دبي - ''الاتحاد'':توقع مسؤولون وخبراء في القطاع السياحي أن يحقق (الملتقى الدولي لتنمية سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة في منطقة الشرق الأوسط 2007) في دورته الثالثة الذي يفتتحه سمو الشيخ احمد بن سعيد آل مكتوم رئيس دائرة الطيران المدني الرئيس الأعلى لطيران الإمارات الثلاثاء المقبل، نتائج قوية بعد نجاحه خلال الدورتين الماضيتين في تعزيز الوعي بمفهوم سياحة ذوي الاحتياجات ولفت أنظار صناع القرار في كثير من بلدان المنطقة إلى أهمية الاستفادة من هذه الشريحة في تطوير صناعة السياحية على الصعيديين الإقليمي والعالمي بما يتماشى ومتطلبات كافة الشرائح السياحية·
ويأتي تنظيم الملتقى في وقت تشير فيه التقديرات إلى أن دبي تستطيع أن تستحوذ على 1% من سوق سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة في العالم الذين يبلغ عددهم نحو 600 مليون سائح أي نحو ستة ملايين سائح بما تقدم من خدمات، ويمكن أن تحقق عائدات سنوية تصل إلى ثلاثة مليارات دولار عندما تكون كل المرافق والمنشآت الفندقية في دبي مناسبة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن بفرض أن متوسط الإقامة لكل منهم 5 ليال ومتوسط الإنفاق 100 دولار يومياً·
وأكد خالد احمد بن سليم المدير العام لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي على أهمية الملتقى ودوره المهم فى تعزيز الوعي لدى القطاعين العام والخاص فيما يخص هذه الشريحة، مشيرا الى ان دولة الإمارات في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهان'' حفظه الله''، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي''رعاه الله'' تولي اهتماما خاصا بشريحة ذوي الاحتياجات الخاصة سواء من اهل الامارات والمقيمين فيها او القادمين اليها، حيث وفرت كل التسهيلات اللازمة لهم·
واضاف خالد بن سيلم ان الدعم المتواصل من سمو الشيخ احمد بن سعيد وما يبديه من اهتمام خاص بذوي الاحتياجات الخاصة يؤكد انهم في صدارة اولويات المسؤولين والمعنيين، معربا في الوقت ذاته عن تقديره لرعاية سموه للملتقى الذي اصبح منصة للتعريف بالتقدم الذى يتم السعي لتحقيقه في مجال سياحة ذوي الاحتياجات في دولة الامارات عموما ودبي بالتحديد·
وكشف بن سليم عن تزايد الطلب من قبل الشركات السياحية العالمية المنظمة للبرامج السياحية الخاصة بهذه الفئة للقدوم إلى دبي، لما تتمتع به من جاهزية تامة لاستضافتهم بدءا من المطار ومرورا بوسائل النقل والطرق وانتهاء بالاقامة الفندقية، حيث توفر معظم الفنادق العاملة بالامارة غرفا خاصة بهم وتتلاءم مع احتياجاتهم·
ولفت إلى أن ''سياحة دبي'' تقوم بتنظيم ندوات حول أهمية هذا القطاع والخدمات والتسهيلات التي تقدمها دبي لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن من السياح، وذلك في إطار الاهتمام الذي تبديه بسياحة ذوي الاحتياجات الخاصة، موضحا أن هذه الندوات تستهدف التأكيد على أن دبي وجهة سياحية جيدة لذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن تقدم لهم كل الخدمات والتسهيلات التي يحتاجونها سواء في المطار أو المنشآت الفندقية وغير ذلك، موضحا أن الندوات تشدد على أهمية زيادة الوعي بهذا الموضوع لدى المنشآت الفندقية والسياحية ومراكز المعلومات ومختلف الجمعيات والترويج له من خلال الحملات الإعلامية والإعلانية والمشاركة في المعارض والمؤتمرات·
واشار بن سليم الى ان دائرة السياحة والتسويق التجاري أنشأت في عام 2001 ''لجنة عمل سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن'' بغرض تسويق دبي كوجهة سياحية مثالية وتطوير الخدمات والتسهيلات التي تُقدم لهم، موضحا أن اللجنة تعمل على زيادة الوعي بهذا القطاع السياحي وكذلك التنسيق مع مكتب دبي للمؤتمرات لتشجيع الجمعيات العالمية ذات الصلة على عقد اجتماعاتهم الدورية في دبي وتشجيع الشركات السياحية على تنظيم برامج خاصة للسياح من ذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن·
وأصدرت الدائرة كتيبا خاصا بذوي الاحتياجات الخاصة باللغة الانجليزية يتضمن أهم الخدمات والتسهيلات التي تقدمها لهم المرافق السياحية في دبي إلى جانب تلك التي يقدمها مطار دبي الدولي خاصة عند عدم وجود مرافقين لهم·
وقال الشيخ سعيد الشرقي، رئيس مكتب الفجيرة للسياحة: لا شك ان ملتقى تنمية سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة نجح منذ انطلاقته قبل ثلاثة أعوام في إحداث نقلة هامة فيما يتعلق بتقديم منتج سياحي خاص بهذه الفئة ليس على مستوى دولة الإمارات فحسب، بل وعلى الصعيد الإقليمي أيضا·
وأكد على ان الملتقي يأتي امتدادا للاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات العربية بذوي الاحتياجات الخاصة، لافتا إلى قدرة الإمارات على توفير الدعم والتسهيلات اللازمة لأن تصبح الوجه الأولى في المنطقة الصديقة لذوي الاحتياجات، لاسيما وان كثيرا من المرافق السياحية والمطارات والفنادق مهيأة لاستقبالهم·
وأوضح بان شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة لهم حق الاهتمام بهم، لذلك فإنه من المهم تعزيز الوعي لدى الشركات السياحة بضرورة العمل على إعداد برامج سياحية خاصة لهم، معربا عن أمله في إنشاء فندق خاص بهذه الشريحة على غرار أحد الفنادق السويسرية الذي تم تأسيسه بالكامل لاستقبال السياح من ذوي الاحتياجات، لافتا إلى أن مكتب سياحة الفجيرة يعمل على استقطاب هذه الشريحة والاستفادة منها خلال المرحلة المقبلة لاسيما وان مستقبل القطاع السياحي في إمارة الفجيرة واعد، وتتوفر بها العديد من الفرص للمستثمرين في القطاع·
وتوقع بأن تشهد السنوات المقبلة إطلاق العديد من المشروعات السياحية، وان يكون هناك نصيب من تلك المشروعات لهذه الفئة، مما يحقق التنمية ويضع الفجيرة على خارطة السياحة في المنطقة، كما توقع ارتفاع عدد الغرف الفندقية من 1600 غرفة حاليا الى 5 آلاف غرفة عام ،2010 ثم إلى 10 آلاف غرفة في عام ،2020 مقدرا الاستثمارات المطلوبة في السنوات الأربع المقبلة بحوالي 5 مليارات درهم·
وقال كمال إبراهيم، المدير الإقليمي لمنظمة الاياتا: إن إقامة الملتقى الدولي لتنمية سياحة ذوي الاحتياجات الخاصة في دبي يعد حدثا هاما لما يحمله من معاني انسانية عميقة، حيث يهدف إلى زيادة الوعي باحتياجات شريحة هامة من المجتمع لها الحق في تقديم الرعاية اللازمة لها من قبل جميع القائمين على صناعة السياحة والسفر، كما يساهم الاهتمام بإخواننا من ذوي الاحتياجات الخاصة في تشجيعهم على السفر، وبذلك يمكن أن نضيف نحو 30 مليونا من ذوي الاحتياجات في المنطقة إلى قائمة المسافرين المحتملين على متن الناقلات العربية والدولية، ما يدعم هذه الصناعة ماديا ويساعد على رواجها·
وأضاف : تعتز الآياتا بأنها قامت، بموجب التزامها بالاهتمام بهذه الشريحة، بالتعاون مع أعضائها من شركات الطيران لسن مجموعة من القواعد والإجراءات التي توفر الأمان والحماية اللازمة لهم أثناء سفرهم بالطائرة وكذلك توفير وسائل الراحة والمساعدة· ونحن نشيد بدور جميع الأطراف الأخرى التي تساعد شركات الطيران بالقيام بواجباتها نحو توفير الرعاية والخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة ومنها المطارات، وإدارات الطيران المدني، شركات المناولة الأرضية وغيرها من الجهات المعنية''·
وقال : نثمن كثيرا استضافة دبي لهذا الحدث الرائد والدور الكبير الذي تقوم به الجهة المنظمة لنشر الوعي بما تحتاجه هذه الشريحة، وكذلك نشيد بمجموعة الخدمات المميزة التي يقدمها مطار دبي لذوي الإحتياجات الخاصة والتفكير المستمر في تطوير هذه الخدمات من خلال استخدام الوسائل التقنية المتطورة·
عدد اليوم
