الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

القصباء.. «فينيسيا الشرق» وأيقونة الزمن الجميل

القصباء.. «فينيسيا الشرق» وأيقونة الزمن الجميل
18 ديسمبر 2014 01:45
أزهار البياتي (الشارقة) في الشارقة وأثناء تجوالك بين شوارعها ومعالمها الحضارية المتعددة، لا تكاد تمر من أي مكان دون أن تستوقفك لافتات كبيرة تحمل شعاراً مرحبا يدعوك إلى زيارة القصباء، لينقلك عبره لعالم مختلف من الفن والطبيعة، حيث تطالعك مشاهد من إبداع المعمار الإسلامي المطل على واجهتي القناة المائية هناك، وتأسرك جسور مقوسة تربط ما بين الضفتين، تعبر من تحتها مراكب خشبية صغيرة تتهادى على سطح الأمواج، راسمة صورة غاية في الشاعرية والجمال. وجهة للترفيه العائلي وربما شهرة القصباء كمعلم سياحي وثقافي يتوسط قلب الإمارة النابض بالحياة لم يأت من فراغ، فلطالما شّكلت بأجوائها المفتوحة وما تحتضنه من فعاليات فنية وثقافية مع ما توفره من مناطق استجمامية وجهة مثالية للترفيه العائلي، محققة في السنوات الأخيرة نجاحا تلو الآخر في هذا المجال، مستقطبة من خلال ما تطلقه من برامج وفعاليات موسمية متنوعة جماهير غفيرة من الأهالي والسكان، بالإضافة لجموع الزوار والسائحين. ولعل أول ما يأسر عينك ويشد ناظريك لحظة دخولك للقصباء، هي تلك المجسمات المنحوتة بأشكال معبّرة حتى تكاد أن تكون حقيقية في كثير من الأحيان، ممثلة بشبان يحملون تارة مجسماً فوق رؤوسهم، وتارة يشيرون بأيديهم إلى الوجهة التي تود أن تقصدها، مرحبين بزوار المكان على طريقتهم، وبأسلوب جديد ومختلف، يعطيك لمحة عما ينتظرك من تجربة ممتعة ستختبرها على ضفتي القناة، والتي تمتد مستريحة على طول كيلومتر واحد، مشكّلة حلقة وصل تربط بين بحيرة خالد وشقيقتها بحيرة الخان. سحر الطبيعة في هذه الوجهة العائلية المتميّزة للاستجمام والترفيه، لا تستطيع إلا أن تسلم نفسك لسحر الطبيعة وجمال المعمار، والذي تتداخل فيه جماليات الهندسة الأندلسية والإسلامية البديعة مع الواجهات المائية التي تعكس روح المكان، ترافقها مجموعة من المقاهي الأنيقة والمطاعم والمرافق المتنوعة التي تتوزع بين الضفتين، فتشعر كأنك وسط «فينيسا» أخرى شرقية الهوى والهوية، تحمل نفحات من روح الحضارة العربية وأصالة الزمن الجميل، وحيث تمتد ممرات واسعة وسالكة للمشاة على طول الضفتين، تنتهي بنافورة مياة راقصة تزيد من سحر المكان، مع عجلة دائرية ضخمة «عين الإمارات» ترتفع عالية في الفضاء، لترنو على مدينة الشارقة من الأفق البعيد. ولأنها منطقة استقطاب جماهيري، ثقافي، وسياحي من الطراز الأول، فإن القصباء لم تأل جهدا في جذب فئتي الأطفال وأسرهم على حد سواء، موفرة للصغار مرافق ملونة من الألعاب والأراجيح، مع ميادين خاصة بركوب العجلات والدراجات، بالإضافة لاهتمامها باحتضان المهرجانات الفنية، والكرنفالات الاحتفالية، مع المناسبات الشعبية في رمضان والأعياد، مرتبطة ارتباطا وثيقا بعجلة الحراك الثقافي والفني الذي تشهده الإمارة، وعاكسة وجها حضاريا راقيا لتوجهها وطموحها في التطور والارتقاء. منصة للإبداع والابتكار ونظراً للارتباط العضوي بين المكان والثقافة، وانعكاس اختيار الشارقة كعاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014، فإن القصباء تضم واحداً من أهم المراكز الثقافية الفنية في المنطقة، وهو «مركز مرايا للفنون»، والذي يتربع على مساحة 1500 م مربع، ويشكل منصة للإبداع والابتكار للفنون المعاصرة، منظما العديد من المعارض والفعاليات الفنية طوال شهور السنة، من تلك التي تستعرض أعمال المؤسسات الثقافية والتعليمية المحلية والعالمية، وتساهم في رواج وجوه فنية وثقافية وفكرية وأدبية بامتياز. و إلى جانب «مرايا القصباء»، يجد الزائر أيضا مسرحاً يتسع لقرابة 250 متفرجا، تقام على خشبته برامج متنوعة على مدار العام، تشمل فعاليات فنية وموسيقية وسينمائية ومسرحية وشعرية، إلى جانب استضافته المؤتمرات الصحفية الكبرى، التي تزّود عادة بتجهيزات فنية متقدمة وخدمات ضيافة عالية المستوى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©