الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الأطلنطي».. كل شيء في يد الريح!

«الأطلنطي».. كل شيء في يد الريح!
15 ديسمبر 2014 23:56
نوف الموسى (دبي) مفردة (الريح) أو ما يشبه حركة الهواء، أمام عظمة مشهدية المحيط عبر فيلم «الأطلنطي» للمخرج جان ويليم فان ايويك، تسيدت اللغة الملحمية والشاعرية للفيلم، كموسيقى لخلق «كل شيء»، على مستوى الحدث والحركة والتناغم بين اليابس، كونه مرسى المعنى، والماء باعتباره أيقونة كونية لمسلمات الحرية المطلقة، وهو البحث الأزلي الذي توسد وعي الشخصية فتاح، من يمارس ركوب الأمواج في اتجاه مناطق الإجابة عن أسئلة الروح والجسد. وجغرافياً كانت أوروبا ومنها إسبانيا الأقرب بين حيز شمال المحيط الأطلنطي والبحر الأبيض المتوسط، حيث يتكشف معنى الماء، كوسيلة للوصول والتجلي، عبر فلسفة التواصل، فمثلاً يقال بالعربية (الماء)، التي تعتبر كنطق بالإسبانية (alma) وهي الروح، لا يمكن الجزم بمدى القصد الأكيد في ذلك من قبل مخرج الفيلم، ولكنها تظل دائما قدرية السينما، في صناعتها للمنهجية المتعددة، في أفق المعالجة البصرية للعمل السينمائي. وحضور المملكة المغربية كمنطقة إثراء للفيلم، على مستوى الشخصيات وطبيعة الحدث، يطرح تساؤلات حول أثر انضمام المغرب إلى المرصد الأوروبي للأعمال المرئية والمسموعة في عام 2013، كأول دولة تنضم من خارج الاتحاد الأوروبي للمرصد المعني بتقديم التحليل الاقتصادي والقانوني للصناعات السمعية والبصرية في أوروبا، ويهتم المرصد بمسألة الأسواق وأشكال التمويل. صعوبة الوصف عُرض فيلم «الأطلنطي»، ضمن برنامج ليال عربية التابع لمهرجان دبي السينمائي الـ 11، والمفارقة في العمل السينمائي هو صعوبة الوصف الدقيق لمفاهيم الفيلم، كون الصورة هي المتحدث الرسمي لتنقلات الفعل في المشهد، إلى جانب الحوار الثانوي للشخصيات، المكمل لعاطفة العلاقة التي تربط فتاح بهذا الجزء المهول من الكون. (وصال) هذا الاسم الذي تردد بشكل متكرر في المونولج الداخلي للممثل، وهو اسم ناعم لفتاة صغيرة ترتبط بفتاح من خلال علاقة عائلية، يُخيل للمشاهد أحياناً أن تغني فتاح بـ (وصال) هو التنادي المباشر بين الشخصيتين، إلى أن يأخذ من رمزية البراءة، لغةً لوصف عشقه البعيد لامرأة، لن تكون معه، ولن تكون له، قالها محدثاً أمه (شيماء)، التي قررت الرحيل، عبر الغرق في المحيط، عندما جاءت المرأة التي أحبها إلى بيتهم كزائرة وسائحة تهوى هي أيضاً ركوب الأمواج، «لدينا امرأة في الدار». ليبدأ الوصف السرمدي لملامح التلاقي بين سحر المحيط وجمال المرأة وقدسية أمه. هل المرأة هي المحيط أم المحيط هو انبلاج التكوين لماهية استمرار الكون. فتاح لم يكن لغة للإنسان، بصورة مجردة، بل امتداد لفهم عالمية (اللغة) عند ارتباطها باكتشافات الروح، والتعري الوجداني، كان يتمتم فتاح بعينيها الجميلتين، ولون شعرها، حينها تنتقل الصورة في الفيلم إلى موقع السماء، حيث يرى كل شيء من فوق، اعتمد المخرج هذا السمو لارتفاع الكاميرا في وصف مشهد المحيط، بينما جاء اندماج الصورة القريبة لسماع فتاح وهو يتحدث مع الريح، لتأتي الصاعقة وتصدم لوحه الخاص، الذي اعتمد استخدامه لركوب الموج، ويفقد على إثرها (البوصلة)، تلك الآلة التي توازت في حضورها مع الراديو في حقيبة فتاح، فيها يسمع حالة الطقس ودرجات الحرارة ومدى تجاوزات الريح، وبها يستمد معرفة مزاجية المحيط وتكهناته. وفي أزمة فقدان البوصلة، وتَعطُل لوحة ركوب الموج، يطلُ قارب خشبي من بعيد، إنه المحيط من جديد، في وفائه لعشق فتاح، ورغم مشيئة السماء إلا أن للبحر رغباته الخاصة في البوح والعطاء. مناطق ساحرة فيلم «الأطلنطي» يحضر في إنتاج مشترك يجمع بين هولندا وبلجيكا وألمانيا والمغرب، وهذا الاهتمام النوعي بالمناطق الساحرة في المملكة المغربية، وتحديداً مكوناتها الشعبية والمحلية سواء من قبل تراث سكانها، أو الانغماس في ثقافتها المتعددة، يطرح تساؤلات في الدور الفعلي الذي اتخذه انضمام المغرب أخيراً إلى «المرصد الأوروبي للأعمال المرئية والمسموعة»، الذي يقدم الحقائق والبيانات حول الصناعة السمعية والبصرية في أوروبا (السينما والتلفزيون والفيديو والخدمات عند الطلب والإنترنت)، والانتباه الأوروبي لماهية المغرب العربي، بالاهتمام بالمعلومات والمستجدات حول المغرب في مجال الصناعات السينمائية، حيث صرح القائمون على المرصد أن المؤسسات المعنية بالمجال في أوروبا رحبت بالانضمام، كونها ترتبط بمنطقة البحر الأبيض المتوسط بعلاقة وثيقة، على مستوى استثمار المنطقة في عمليات الإنتاج المختلفة. أشار كتيب «تحت الضوء - مستجدات سوق السينما العالمية» الصادر عن «مارشيه دو فيلم - مهرجان كان السينمائي، بالتعاون مع المرصد الأوروبي للمواد السمعية والبصرية» الهادف إلى قياس نبض أسواق السينما العالمية، إلى أن الإيرادات في شباك التذاكر المغربي تنمو وللعام الثاني على التوالي بنسبة 8.2? لعام 2013، على الرغم من تراجع أعداد الجماهير بنسبة 10.9?. وتعتبر أعداد الجماهير الحالية، أقل بمرتين عما كانت عليه منذ 6 سنوات مضت، ويعود ذلك كما أفاد التقرير في الكتيب إلى تضاعف أسعار التذاكر خلال الفترة نفسها. وقد دخلت إنتاجات تسعى لرقمنة صالات السينما، أمام تصدر الإنتاجات المحلية لشباك التذاكر للمرة الأولى على الاطلاق بنسبة تصل إلى الـ 40% من أعداد الجماهير.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©