الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
17 ديسمبر 2014 00:04
السرور والاهتزاز كدتُ أهيم فرحاً، وأطير بجناح السرور مَرَحاً، ملكتني المَسرّة حتى استفزّتني، واشتملت عليَّ حتى هَزّتني، حالي حال من حُكم في مُناه، وأُعطي كتابه بيُمناه، المَسرّة آتيةٌ، والبَهجة مؤاتيةٌ، والغِبطة مستولِيةٌ، والوحشة متولية، أنا في ثوب المسرة رافل، ونجمُ الوحشة عنّي آفلٌ. في ضد ذلك في نفسه بلابل تدور، ومراجل تفورُ، مضجعٌ ولا يجفُّ له مَدْمَعٌ بالهُ كاسفٌ، وقلبه واجِفٌ، لا أقول غمَّه، ولكن أعماهُ وأصمّهُ، نهاره للفِكر، وليله للسَّهر، يرى ضياء الدنيا ظلاماً، ويتصور نور الشمسِ قَتاماً، مغضوضَ الجفونِ على قذى، منطوي الجوانحِ على أذى. ذكْرُ الأمن قَد أبدله الله بحرِّ الخوف بَرْدَ الأمن، لا يلتفت وراءهُ مخافةً، ولا يخشى أمامه آفةً، قد آمن سربهُ، وعذب شربُهُ، وزال استيحاشُهُ، قد سكن روعُهُ. في ضد ذلك إذا نامَ هالهُ طيفٌ، وإذا انتبَهَ راعهُ سيفٌ، طار قلبُه بجناحِ الوجَل، وتصوَّر له شخصُ الأجل، لا سماءٌ تُظلُهُ، ولا أرض تُقلُهُ، لا يجد في الخضراءِ مصعداً، ولا في الغبراءِ مقعداً، لا يجد في الأرضِ نفقاً، ولا في السماء مُرتقى، كادت نفسُه تطيح، وروحُه تسري بها الريح. الأسْر والحبسُ فلان في جوامع الأسْر مُوثق، وبمضائق الجيش مُرهَق، هو في قعر حَبْسٍ يحجب عنه ضياء الشمس، هو أسير حَبْس، قد غُلق رِتاجهُ وسمير قَيدٍ قد صَعُب علاجُهُ، أحاطت به رِبقة الأسرِ، وملكته ذِلة القهر. ذكْرُ الإطلاق الحمد لله حَمَدَ الإخلاص، على صدق الخلاص، قد أفضى فلان من ذلّةِ رقٍّ إلى عزّة عتق، ومن تَصلية الجحيم، إلى جنة النعيم، خرج من العقال، خروجَ السيف من الصِّقال، خَرج من إسارَه، خروجَ البدر من سرارِه، الحمد لله الذي فكَّ أسراً، وجعل من بَعْد عُسرٍ يُسراً. إسماعيل محمد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©