف بها وجهه خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه» فلابد أن يعي الشباب الحاصلون على الشهادات الجامعية وهم كثيرون أهمية العمل بغض النظر عن مناسبته للمؤهل الجامعي طالما أن العمل شريف، وهو يساهم به في نهضة أمته والحفاظ على عزة نفسه كمسلم، ولابد أن يعمل العلماء على توصيل المعلومة الدينية الصحيحة التي تؤكد لشبابنا أن الإنسان العاقل صاحب العزة والكرامة عليه أن يتخذ كل الوسائل الشريفة للاستغناء عن سؤال الناس. ويلات البطالة قال فضيلة الشيخ محمود عاشور - وكيل الأزهر الأسبق-: إذا تأملنا ديننا الحنيف، فسنجد أنه لم يدع المسلم، يعاني ويلات البطالة، فالمسلم وقته ثمين، يقضيه إما في عمل، أو عبادة، أو ترويح عن النفس، فلا وقت للضياع أو للانحراف، لذلك فالبطالة من المنظور الإسلامي هي ألا يجد الإنسان عملاً يكتسب منه ما يكفي حاجته وحاجة أسرته، أما إذا كان الإنسان يعمل عملا يسد من خلاله حاجة من يعولهم، وكان هذا العمل يستغرق ساعة أو ساعتين من يومه فلا يعد في بطالة، ولو ظل بقية يومه بلا عمل، فالإسلام يشغل الإنسان بكثير من المتطلبات الأخرى في يومه، كالصلاة، والذِّكر، وسائر العبادات. وأوضح المجتمعات الإسلامية تعاني البطالة بأنواعها وصورها المختلفة، وذلك يرجع إلى عدم الأخذ بتعاليم الإسلام في هذا المجال، وعلمنا ديننا الحنيف أن العمل عبادة يبتغي المسلم من ورائها رضا الله، والمتأمل في سيرة الأنبياء والرسل يجد أنهم مع ما يشغلهم من أمر الرسالة والدعوة إلى الله كانوا أصحاب مهن، فاحترف آدم -عليه السلام- الزراعة، واحترف نوح -عليه السلام- النجارة، واحترف داود -عليه السلام- الحدادة، واحترف محمد -صلى الله عليه وسلم- التجارة، وكلهم رعوا الغنم كذلك كان أصحاب رسول الله أصحاب مهن فكان خباب بن الأرت حداداً، وكان عبدالرحمن بن عوف تاجراً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©