الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف تسرق سيارة.. وتنفذ جريمة وتخفي معالمها؟

كيف تسرق سيارة.. وتنفذ جريمة وتخفي معالمها؟
19 ديسمبر 2014 03:16
لكبيرة التونسي (أبوظبي) «كيف تقتل وتنفذ الخــطط الإجرامية؟»، « كيف تسرق سيارة؟»، « كيف تنفذ جريمة وتخفي معالمها؟» كلها عناوين لأفلام وألعاب إلكترونية رقمية موجهة للطفل تشكل خطورة كبيرة على وعيه، وتسهم وفقاً لدراسات عديدة في تهيئته ليكون أكثر عنفاً وإقداماً على ارتكاب الجرائم، وللأسف معظم الآباء والأمهات لايدركون حجم المشكلة ولا يأخذونها على محمل الجد اعتقاداً منهم أن مثل هذه الألعاب أو الأفلام المتاحة بسهولة على الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية ليس لها أضرار سلبية تستدعي مواجهتها. ووسط إلحاح الأطفال على ممارسة هذه الألعاب الإلكترونية وفي ظل إغراءات صناع هذه الألعاب وتجارها، يغيب عن كثير من الأسر أن مثل هذه الوسائل الحديثة قد تتحول إلى قنابل موقوتة إذا ما أسيء استخدامها. مخاطر إذا كانت البحوث تؤكد مخاطر الأفلام والألعاب الإلكترونية على النشء، فإن تصريح روبرت كوتيك الرئيس التنفيذي لشركة «أكتيفيجن بليزارد المتحدة» حول هذه القضية خلال محاضرة قدمها مؤخراً في قمة أبوظبي للإعلام تحت عنوان « دور الألعاب الرقمية بتقنية ( 3D) في تطوير المهارات الاستيعابية للأطفال»، أثار حفيظة بعض الحضور، حيث قال، إن الألعاب الرقمية تسهم في تطوير إدراك الأطفال ومهاراتهم مما ينعكس على تحصيلهم الدراسي، ونفى أن يكون انطواء الصغار والانعزال الذي يعانيه بعضهم بسبب مشاهدة هذه الأفلام، وعزا ذلك إلى انشغال الأب والأم بالعمل خارج البيت وعدم العناية بأولادهم بشكل كاف. وأشار إلى أن الدراسات أثبتت أن الألعاب الرقمية لها فوائد عديدة، حيث بات الأطفال، بدءاً من سن التاسعة قادرين على استيعاب أشكال الشخصيات المرسومة بتقنية ( ال 3D) وهو أمر لم يكن متاحاً لمن في مثل عمرهم سابقاً، كما أن قدرات الأطفال الفكرية تطورت في هذا العصر بسبب التكنولوجيا والتقنيات الحديثة التي تقدمها الألعاب الإلكترونية وتسهم في مساعدتهم في مراحلهم الدراسية المختلفة، وطالب كوتيك الآباء والأمهات بالتأكد من أن أطفالهم يلعبون ألعاباً تناسب أعمارهم لكي تسهم في بناء شخصياتهم بشكل إيجابي. الصحة النفسية دوللي حبال أخصائية علم النفس تشدد على ضرورة إبعاد الأطفال عن هذه الألعاب ما أمكن، نظراً لمخاطرها وتأثيرها السلبي عليهم وأضافت، أن الوالدين والمعلمين في المدارس يجب عليهم ألا يحاولوا فصل الطفل عن عالمه النقي الهادئ والذي يتسم بالأمان والاستقرار، لذا يجب تجنيبه مشاهدة أي نشرات أخبار أو محتوى إعلامي يتضمن عنفاً لما لذلك من تأثير سلبي عليه. وأضافت، أصبح الأطفال يقلدون بعض مشاهد العنف بكل حرفية، بل يتفننون فيها ولعل الطفل الذي تم القبض علية لممارسته دور دراكولا «مصاص الدماء» في الواقع، أو الآخر الذي ارتكب جريمة قتل تقليداً لمشاهد أحد الأفلام العنيفة خير دليل على التأثير السلبي لهذه الألعاب، كما أن مشاهد الدمار والدماء في بعض البلدان التي تعاني من الحروب ترفع نسبة المصابين بالاضطرابات النفسية، خصوصاً لدى الأطفال الذين يشاركون الكبار مشاهداتهم وهمومهم. وذكرت أن أبحاثا تؤكد أن الذكور أكثر ميلاً من الإناث في تقليد الشخصيات الكرتونية العنيفة، لافتة إلى أن أسهل طريقة لغزو الشعوب واختراق الأجيال تتم عن طريق الألعاب الإلكترونية. أنواع الإساءة وتنكعس ممارسة الألعاب الإلكترونية ومشاهدة الأفلام الكرتونية العنيفة على سلوك الطفل سلبياً، بحيث ينتج عنها مظاهر خطيرة، كانتشار أنواع عديدة من الإساءة اللفظية بين الأطفال قد تصل إلى الإيذاء البدني. ولفتت إلى أن هناك دراسة قامت بها مؤسسة «كايزر فاميلي فاونديشن» للأبحاث أشارت إلى أن الأطفال منذ لحظة الميلاد يصبحون هدفاً لسيل جارف من برامج التلفزيون والفيديو والكمبيوتر والألعاب الإلكترونية، حيث يقضون في السنوات الست الأولى من أعمارهم أكثر من ساعتين يومياً أمام هذه الألعاب، بينما يقضون في القراءة والاستمتاع 29 دقيقة على أكثر تقدير. حالات مرضية وتتسبب الألعاب الرقمية ومشاهدة مظاهر العنف التي تتضمنها في العديدمن المشكلات النفسية والبدنية والسلوكية وفق الدكتور عاهد بشارات، استشاري ورئيس قسم طب الأطفال العام في مستشفى برجيل بأبوظبي، والذي يشير إلى أن تعامله اليومي مع الأطفال ساعده في اكتشاف حالات مرضية جديدة لدى الصغار ناجمة عن ممارسة هذه الألعاب مدة طويلة، ويقول، من خلال عملي لاحظت ظهور حالات لم تكن ملحوظة في السابق، منها ما يتعلق بالجانب البدني كآلام الرقبة والشعور بالتعب الشديد وقصور النظر وضعف الشهية، كما أن هناك مشكلات نفسية أخرى تتعلق بالانطواء وعدم التركيز في المدرسة والسلوك العنيف في البيت، لذلك يجب ألا تسمح الأسر لأطفالها بممارسة الألعاب الإلكترونية إلا في إطار ضيق، واختيار التي تبث القيم الإيجابية فقط. عنف بدني ولفظي كشفت دراسة حديثة تناولت أثر البرامج التلفزيونية الموجهة إلى أطفالنا أعدها مدير الإعلام بالمجلس العربي للطفولة والتنمية عبد المنعم الأشنيهي عن حقائق مذهلة حول هوية هذه البرامج ومضامينها ومن يقوم بإعدادها، وحذرت من خطورة الوضع الحالي على عقول صغارنا، وقالت الدراسة، إن برامج الأطفال التلفزيونية في أميركا والتي تعتبر المصدر الأول لاستيراد برامج الأطفال العربية وصلت نسبة العنف فيها إلى 99,9% وفقاً لإحصاءات حديثة، وفي الوقت الذي تمتلئ فيه قنواتنا التلفزيونية الأرضية والفضائية بهذه البرامج نجد أن نسبة هذه البرامج في مثيلاتها في الولايات المتحدة قد انخفضت استجابة للتحذيرات التي أطلقها المسؤولون هناك بسبب خطورة هذه البرامج باعتبارها سبباً أساسياً للانزلاق إلى الانحراف وزيادة معدل الجريمة. وأكد عبد المنعم الأشنيهي أنه بتحليل ما بثته إحدى القنوات العربية الخاصة بالأطفال في فترة وجيزة، وجد أن 27% منها تدور حول الجريمة، كما أن تحليل مضمون الرسوم المتحركة المستوردة من الغرب والتي عرضتها نفس القناة خلال فترة الدراسة أظهر أنها تضمنت عنفاً لفظياً تكرر 370 مرة، في حين وصلت نسبة العنف البدني إلى 39%، في أحد مسلسلات الرسوم المتحركة التي تعرضها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©