الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

90 مبنى تشهد على عمق التاريخ في العين

90 مبنى تشهد على عمق التاريخ في العين
23 فبراير 2017 00:13
كشفت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة النقاب عن 90 مبنى تاريخياً في مدينة العين، من قلاع وقصور ومساجد وبيوت تشرف عليها الهيئة بشكل كامل ومسجلة في قائمة اليونيسكو لمواقع التراث العالمي، فيما يجري ترميم بعض تلك الآثار التاريخية التي أضحت مؤخرا وجهة سياحية مثالية لكثير من السياح . عمر الحلاوي (العين) نجحت الهيئة في إسدال الستار على اكتشافات جديدة في بيت بن بدوة الدرمكي القديم بوجود فخار جلفار تحت المبنى، والذي يرجع إلى عام 1600 ميلادية، فيما لم يتم تحديد فترة بناء البيت القديم، وتجري عليه ترميمات من قبل الهيئة، ومواصلة التنقيب تحت البيت لمعرفة تفاصيل المبنى، الذي يتكون من غرف خارجية وداخلية وبوابة كبيرة وبرج على طول ثلاثة طوابق يقدر بارتفاع 15 متراً. إلى ذلك، قال عمر الكعبي الباحث في المباني التاريخية في الهيئة، إن أعمال التنقيب في بيت بن بدوة الدرمكي كشفت عن ثلاث غرف، وبئر تعود إلى القرن الثامن عشر. ولفت إلى الهيئة تدرس تحويل البيوت القديمة إلى مراكز ثقافية وفتحها للجمهور، وفق الاشتراطات العالمية للمحافظة عليها في هذا المجال. ونظمت الهيئة، أمس، رحلة سياحية إلى البيوت القديمة ومتحف قصر العين وواحة العين وسوق القطارة، شرح خلالها المرشدون السياحيون المواطنون باللغتين العربية والإنجليزية المعالم السياحية الأكثر أهمية في مدينة العين، موضحين أن البيوت القديمة في مدينة العين تروي حكاية ماضٍ عريق، بتفاصيلها العمرانية البسيطة، وتقسيماتها الداخلية التي تختلف في مكوناتها ومساحاتها، كما تختلف مادة بنائها، فبعضها من الطين، وبعضها الآخر من الحجر الجيري، وعلى الرغم من اختلاف مواقعها، إلا أن هناك بعض التشابه والاختلاف في طرازها العمراني، حيث يتميز بعضها بأبراجه ومساجده التي تعود إلى فترات تاريخية مختلفة، وتقف إلى جانبها أفلاج العين وواحاتها الوافرة بالنخيل لتكمل صورة المدينة التي لطالما كانت مقراً للسكان، ومحطة للقوافل التجارية العابرة. ويعتبر متحف العين الوطني من أقدم متاحف الدولة، وقد أنشئ عام 1969 ليضم الآثار المكتشفة. وافتتح المتحف في قلعة سلطان بن زايد الأول عام 1970 من قبل صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي كان حينها ولياً للعهد لإمارة أبوظبي. وفي عام 1971، انتقل المتحف إلى المبنى الحالي، الذي افتتحه رسمياً سمو الشيخ طحنون بن محمد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، في الثاني من نوفمبر من العام نفسه. ويضم المتحف مجموعتين مختلفتين من المعروضات تتحدثان عن تاريخ الدولة القديم والمتمثل في الآثار، والحديث المتمثل في التراث، وبعد أن اقتضت الضرورة توسيعه وتطويره ليضم الآثار التي اقتناها نتيجة للتنقيبات المستمرة، أضيفت قاعتان إليه عام 1974. ويعد محيط واحة العين المجال الأول الذي يتيح فهم المباني التقليدية في العين، حيث تتركز هذه المباني في القرى، أو الحارات الواقعة على أطراف واحات النخيل، وقد شيدت باستخدام الطين المستخرج من مزارع النخيل ومنتجاتها الثانوية، وتشمل هذه المباني الحصون والأبراج الدفاعية، والمنازل المحصنة التي بنيت لحماية السكان والمناطق الزراعية في الواحات، وكذلك المساجد التي يؤمها العاملون في مزارع النخيل. واستُخدمت التقنيات التقليدية في جميع هذه المباني؛ من الجدران الطينية السميكة مع فتحات صغيرة محدودة للضوء والهواء، مسقوفة بجذوع والحصير المصنوع من سعف النخيل، وملاط الطين على الأرضيات والجدران. وتعتبر واحة العين من أكبر الواحات الرئيسة في المدينة، حيث تصل مساحتها إلى 120 هكتاراً، وتوجد فيها 70 ألف شجرة نخيل تقريباً. ويعتقد بأن زراعة النخيل فيها تعود إلى ما قبل ثلاثة آلاف عام، حيث كانت مصدراً لعدد من الموارد الأساسية لسكان المنطقة قديماً. وتتميز الواحة بخصوبة أرضها وبرودتها، وتظللها أشجار النخيل الباسقة وبعض الحمضيات وأشجار المانجو التي تزرع في مناطق معينة منها. ويُعزى السبب وراء ازدهار الغطاء النباتي فيها إلى ينابيع المياه التي تصب في الأفلاج. ويقع منزل ومسجد بن حمودة الظاهري على الحدود الشرقية لواحة الجيمي. ويتميز ببهوه الواسع الذي تتوسطه بئر عميقة يرجع تاريخها لأكثر من مائتي عام. ويقع المسجد الذي يضم قاعة للصلاة وفناء صغيراً في الجانب الشرقي للمنزل. وإلى الجنوب من منزل بن حمودة، هناك منزل خلفان، وسيف بن عبد الله الظاهري. وهو منزل صغير من الطوب الطيني يرجع تاريخه إلى نحو تسعين عاماً. ويقع المنزل بالقرب من الحدود الغربية لواحة الجيمي، ويبرز العديد من المعالم الأصلية لبناء المنازل في واحات العين وحولها. ويعتبر منزل سلطان بن عبد الله الظاهري أحد المباني التي تتكون من غرفة واحدة، ويقع مباشرة إلى الشرق من منزل خلفان، وسيف بن عبد الله الظاهري. ومن البيوت الطينية في القطارة، والتي تحتوي على برج بُني من الطوب الطيني، بيت بن بدوة الدرمكي، ويقع على حافة واحة القطارة. يتكون البيت من عدة غرف تتفاوت فترات بنائها ودرجة اكتمالها، ويمكن تأريخ هذا البيت للقرن السابع عشر على ضوء اللقى الأثرية المكتشفة. ويستطيع الزائر من خلال أعمال التنقيبات الأثرية وأعمال الترميم في المبنى التعرف إلى هذه العملية الدقيقة لفهم شامل لتاريخ المبنى وعملية الحفاظ عليه، حيث يمكن تمييز الأجزاء المرممة من الأجزاء الأصلية، من خلال الفرق البسيط في لون الطين. ومن البيوت التي تعود إلى القرن السابع عشر، بيت بن عاتي الدرمكي، والذي يتميز بكثرة غرفه وببرجه ذي الثلاثة طوابق، كما يحتوي على بئر ومدبسة (تم تغطيتهما لغرض الحماية). وتم استخدام جزء من البيت ليحوي مركزاً للفنون، ويحتوي أيضاً متحفاً مصغراً (تحت الأرض) يعرض المكتشفات التي عثر عليها خلال عملية بناء مركز الفنون. قلعة تروي 350 عاماً من التاريخ تتميز مدينة العين بإرثها التاريخي والتراثي وقلاعها وقصورها الأثرية، ومن بين تلك القلاع ظلت قلعة سلطان بن محمد بن سلطان الدرمكي شامخة على مدار 350 عاماً، حيث نجحت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في ترميمها وصيانتها. واستعرض حمد بن سلطان الدرمكي، الذي يسكن بالقرب من قلعة جده في المنطقة نفسها، التاريخ القديم للقلعة، لافتاً إلى أنها امتدت على مساحة شاسعة ويصل طولها إلى عشرة طوابق، وتتضمن ملاحق ويوجد داخلها آبار، وتم بناؤها من الطين والجبس، موضحاً أن ارتفاع القلعة سمح بمراقبة العدو. وقال إن القلعة شهدت تناوب عشرة أمراء من أجداده من قبيلة الدرامكة، وفي الخمسينيات نجح المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، رحمه الله، في توحيد قبائل مدينة العين، وصولا لتوحيد قبائل بقية الإمارات الشمالية. ولفت إلى أن القلعة تمتعت بأهمية اقتصادية فحينما يحين حصاد المحاصيل والتمور يتم حفظها داخل القلعة، بعد أن يأخذ المشاركون حصتهم ويجمع الباقي داخلها، وكانت توجد أفلاج خارجها تستخدم الثيران في ري الزراعة، وكان سوق «الرقعة» الذي يقع على مسافة قريبة من القلعة يشكل المنطقة التجارية التي تجري فيها عمليات الشراء والبيع. وأضاف أن تاريخ قبيلة الدرامكة في المنطقة يعود إلى 500 عام، ويتولى شيخ القبيلة أو الأمير حل المشاكل، وإذا استفحلت تحول إلى الحاكم من أسرة آل نهيان، وكانت الحياة بسيطة تعتمد على الزراعة والرعي وتجارة بسيطة للأقمشة تأتي من الهند، فيما كانت النساء يصنعن بعض الملابس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©