الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

حامد بن زايد: «أبوظبي للاستثمار» يحقق تنمية متــزنة لرأس المال بمنهجية محكمة وكوادر ملتزمة

حامد بن زايد: «أبوظبي للاستثمار» يحقق تنمية متــزنة لرأس المال بمنهجية محكمة وكوادر ملتزمة
22 مارس 2016 11:44
أبوظبي (الاتحاد) أكد سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، رئيس ديوان ولي عهد أبوظبي، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، أن الجهاز يعد أحد أفضل المؤسسات السيادية للاستثمار في العالم، من خلال مسيرته الزاخرة بالإنجازات الكبيرة والنجاحات المتواصلة. وقال سموه، في كلمته بمناسبة احتفال جهاز أبوظبي للاستثمار بمرور أربعة عقود على تأسيسه «إن في إطار الحرص الشديد على التخطيط للمستقبل، نضع دائماً أهدافاً بعيدة المدى، فيما نواصل مسيرتنا نحو تطوير وتعزيز كفاءة الأنظمة والعمليات». وأضاف سموه أن على مدار العقود الأربعة الماضية، مضى جهاز أبوظبي للاستثمار بخطى واثقة منذ تأسيسه كمكتب، لينمو ويصبح أحد أكبر المؤسسات الاستثمارية وأكثرها تطوراً في العالم، وتحقق هذا بفضل نهجه المتفرد في العمل الذي يلخص مسيرة 40 عاماً، توجتها إنجازات ملموسة. وأوضح سمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، أن مهمة الجهاز تتضمن العمل على تنمية متزنة لرأس المال عبر منهجية استثمارية محكمة، وكوادر بشرية ملتزمة، ما يعتبر من السمات الأساسية لجميع أعمال الجهاز ونشاطاته، ابتداء من طريقة تخطيط وتنظيم الأعمال، وصولاً إلى آلية اتخاذ القرارات. وأكد سموه أن المكانة المتميزة التي يتمتع بها جهاز أبوظبي للاستثمار، هي خلاصة القيم التي تبناها وثمرة الإجراءات الكبيرة والصغيرة التي اتخذها خلال مسيرته الناجحة على مدى العقود الأربعة الماضية، مضيفاً سموه «نحن اليوم لدينا استثمارات عدة من فئات وأنواع الأصول الاستثمارية، ولم نكتف بالإنجازات التي حققناها، بل نواصل مسيرة النمو والتطور على الصعيدين الاستثماري والتنظيمي، بما يعزز قدرتنا على اغتنام واقتناص الفرص بالشكل الأمثل، لقد قطع جهاز أبوظبي للاستثمار أشواطاً كبيرة في سبيل تطوير إمكاناته الداخلية، وتعزيز مرونته وقدرته على التكيف مع ظروف السوق المتغيرة». وفيما يلي نص كلمة سموه بمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيس الجهاز: يحتفل اليوم جهاز أبوظبي للاستثمار بمرور أربعة عقود على تأسيسه، ومن خلال مسيرته الزاخرة بالإنجازات الكبيرة والنجاحات المتواصلة، تحول إلى أحد أفضل المؤسسات السيادية للاستثمار في العالم على الإطلاق. ابتدأت المسيرة بمرسوم أميري في عام 1976، يقضي بتأسيس جهاز أبوظبي للاستثمار ليلخص الرؤية السديدة والبصيرة النافذة للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الوالد المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، ولصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، حاكم إمارة أبوظبي، رئيس مجلس إدارة جهاز أبوظبي للاستثمار منذ تأسيسه، ولصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. كما أود أن أشيد بمساهمات معالي أحمد خليفة السويدي نائب رئيس مجلس الإدارة السابق، ومعالي محمد حبروش السويدي، العضو المنتدب السابق، وكذلك الشيخ أحمد بن زايد آل نهيان، طيب الله ثراه، العضو المنتدب السابق، على الدور الذي قاموا به لفترة طويلة منذ تأسيس الجهاز، وذلك بإرساء قواعده، وفقاً لنصائح وإرشادات القيادة الحكيمة. التفوق العالمي وبهذه المناسبة السعيدة على قلوبنا، أتوجه إليكم بأصدق آيات التهاني والتبريكات، فهذه علامة مميزة في مسيرة إمارة أبوظبي، وهي دليل آخر على الرؤية الثاقبة للقيادة الحكيمة التي أضاءت الطريق إلى التميز. وبفضل من الله تعالى، كان لتلك الرؤية الأثر الفعال في النمو الذي حققناه، والنجاح الذي حصدناه، حيث اقترن اسم الجهاز بالتفوق العالمي بفضل الجهود الحثيثة للعاملين فيه، وعملهم الدؤوب المدعوم بروح من الإصرار على التميز. وعلى مدار العقود الأربعة الماضية، مضى جهاز أبوظبي للاستثمار بخطى واثقة منذ تأسيسه كمكتب لينمو ويصبح أحد أكبر المؤسسات الاستثمارية وأكثرها تطوراً في العالم، وقد تحقق هذا بفضل نهجه المتفرد في العمل الذي يلخص مسيرة أربعين عاماً، توجتها إنجازات ملموسة. وتضمن المرسوم قراراً تاريخياً ينص على إنشاء مؤسسة مستقلة تتخذ قراراتها الاستثمارية بناء على اعتبارات اقتصادية صرفة، وتحمل رسالة واضحة ومحددة المعالم، ما وفر قاعدة متينة وبيئة مناسبة، أتاحت للجهاز تحقيق النمو ومواصلة النجاح على مدى الأربعين سنة الماضية، وكان المرسوم ترجمة للرؤية الاستراتيجية للقيادة الرشيدة في تنويع مصادر الدخل. الكوادر البشرية وما كان للجهاز أن يحقق النمو والنجاح دون كوادره البشرية الذين بلغ عددهم الإجمالي حوالي 5 آلاف موظف منذ تأسيسه، وضعوا على مدى عقود مضت نموذجاً يحتذى به في الولاء والكفاءة والتميز، ولا يسعنا في هذا المقام إلا أن نثني على جهودهم ومساهماتهم الجليلة في تحقيق رؤية القادة المؤسسين، وما وصلنا إليه من مكانة مرموقة اليوم. ولا شك في أن ما يميز الجهاز عن غيره هو ثقافته المؤسسية التي تجمع بين تنوع كوادره البشرية الذين يمثلون أكثر من 60 جنسية مختلفة، تعمل من مقره الرئيس في أبوظبي، والمسؤولية المشتركة الملقاة على عاتقنا جميعاً تجاه المحافظة على ازدهار إمارة أبوظبي، والمساهمة في تأمين الرخاء لأجيال المستقبل. وتتضمن مهمة الجهاز، العمل على تنمية متزنة لرأس المال عبر منهجية استثمارية محكمة وكوادر بشرية ملتزمة، ما يعتبر من السمات الأساسية لجميع أعمالنا ونشاطاتنا، ابتداء من طريقة تخطيط وتنظيم الأعمال، وصولاً إلى آلية اتخاذ القرارات. بيد أن توخي الحذر وتفادي المخاطر وحدهما لا يشكلان استراتيجية كافية لضمان النجاح على الأمد الطويل، ولذلك نضع في عين الاعتبار دائماً طبيعة العالم الذي نمارس نشاطاتنا فيه، فالعالم اليوم متسارع الخطى وكثير التقلبات، ويتطلب درجة عالية من الوعي وحضور البديهة، بالإضافة إلى المعرفة والاستعداد لاستخدام أساليب جديدة، تمكننا من ممارسة أعمالنا بفاعلية أكبر وكفاءة أفضل، حيثما كان ذلك مناسباً. وإذا ما عدنا بالذاكرة إلى الماضي، سنلمس اليوم العزيمة والثقة والطموح نفسه الذي تميزت به تلك الفرقة الصغيرة المنتقاة من الكوادر الإماراتية والخبراء الاستثماريين الدوليين الذين تم تكليفهم لوضع أسس الجهاز، وإرساء قواعده في عام 1976. لقد عمل موظفو الجهاز الأوائل في بيئة أبسط بكثير من البيئة التي يعمل فيها الجهاز اليوم، وبينما تفصل موقع مقر الجهاز الأول مسافة قصيرة عن المقر الحالي الكائن في شارع كورنيش أبوظبي، إلا أن المقر الأول كان أصغر مساحة، وعبارة عن مجموعة مكاتب مشتركة تقع بالقرب من المقر الرئيس الحالي لبنك أبوظبي الوطني، بل ولم تكن أبوظبي نفسها شبيهة بالمدينة المزدهرة التي نراها اليوم، فلم يكن تعدادها السكاني آنذاك يتجاوز مئتين ألف نسمة. استراتيجيات الاستثمار وفي الواقع كانت الاستراتيجية الأولى للجهاز تعكس بساطة العالم آنذاك، إذ انحصرت على الاستثمار في محافظ الأسهم والسندات التي كان يديرها عدد قليل من المديرين الاستثمارين الخارجيين المرموقين تحت إشراف فريقنا الداخلي. ولكن شيئاً فشيئاً، ومع تغير الظروف الاقتصادية حول العالم، تطورت ثقافة جهاز أبوظبي للاستثمار لتركز على التعاون وتبادل الآراء، بالتوازي مع النظر إلى كل ما يقوم به من خلال رؤية بعيدة المدى. فعلى صعيد الاستثمارات، اعتمدنا سلسلة من الإجراءات التي تضمن اتخاذ قرارات تستند إلى تحليلات مفصلة ومسؤوليات محددة، فاستراتيجيتنا تقوم على مبدأ صريح وواضح، يتلخص في يقيننا بأن المخاطرة تمثل جزءاً لا يتجزأ من العملية الاستثمارية، إلا أن سمعتنا المؤسسية تعتلي سلم أولوياتنا دائماً، فالاستثمار المربح قد يُنسى سريعاً، ولكن ارتكاب خطأ واحد عند اتخاذ قرار قد يبقى في الذاكرة لأعوام. وينعكس هذا النهج في تعامل جهاز أبوظبي للاستثمار مع المراحل المختلفة في دورة الأسواق المالية، فالجهاز يدرك أن فترات الانكماش الاقتصادي هي جزء طبيعي من دورة الأسواق المالية، وتمثل فرصة للمستثمرين الذين يستهدفون الاستثمار طويل الأجل، وهذا ما يتجلى بوضوح من خلال سجلنا الحافل بالإنجازات، ونجاحنا في تحقيق عائدات ثابتة ومتواصلة على مدى العقود الماضية بغض النظر عن ظروف الأسواق المالية. تعزيز الشراكة ولا تنحصر استراتيجيتنا بعيدة المدى في هذه الاستثمارات، بل هي حاضرة كذلك في تواصلنا مع العالم الخارجي، إذ حرص الجهاز دائماً على اختيار شركائه بعناية من أجل بناء علاقات طويلة الأجل قوامها التفاهم والاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة في نجاح أعماله. ولعل أحد أهم مقومات هذا النجاح يتمثل في حرص جهاز أبوظبي للاستثمار والتزامه الدائم بتوظيف أفضل الكفاءات المحلية والدولية وتطويرها، وتوفير بيئة عمل تتيح لهذه الكوادر الارتقاء بقدراتهم، والاستفادة من تجاربهم وتبادل الخبرات فيما بينهم. لقد كان التطوير والتدريب في طليعة أولويات المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا تزال رؤيته المنارة التي يهتدي بها الجهاز منذ تأسيسه حتى اليوم، فبالإضافة إلى ما يوفره من فرص تدريب عديدة لموظفيه، يلتزم الجهاز بالتطوير المستمر للمواهب الوطنية لما في ذلك مصلحة له وللمجتمع بشكل عام، ونفتخر بالعدد الكبير من الكوادر الإماراتية التي عملت في الجهاز في مختلف الإدارات والأقسام، ومن ثم انتقلت إلى خارجه لتتقلد مناصب قيادية حيوية ومهمة في إمارة أبوظبي، ومختلف أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة. النمو والتطور وفي زمن تندر فيه المؤسسات الاستثمارية التي تستمر وتنمو وتتطور على مدى عقود، تميز جهاز أبوظبي للاستثمار على امتداد مسيرته الطويلة، في احتضانه للابتكار حيثما وجد، وفي ذلك خدمة لمصلحته ومصلحة المجتمع على المدى البعيد. لقد كان الجهاز خلاقاً منذ بداياته، حيث بدأ أعماله كمستثمر عالمي في خطوة لم تكن اعتيادية حينها، وكان أيضاً من أوائل المستثمرين في الأسهم الخاصة والاستثمارات البديلة، حتى أنه وضع نموذجه الخاص لإنشاء المحافظ الاستثمارية، معتمداً في ذلك على معطيات إقليمية واستراتيجية مدروسة ومتوازنة لاختيار فئات الأصول الاستثمارية وتحديد عوائدها، الأمر الذي عكس نظرة ثاقبة وقراءة مستقبلية دقيقة لما يدور في العالم. وتنبع قرارات الجهاز دائماً من قناعته بأن أفضل الابتكارات هي تلك التي تحقق المكاسب على نحو مستدام، ولذلك فإنه يتخذها بطريقته الاستثنائية التي تقوم على مبدأ التأني والدراسة المستفيضة. تنوع الاستثمارات إن المكانة المميزة التي يتمتع بها جهاز أبوظبي للاستثمار اليوم هي خلاصة القيم التي تبناها وثمرة الإجراءات الكبيرة والصغيرة التي اتخذها خلال مسيرته الناجحة على مدى العقود الأربعة الماضية، فنحن اليوم لدينا استثمارات عدة من فئات وأنواع الأصول الاستثمارية، ولم نكتف بالإنجازات التي حققناها، بل نواصل مسيرة النمو والتطور على الصعيدين الاستثماري والتنظيمي، بما يعزز قدرتنا على اغتنام واقتناص الفرص بالشكل الأمثل. لقد قطع جهاز أبوظبي للاستثمار أشواطاً كبيرة في سبيل تطوير إمكاناته الداخلية، وتعزيز مرونته وقدرته على التكيف مع ظروف السوق المتغيرة. وفي إطار حرصنا الشديد على التخطيط للمستقبل، نضع دائماً أهدافاً بعيدة المدى، فيما نواصل مسيرتنا نحو تطوير وتعزيز كفاءة الأنظمة والعمليات. وعلى مدار تاريخه، شهد الجهاز أحداثاً كبيرة وكثيرة، وواكب مراحل انتعاش الأسواق المالية وانتكاساتها، ناهيك عن التقلبات الحادة في أسعار السلع، بيد أن المسؤولية التي نحملها على عاتقنا تقتضي منا السير بخطى ثابتة دون أن نفقد بوصلة المستقبل في ضباب الظروف الاقتصادية المتقلبة، وهو ما يضمن لنا الوفاء بالتزاماتنا في جميع الأوقات دون التفريط بأهدافنا الاستثمارية بعيدة المدى أو سمعتنا في أسواق المال والاستثمار. وختاماً، أود أن أؤكد لكم بكل ثقة وإيمان أن دور الجهاز لم يكن أكثر أهمية في أي وقت مضى مما هو عليه اليوم، فمن خلال الانضباط والبناء على المعرفة والخبرات الواسعة التي تكونت لدينا على مدى 40 عاماً، سنعمل ما في وسعنا لتواصل إمارة أبوظبي ازدهارها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©