الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الفقر يدفع أطفال غزة إلى سوق العمل أوالسرقة

15 مايو 2007 01:24
غزة- ''رويترز'': يجوب عدد متزايد من الأطفال الفلسطينيين شوارع غزة بحثاً عن أجر ضئيل يساعدون به أسرهم، فبدلاً من الذهاب إلى المدرسة يطارد أحمد (13 عاماً) السيارات في واحد من أكثر شوارع غزة ازدحاماً في محاولة يائسة لبيع الحلوى لسائقي السيارات، وقال: إنه لا يمكنه إضاعة الوقت ويسابق الزمن لبيع بضاعته عند التقطاعات التي يغلف أجواءها الدخان، وأضاف: ''أنا من يعول أسرتي المكونة من 12 شخصاً، أنا أعمل كل يوم وطيلة أيام الأسبوع لأحصل على أكثر من 20 شيكلاً (خمسة دولارات) يومياً، تقريباً نحن لا نأكل اللحم في منزلنا، ربما مرة في الشهر''· وأحمد ليس وحده في هذا، فمع تجاوز نسبة البطالة 60 في المائة في القطاع المزدحم يعمل مئات من الأطفال لتوفير احتياجات أسرهم، لأن معظمها بلا دخل أوبدخل بسيط· وعمَّق تجميد الغرب المساعدات المباشرة للحكومة الفلسطينية التي ترأسها ''حماس'' حالة اليأس الاقتصادي في غزة· ويبيع الأطفال السجائر على شواطئ غزة، بل إن البعض يغامر بالتسلل إلى المستوطنات التي أزالتها إسرائيل قبل الانسحاب عام 2005 لسرقة قطع معدنية لكسب مبالغ ضئيلة، وأحياناً تكون مثل هذه المغامرات خطيرة حين يضل الأطفال الطريق، ويدخلون مناطق ''محظورة'' حددتها إسرئيل على الحدود التي تراقبها بصرامة، مما يعرضهم لإطلاق النار· وقال عطية (10 أعوام) وهو يبيع البسكويت والقداحات في التقاطعات المزدحمة في غزة: إن الفشل ليس وارداً، وأضاف: ''إذا كنت تخجل لن تبيع ما لديك من بضاعة أعطاك إياها التاجر، وربما يتم طردك أوضربك، وأحياناً إذا رجعت إلى البيت بدون مال فسوف تضرب من قبل أبيك''· وتحظر قوانين العمل الفلسطينية عمل الأطفال دون سن 15 عاماً، ولكن القانون غائب في قطاع غزة، ويجري تجاهل الحظر، ويتجه بعض الأطفال للجريمة· وتساءل خليل (15 عاماً) من مؤسسة الربيع للأحداث في مدينة غزة ''لماذا أسرق؟ الظروف جعلتني أسرق''، وأضاف ''أول شيء سرقته كان تفاحة''، موضحاً أن الطريق لسرقات أكبر هو تطور طبيعي، وواصل حديثه من المؤسسة التي شيدتها مصر أثناء حكمها لقطاع غزة في عام 1958: ''كنت في زيارة عند ناس، وسرقت من عندهم عقد ذهب، وصاحب البيت أمسك بي وسلمني للشرطة''، وأضاف قائلاً: إنه اضطر للسرقة ليطعم أسرته المكونة من تسعة أفراد، وقال: ''كان الهدف الإنفاق على أسرتي ومن أجل التسلية''· وقال مسؤولون: إن نسبة البطالة المرتفعة في غزة سبب رئيسي لانحراف الأحداث· ويوجد في المؤسسة الآن 14 صبياً تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عاماً، ولكن عدد المحتجزين تجاوز من قبلُ ،30 وقال الأخصائي النفسي في المؤسسة نبيل طه: ''السرقة هي الجريمة الأكثر حدوثاً بسبب الظروف الاقتصادية، الفقر والبطالة أهم الأسباب خلف سوء التصرف في فعل الأطفال''، وأضاف ''معظم آباء الأطفال عاطلون عن العمل، لا يوجد غذاء ولا يوجد عمل، ولذلك اضطروا للسرقة''·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©