الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«في بيتنا رجل»..العزف على عشق الوطن

«في بيتنا رجل»..العزف على عشق الوطن
18 ديسمبر 2014 23:25
سعيد ياسين (القاهرة) «في بيتنا رجل».. من أشهر أفلام السينما المصرية، ويعد علامة بارزة في تاريخها، خصوصاً وأنه عزف على الوتر الوطني برقة وتمكن، وقدم شخصيات نابضة بالحياة من الطبقة الوسطى القريبة إلى الأجواء الشعبية، وقال الكثير بلا صراخ، وفجر أكثر من موضوع بلا افتعال أو تشنج، وأكد أنه تجري في شرايين كل المصريين دماء الوطن والعشق والمسؤولية. ودارت أحداثه حول المناضل السياسي الشاب «إبراهيم حمدي» الذي جسد دوره عمر الشريف، الذي يثأر لشرف الوطن بعدما أريق على يد الإنجليز، في الفترة التي سبقت قيام ثورة 23 يوليو 1952، فيقرر اغتيال رئيس الوزراء العميل للإنجليز، ويتم القبض عليه وتعذيبه، وينتهز فرصة دخوله المستشفى للعلاج من آثار التعذيب، فيهرب ويلجأ للاختباء عند أسرة بعيدة عن شبهات الشرطة، حتى يجد لنفسه مكاناً آخر يختبئ فيه. واحتوى الفيلم على لقطات كانت بمثابة لوحات تشكيلية ترصد تاريخ مصر التي كانت تعيش تحت وطأة الاحتلال الإنجليزي، وربط بشكل بارع بين مشهد قيام الزعيم أحمد عرابي بقيادة مظاهرة ضد الخديو «توفيق» ومشهد مظاهرات الطلبة فوق كوبري عباس. وحافظ على أن تدور أحداثه خلال شهر رمضان كما جاء في رواية إحسان عبدالقدوس، وجعل الجمهور يعيش بكل حواسه مع أيام وليالي الشهر الكريم من خلال العديد من المظاهر والطقوس، منها تصوير المدفع الرمضاني الشهير، والأطفال وهم يحملون الفوانيس، وترديد أغنية «وحوي يا وحوي». ويعد الفيلم الذي احتل المركز 23 في قائمة أفضل مئة فيلم مصري، من أروع أفلام المخرج هنري بركات على الإطلاق، حيث ربط فيه بين الرومانسية التي اشتهر بها في أفلامه السابقة على هذا الفيلم، والواقعية التي تتحول لديه إلى شاعرية مليئة بالشجن والحنان، من خلال الربط بين شريان الوطنية وشريان القلب، كما قدم عمر الشريف في الفيلم واحداً من أجمل أدواره في السينما المصرية، حيث تقمص ببراعة شخصية المناضل الثائر كما كتبها عبدالقدوس في روايته، وهو ما تكرر مع زبيدة ثروت التي ساعدتها براءتها وجمالها في إتقان دورها، وظهر رشدي أباظة بحضور وشخصية طاغية، وأيضاً حسن يوسف، خصوصاً بعدما قرر الانضمام مع شقيقته «نوال» للجماعة التي تقاوم الإنجليز مع زملاء «إبراهيم حمدي». وجاء مشهد نهاية الفيلم متماشياً مع أحداثه والهدف من ورائه، حيث يصر «إبراهيم حمدي» على البقاء داخل مصر، ويرفض فكرة السفر إلى باريس هرباً من الملاحقة الأمنية، ليواصل كفاحه ضد المحتل. وانتهى الفيلم بعبارة «من استشهد في سبيل بلاده لم يمت.. والحرية أغلى من الحياة»، وبدلاً من وضع كلمة «النهاية» كما العادة في نهاية الأفلام - كتبت على الشاشة جملة «كانت هذه هي البداية». وشارك في بطولته نخبة من الفنانين والفنانات منهم عمر الشريف وشكري سرحان ورشدي أباظة وزبيدة ثروت وحسين رياض وحسن يوسف وزهرة العلا وناهد سمير ويوسف شعبان وتوفيق الدقن وفاخر فاخر، وهو مأخوذ عن قصة لإحسان عبدالقدوس، وكتب له السيناريو والحوار يوسف عيسى، وأخرجه هنري بركات، وعرض عام 1961.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©