هناء الحمادي (الفجيرة) - في ظل الاستعداد للاحتفال باليوم الوطني الـ 41، لا نستغرب حين نرى هناك أيادي إماراتية تتسابق في تقديم أفكار مميزة تعبر عن مدى حبها لهذا الوطن في ذكرى الاتحاد، حيث تتوقف الأحاسيس عن التعبير، والألسن عن الحديث، لأن الحدث أكبر وأعمق من كل هذا، وأي إنسان يعيش على هذه الأرض الطيبة يريد أن يقدم ما لديه، أسوة بوالدنا وقائدنا المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، الذي قدم الكثير والكثير لهذا الوطن الخيّر، ومهما فعلنا من رد الجميل له نراه بسيطاً في نظرنا.
عبير الشحي التي تعد أول مترجمة فورية للغة الصم في الدولة وتتقن قاموس لغة الإشارة في الوطن العربي “قاموس موحد”، تراءت إليها الكثير من الأفكار التقليدية، لكن حبها للإمارات ولفئة الصم جاءت لنا بفكرة مميزة ومختلفة. وعن تلك الفكرة تقول الشحي: “بالطبع الجميع يحب أن يغتنم هذه الفرصة ويقدم فكرة مميزة ومختلفة عن الآخرين، لكن طبيعة عملي وتعاملي الدائم مع فئة الصم بمركز الفجيرة لتأهيل المعاقين، جعلني أفكر مراراً في تنفيذ فكرة مختلفة لم يقم بها أحد من قبل، وهي للمرة الأولى تطبق على مستوى الدولة ومنطقة الخليج. وتستطرد الشحي قائلة: “باعتباري مترجمة فورية للغة الإشارة راودتني فكرة القيام بأداء النشيد الوطني لدولة الإمارات ولكن من يؤديها هم فئة الصم الموجودون في مركز تأهيل المعاقين بالفجيرة. وبعد طرح الفكرة على مديرة المركز عائشة النجار، أعجبت بها وأثنت عليها، لأنها انبثقت بمناسبة الاستعداد للاحتفال باليوم الوطني، وطلبت مني سرعة تنفيذها مع اختيار المكان المناسب لأدائها. وبالفعل خلال أسبوع واحد تم تدريب الطلبة البالغ عددهم 10من فئة الصم مع دمج اثنين أسوياء على تقديم النشيد الوطني للدولة بالإشارة.
وأضافت الشحي: “تم العمل على تدريب الطلبة بشكل متواصل، وقد اختيرت قلعة الفجيرة بإمارة الفجيرة لتصوير النشيد الوطني باعتبارها من الأماكن المشهورة والمعروفة لدى سكان الإمارات، ولما ما تتميز به من موقع سياحي. وتضيف الشحي: بالاتفاق مع قناة دبي الرياضية تم تصوير المشهد، حيث تعاونت القناة بشكل متواصل لإنجاح هذا العمل وكانت سباقة في تصوير النشيد الذي قدمه الطلبة، والذين عبروا عن هذه المناسبة بطريقتهم الخاصة بإهداء النشيد الوطني لكل شعب الإمارات الذي يحتفل بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع.
وترى الشحي أن ما قدم هو جزء بسيط لرد الجميل لهذا الوطن المعطاء، وما قام به طلبة الصم بأداء النشيد الوطني بلغة الإشارة يدل على فرحتهم بهذه المناسبة وتعبير وامتنان منهم للوطن الغالي. موضحة شعورها بهذه المناسبة قائلة: “لقد شعرت بفرحة عارمة وأنا أرى ابتسامة طلبة الصم وهم ينشدون النشيد الوطني متناسين أنهم غير قادرين على التحدث إلا بلغة الإشارة، فكم هو جميل حين نرى تفاعل هؤلاء الطلبة من فئة الصم الذين أرادوا أن يعبروا عن فرحتهم بتقديم النشيد الوطني بأياديهم داعين المولى عز وجل أن يحفظ وطنهم الإمارات.
عدد اليوم
