الشارقة - تحرير الأمير:
تمكنت المواطنة فاطمة طاهر وتعمل مساعدة تدريس في جامعة الشارقة من وضع تقنية حاسوبية يمكن بموجبها اكتشاف الإصابة بسرطان الرئة في غضون دقائق قليلة من خلال تحليل الصور الملونة لـ (بصاق) المصاب، وذلك من خلال تقديمها أطروحة لنيل درجة الماجستير في علوم الحاسوب في جامعة الشارقة·
وقال الدكتور بشير صمودة المشرف على أطروحة المواطنة فاطمة طاهر إن هذه التقنية تعمل على التشخيص المبكر لسرطان الرئة عن طريق تحليل الصور الملونة لبصاق المريض في عملية لا تحتاج إلى تكلفة عالية، مؤكدا إمكانية تطبيقها في جميع مستشفيات الدولة والمستشفيات العالمية، إذ إنها لا تحتاج إلا لتقنية دقيقة لالتقاط صور البصاق، كما أن نتائجها سريعة، وهذا أمر يجعل من إمكانية إجراء الفحص الدوري وخاصة للمدخنين أمرا ميسرا وسهلا ويخدم صحة الناس في المجالات الوقائية، حيث من الممكن لمن تكتشف إصابته بالداء الخبيث بوقت مبكر أن يبرأ منه·
وأشار الدكتور بشير إن هذه التقنية ليست موجودة إلكترونيا على المستوى العالمي، بل هي حديثة البحث، منوها إلى أن نسبة توافق التشخيص الذي تحققه التقنية مع خبراء السرطان تصل إلى 92 %· كما أكد أن صاحبة البحث فاطمة طاهر سوف تحصل على براءة اختراع عالمية لتقنيتها عندما تبدأ بتسجيلها·
وتحدثت فاطمة طاهر عن بحثها فقالت أن نسبة الشفاء من مرض سرطان الرئة كبيرة جدا، إذا اكتشف المرض بوقت مبكر واعتمادا على ذلك تم تطوير نظام لتشخيص مبكر لسرطان الرئة بناء على تحليل صور البصاق باستخدام الحاسوب، وهذه الصور تم إحضارها من مركز متخصص في طوكيو في اليابان لتشخيص سرطان الرئة، وتم تقسيم هذه الصور إلى قسمين بحسب الصبغة المستخدمة عند إعداد الصور، القسم الأول يحتوي على الخلايا الحمراء والقسم الثاني يحتوي على الخلايا الزرقاء، ويعمل النظام على تحليل صور البصاق وكشف الخلايا السرطانية وتحديد مراحل السرطان في هذه الخلايا، هل هو في البداية أو في المرحلة المتوسطة أو في مرحلة متقدمة· وقالت: ينقسم النظام إلى خمسة أقسام، هي: الأول عبارة جمع صور البصاق، ويتم ذلك باستخدام الكاميرا الرقمية بحيث تكون موصولة بجهاز الميكروسكوب لتلتقط صوراً لخلايا البصاق بعد إعدادها، وهي خلايا لا ترى بالعين المجردة· اما القسم الثاني فيبدأ فيه عمل الحاسوب من هذه المرحلة ويقوم بتقسيم هذه الصور إلى أجزاء حتى نقوم بدراسة كل جزء على حدة، وحتى نحصل على النواة والسيتوبلازما، وبما أن هذه الخلايا تحتوى على العديد من الخلايا غير الحية لذا لابد من التخلص من هذه الخلايا الميتة أولا، لذلك قمنا بتطوير قناع (Mask Algorithm) حتى يعمل على التخلص من هذه الخلايا الميتة وتبقى لنا صورة النواة والسيتوبلازما المحيط بها· وقد استخدمت لتقسيم الصور برنامجين: الأول يعرف بـ(Hopfield Neural Network, HNN) والثاني (Fuzzy C-Mean Clustering Algorithm, FCM)، وهما من البرامج المهمة والعالمية في تقسيم الصور· ووجدنا إن برنامج HNN أوضح وأدق في إعطاء النتائج المطلوبة وحصلنا على تقسيم للصورة إلى النواة والستوبلازما وتخلصنا من كل الخلايا الميتة الموجودة في الصورة· وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل عند تحليل أية صورة بل لابد من هذه المرحلة لانه لولا تقسيم الصور لما استطعنا أن ندرس خواصها·
وفي القسم الثالث مرحلة التحليل وفي هذه المرحلة يتم تحليل الصورة واستخراج خواصها مثل حجم النواة وحجم السيتوبلازما والنسبة بينهما وبتقسيم النواة إلى أجزاء متناسقة وبحساب نصف القطر لكل منطقة في هذه النواة حتى نستخرج شكل هذه النواة هل هو دائري أم قد تحور إلى أشكال غريبة غير معروفة·
وعن الرابع قالت في القسم الرابع قمت بإعداد قواعد(Rule-based) بناء على الخواص التي تم التوصل إليها في المرحلة السابقة وهذه القواعد مبنية على معلومات طبية وعلى استشارة متخصصين في علم الخلايا من قسم العلوم الصحية بجامعة الشارقة·
ومن ثم قمت باختبار وتقيم النظام بـ 100 صورة من الصور الموجودة، وقمنا برصد النتائج ومقارنتها مع النتائج التي تم الحصول عليها من أخصائي علم الخلايا السرطانية، وقد كانت نسبة نجاح النظام 92%·
و أوضحت فاطمة طاهر أن هذا النظام صمم ليستخدم في المستشفيات والمراكز الخاصة بسرطان الرئة ليعمل على سرعة التشخيص ويكون كرأي ثان يمكن الرجوع إلية، خاصة أنه قام بتحليل جميع الصورة المدخلة إليه حتى المعقدة منها والتي لم يستطع أخصائي الخلايا السرطانية التعرف عليها· هذا وكانت هيئة مناقشة أطروحة الماجستير المكونة من مجموعة من خبراء علوم الحاسوب ومتخصصين من كلية العلوم الصحية وجراح في مجالات سرطان الرئة أوصوا بمنح فاطمة طاهر درجة الماجستير بدرجة امتياز بعدما قاموا بمناقشتها في مختلف تفاصيل وحيثيات التقنية· وذلك بحضور الأستاذ الدكتور سليم صبري نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية والدكتور محمد إسماعيل نائب مدير الجامعة للشؤون الإدارية والمالية والأستاذ الدكتور حميد النعيمي عميد كلية الآداب والعلوم وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية وطلاب الماجستير في الجامعة·
عدد اليوم
