الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

فاطمة بنت مبارك .. امرأة بحجـم وطـــن

فاطمة بنت مبارك .. امرأة بحجـم وطـــن
12 ديسمبر 2015 00:50
إيمان محمد (أبوظبي) ينقسم كتاب «أم الإمارات، مبادئ وإنجازات» إلى تسعة فصول، الأول: التعليم بداية الطريق، والثاني: تطوير منظومة العمل النسائي، والثالث: رعاية الأمومة والطفولة، والرابع: الرعاية الاجتماعية والصحية، والخامس: مشاركة المرأة في التنمية، والسادس: المواقف والمبادرات الإنسانية، والسابع: الرعاية والمشاركة، والثامن: المكانة الإنسانية الرفيعة والتكريم والجوائز، والتاسع: ماذا قالوا عن أم الإمارات. ركائز رصينة تقول الشامسي في مقدمة الكتاب، إن النهضة النسائية في الإمارات تميزت بمقومات وركائز رصينة مع تعدد مجالاتها وآفاقها، واستمرار تعزيزها بالمزيد من الإنجازات، ما جعل الحاضر مشرقاً، والمستقبل زاهراً. ويسجل التاريخ بإجلال وإكبار أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، صانعة هذه النهضة ورائدتها، وتتداخل مرتكزات عطاء سموها بسعة تنوع مبادراتها وشمولية ميادينها، حتى غدا رصيد جهودها الدؤوبة والمفعمة بالعزيمة من أجل الأهداف السامية التي تميزت بها مسيرتها منذ قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر 1971، يستلزم رؤية فاحصة متبصرة تعطي لمحاورها الرئيسية أبعادها المحلية والإقليمية والدولية. وترى الشامسي أن لا حواجز بين عطاءات سموها في كل جوانبها، سواء الخاصة بتمكين المرأة والنهوض بدورها وتعزيز مكانتها، انطلاقاً من إيمانها بأن المرأة هي الركيزة الأساسية في تقدم المجتمع وازدهاره، وبناء حاضره ومستقبله، أو تلك المتعلقة بمواقفها الإنسانية التي لا حدود لها، إذ إن مساحتها الجغرافية في امتداد دائم في أجزاء مختلفة من العالم، وفي شتى المجالات، ولذلك تعددت المشروعات الخيرية وتنوعت المبادرات والإسهامات. وتضيف الشامسي: إن سموها سيدة استثنائية ونلمس ذلك حين نستقرئ إنجازاتها على مدى أربعة عقود، حافلة بمواقفها الأصيلة وإنجازاتها الخالدة التي كانت سابقة لزمانها. إنه النجاح بكل أبعاده وتتابع حلقاته بصورها العملية حتى غدت المكانة التي تحظى بها المرأة الإماراتية مثار إعجاب العالم وتقديره. وتسوق الشامسي دليلاً على ذلك وهو الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة عام 2002 والتي جاءت ثمرة للتطور الذي حققته المرأة الإماراتية، والذي ما كان ليتحقق لولا دعم سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي أصرت على أن يكون للمرأة دورها في جميع مناشط الحياة كشريك أساسي وفاعل رئيس، ما جعل دولة الإمارات في صدارة مؤشر احترام المرأة عالمياً في الحفاظ على كرامتها وتعزيز مكانتها، وفق نتائج تقرير مؤشرات التطور الاجتماعي على مستوى العالم والصادر عن مجلس الأجندة الدولي التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2014. وكان الدور الفاعل لسموها قد أسهم في ميلاد منظمة المرأة العربية، وتأسيس صندوق المرأة اللاجئة، بالتعاون والتنسيق مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وإنشاء موقع على شبكة الإنترنت لخدمة قضايا المرأة العربية في بلاد المهجر، بالإضافة إلى رئاستها العديد من المنظمات والهيئات الإقليمية. وعلى المستوى المحلي، رئاستها الاتحاد النسائي العام، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ومؤسسة التنمية الأسرية، ومجلس سيدات الأعمال، والرئاسة الفخرية لهيئة الهلال الأحمر. أما على المستوى الإقليمي، فقد ترأست سموها العديد من المنظمات والمؤسسات في عدد من الدورات، كرئاسة منظمة المرأة العربية، ولجنة التنسيق الإقليمي للعمل النسائي في الخليج والجزيرة العربية. الرؤية والرسالة وتكشف الشامسي أن الاستقراء المتأني عن قرب لشخصية سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لابد أن يبدأ من المقولة الشهيرة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان: «إن الشيخة فاطمة نجحت في استيعاب أهدافي وأفكاري، وحولت هذه الأفكار إلى تجارب ناجحة في كل الميادين». وبذلك ترى الشامسي أن رؤية سمو الشيخة فاطمة تركز على أن الإنسان مصدر العمل والتقدم، وأنه كلما تم الاستثمار في بنائه، رجلاً كان أو امرأة، تحقق الاستقرار والأمن والرفاه لأبناء المجتمع، كما أن تمكين المرأة هدفها الاستراتيجي الذي تسعى دوماً من أجله، ليس لكونه من مبادئها الأساسية فحسب، وإنما باعتباره أحد مرتكزات تحقيق السلام في العالم أيضاً، ولا ترى سموها تعارضاً بين الاعتماد على إيجابيات الماضي لبناء المستقبل، وضرورة التغيير والتحديث وفق خطط واستراتيجيات مدروسة، ليأتي المستقبل مواكباً لكل المستجدات، فهي تؤمن بأن صناعة الحياة السعيدة عملية يجب أن يتقنها الجميع، من خلال مصادر عدة، أهمها إيجاد آليات تعتمد التعامل الإيجابي مع كل ما نتعلمه وما نعرفه لنحوله إلى واقع حياتي. أما رسالة سموها، فإنها تشكل تكاملاً مع رؤيتها، إذ تؤمن بأن أهم رسالة جعلها الله للإنسان على هذه الأرض هي رسالة الاستمرارية في بناء الأرض وتعميرها، ومن هنا فإن مفهوم البناء لديها له أهميته وقيمته التي تستمدها من دينها وتراثها وثقافتها الإماراتية، فمنذ نشأتها انتهجت سموها مبادئ وقيماً سامية، إلى جانب الشخصية المتفردة التي تتمتع بها والتي صقلها الشغف بالمعرفة والحرص على أداء الواجب والحس الإنساني الكبير، ما جعل دور سموها يزداد أهمية في بناء مجتمع الإمارات، فكانت حقاً رمز سلام ومحبة وهبها الله لهذه الأرض وأهلها الكرام، فعندما كانت الإمارات في ظروفها وإمكاناتها الاقتصادية البسيطة كانت هي نبعا يفيض بالخير والعطاء، وحين ازدهرت البلاد ونعمت بالثروة والرفاه، ضربت سموها أروع مثال للإنسانية حيث حرصت على التواصل مع الناس والتعرف على احتياجاتهم ومشكلاتهم، وبذلت الوقت والجهد لمساعدتهم لإحداث التغيير والتطوير، ولم يكن عطاؤها منصباً على أبناء الإمارات فقط بل امتد إلى العديد من الدول الخليجية والعربية والأجنبية، إن رسالتها الأساسية هي المساعدة والبرّ وحل مشكلات الآخرين، وتحقيق السعادة لهم. البداية من محو الأمية ترى المؤلفة، أن مسيرة النهضة النسائية كانت جادة منذ البداية، فقد كانت فاتحتها التعليم ومحو الأمية، فمنذ اقتران سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بالمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في ستينات القرن الماضي، حينما كان حاكماً للعين، رافقته في المواقف الحاسمة والأيام الصعبة خاصة مع الجهود الأولى للتغيير والتي اصطدمت بتفشي الجهل، وعن ذلك تقول سموّها: «إن الأمية كانت أكثر العقبات صعوبة وأكثر التحديات التي واجهت خطط التطور والتنمية، فالأمية قرينة الجهل ومصدره، ومن الممكن أن تحبط أي رغبة في التغيير، كما يمكن أن تغلق الأبواب أمام المستقبل». ومن هنا، أطلقت سموّها حملة واسعة لمحو الأمية، وطالبت بضرورة تعليم الفتيات، لذلك كان هدف محو الأمية من الأهداف الرئيسية لجمعية نهضة المرأة الظبيانية عند تأسيسها عام 1973، وواصل الاتحاد النسائي العام العمل على إكمال تحقيق هذه المهمة عند قيامه عام 1975. شجعت سموها المرأة على التعليم واهتمت بمدارس البنات بشكل خاص، وأطلقت استراتيجية محو الأمية وتعليم المرأة عام 1975 والتي تعد نظاماً شاملاً لمحو الأمية الأبجدية، ومحو الأمية الثقافية والفكرية والصحية والاجتماعية والمهنية والأسرية. وعملت سموها على وضع برامج وخطط ومبادرات سنوية رائدة لمحو الأمية، ما أسهم في انخفاض نسبة الأمية من 27? عام 1985، إلى 10? في عام 2010 لتصل إلى 1? في عام 2013 وفق تقرير المعرفة العربي الصادر عن مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم. ولم يتوقف الأمر عند هذا المنجز فقد استمرت مبادرات سموها لتمكين المرأة معرفيا فأطلقت مشروع المرأة والتكنولوجيا الذي يهدف إلى محو الأمية الإلكترونية عند المرأة، ودعم التعليم التقني، وتشجيع النساء على الالتحاق بالعمل الشرطي بإنشاء كليات متخصصة، فافتتحت مدرسة الشرطة النسائية في أبوظبي عام 1978، وتلاها إنشاء مدرسة خولة بنت الأزور العسكرية عام 1990 التي شكلت انطلاقة مختلفة للمرأة الإماراتية في عالم القوات المسلحة، إذ تعد المدرسة الأولى من نوعها في دول مجلس التعاون. وجاء تخرج الدفعة الأولى من طالبات جامعة الإمارات عام 1981 بمثابة ثمرة للجهود الحثيثة التي بدأتها سموها مع المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان لإخراج الناس من الجهل متسلحين بالعلم ليواجهوا تحديات الحياة بثبات. العمل النسائي ترصد الكاتبة مراحل تطوير منظومة العمل النسائي، والتي انطلقت من رؤية واضحة وشاملة وضعها القائد المؤسس لدور المرأة ومكانتها في المجتمع، تقوم على مشاركة المرأة في التنمية وتفعيل الشراكة في بناء المجتمع، فكان لابد من وضع خطة عمل استراتيجية تترجم ذلك، فتأسست جمعية نهضة المرأة الظبيانية عام 1973، وفي عام 1975 أعلنت سموها تأسيس الاتحاد النسائي العام ليعطي دفعة قوية للدولة الحديثة، ويكرس فكرة أن المرأة نصف المجتمع، فكان أن توسعت جمعية نهضة المرأة الظبيانية وامتدت فروعها إلى مدينة زايد والعين وجزيرة دلما والمرفأ والسلع وغيرها من المناطق، وتوالت مبادرات سموها بتأسيس الهيئات واللجان التي تخدم المرأة في المجالات المختلفة، مثل مكتب شؤون المواطنات والخدمات الاجتماعية، والمركز الثقافي الاجتماعي، والمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، وأكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية. ولم تتوقف سموها عن دعوة المرأة للمشاركة في صنع الحياة الكريمة بتكثيف جهودها في ميادين العلم والعمل، وعملت على دعم الكيان الأسري والاجتماعي بتشريعات تكفل حقوقها، وفي مقدمتها حقها في العمل والضمان الاجتماعي والتملك وادارة الأعمال والأموال، والتمتع بكل خدمات التعليم في جميع مراحله، وبالرعاية الصحية والاجتماعية، بالإضافة إلى حقها في الحصول على أجر متساو في العمل، ومكافحة العنف ضد المرأة. ويشكل تدشين الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في ديسمبر 2002 بداية مرحلة جديدة في مسيرة المرأة، إذ تم إطلاق الاستراتيجية بالتعاون ما بين الاتحاد النسائي العام وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم) وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الأمر الذي دفع العمل النسائي إلى مواكبة التنمية وتأهيل الكوادر النسائية لتكون قادرة على المشاركة بفاعلية في البرامج التنموية، بما يعزز مكانة المرأة. وفي مارس 2015 أطلقت سموها الاستراتيجية الثانية الوطنية لتمكين وريادة المرأة في دولة الإمارات العربية المتحدة (2015-2021) والتي تعد بمثابة الإطار العام لوضع الخطط وبرامج عمل المؤسسات الحكومية الاتحادية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدني بالشراكة مع المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية، حيث تستجيب هذه الاستراتيجية للتغيرات الاجتماعية التي لا مفر منها، حيث تقول سموها «التغير حتمي شئنا أم أبينا، وندرك أننا مؤهلون من الناحية الاجتماعية، بما لدينا من قيم وأعراف وتقاليد للتعامل مع جميع المستجدات التي تطرأ على حياتنا ومواجهة آثارها السلبية، فمجتمعنا كتب على رايته حب السلام والوئام والخير للبشر، وعلينا أن نأخذ عن الغير ما نرى فيه فائدة لشعبنا ووطننا الغالي، فنحن شعب لا يخاف التغيير، ويشهد التاريخ بأننا اجتزنا معارك عدة للتغيير الاجتماعي من دون أن نفقد أصالتنا». رعاية الطفولة وتلفت المؤلفة إلى أن جزءاً رئيساً من اهتمامات ومسؤوليات سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك منصب على ضمان رفاهية الأطفال وإتاحة الفرص لهم لبناء الوطن والوصول به إلى التقدم المنشود، إذ ترى أن العصر الذي سيعيشه أبناؤنا لن يسمح لهم بالتطور البطيء، لذلك تشدد على أنه إذا أردنا لمجتمعنا أن يلحق بالدول المتقدمة فلابد من أن نعد أطفالنا لمواجهة تحديات العصر. وتعد الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة للأعوام العشرة (2012 -2021) مرجعاً أساسياً لصانعي القرار في مجال الطفولة في الإمارات، ومساهماً أساسياً في بناء بيئة تزدهر فيها قدرات الأطفال واليافعين. ويقوم المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بالتعاون مع الاتحاد النسائي العام، ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية وشركائهم، من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني، التي تعنى بالطفولة، وبدعم من منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) بتنفيذ مشروع تقييم نظام حماية الطفل في الإمارات. ولا تقتصر جهود «أم الإمارات» في مجال الرعاية الاجتماعية والصحية على ترؤسها وإشرافها على كثير من المؤسسات الاجتماعية، وإنما لسموها دور مهم في صوغ مفهوم الرعاية الاجتماعية في الدولة وتأصيله، وتطوير رؤية شاملة ونظام متكامل يستهدف تحقيق الأمن الاقتصادي والاجتماعي، بما يساعد المواطن على الاستفادة من مكتسبات التنمية، في إطار العدالة وتكافؤ الفرص بين فئات المجتمع. وساعدت هذه الجهود الحيوية بدورها في تمكين المواطن من التكيف مع المتغيرات السريعة التي يشهدها عالمنا المعاصر، من دون أن يطغى ذلك على الموروث الثقافي والقيمي، وكان لسمو الشيخة فاطمة دور كبير في إشراك المواطنين من مختلف الفئات والأعمار ودمجهم في العملية التنموية، وتحقيق الانتقال المدروس من منهجية الرعاية إلى منهجية التمكين وبناء القدرات، من خلال تأسيس عدد من هيئات الرعاية الاجتماعية التي تهتم بشؤون الأطفال والشباب والمرأة وكبار السن والأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، وغير ذلك من مؤسسات ساعية إلى تعزيز الأمن الاجتماعي والاستقرار الأسري. تمكين المرأة سياسياً وترى الشامسي، أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك تتمتع برؤية شاملة فيما يخص الاهتمام بالمرأة والأدوار التي يمكن أن تؤديها إذا ما تعززت قدراتها، فقد وصفت سموها مشاركة المرأة في الحياة السياسية بأنها نتيجة طبيعية للنهضة التي تشهدها الإمارات، وكانت سموها مفعمة بالتفاؤل مع دخول المرأة الإماراتية العمل السياسي، فهي ترى أن المشاركة السياسية للمرأة جزء لا يتجزأ من حقوقها الأساسية، كما أن تمكين المرأة في العمل السياسي والمناصب السياسية والمناصب القيادية هو إحدى القنوات المهمة التي تجعل من مساهمتها في عملية صنع القرار والتعبير عن رؤاها واحتياجاتها رافداً ومرتكزاً لنهضة البلاد المستمرة، فأصبحت المرأة تشارك في السلطات السيادية الثلاث: التنفيذية والتشريعية والقضائية، ومختلف مواقع القرار. وتقول المؤلفة إن المقارنة بين ماضي البلاد وحاضرها يدلل على تجربة رائدة ومسيرة طويلة من التحدي قادتها سمو الشيخة فاطمة من أجل المرأة في دولة الإمارات، لتكون قادرة على المشاركة الفاعلة في شؤون المجتمع، وفي رسم ملامح الحاضر والمستقبل. المواقف الإنسانية وتخصص المؤلفة الفصل السادس لسرد المواقف والمبادرات الإنسانية التي ميزت مسيرة سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، والتي أولت العمل الإنساني محلياً وعربياً ودولياً مساحة كبيرة من اهتمامها، لما لهذا العمل من مؤثرات على حياة الآخرين، وتجسيده لقيم الرحمة والتكافل والتسامح التي يقوم عليها الإسلام. فقد حرصت سموها على أن تشمل الأيتام برعايتها، وتوفير متطلبات الحياة الكريمة لهم، كما تحرص سموها أن يكون للمعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة دور في مسيرة التنمية وبناء المجتمع، فالإعاقة حافز وليست حائلاً دون الممارسة والتعبير عن الأفكار والطموحات والإبداع، وفي هذا الصدد كرمت سموها الأسر المثالية التي ترعى أحد ذوي الاحتياجات الخاصة في إطار جائزة الأسرة المثالية، وغيرها من المبادرات الخيرية. وتمثل جهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لرعاية المسنين علامات مضيئة على درب العمل الإنساني لسموها، فهي تؤكد دائماً «أن المسنين بحاجة إلى الرعاية الاجتماعية والنفسية اللازمة، من حقهم على المجتمع أن يوفيهم حقهم لأنهم الآباء الذين تحملوا الكثير من أجل الأبناء»، وقد دعمت سموها إصدار قانون الضمان الاجتماعي رقم 6 لسنة 1966 والمعدل بقانون 13 لسنة 1981 لرعاية كبار السن. ويرصد الكتاب أيضاً المؤتمرات الوطنية والإقليمية والدولية التي تحرص سموها على المشاركة بها باعتبارها فرصاً لمعالجة العديد من القضايا الاجتماعية والفكرية والاقتصادية، واقتراح الحلول لها لتحقيق أهداف ورؤى إنسانية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©