في الماضي، تناقل الرجال روايات مفادها أنهم كانوا يذهبون إلى الميادين العامة، ليدرسوا على أنوار الشارع. واليوم، تبدو هذه الحكايات قابلة للتجدد في لبنان.
فبعض طلاب لبنان في المناطق النائية، يعانون غياب أبسط حقوقهم التي تنص عليها جميع الدساتير ومواثيق حقوق الطفل، وهي الحق في التعلم في أجواء مناسبة.
في شمال البلاد إذا وجدت الكهرباء في المدارس، فساعات التقنين تتزايد مع بداية فصل الشتاء. وفي غياب المولّدات، يصبح نهار الطلاب ليلًا، ولكن هل يُصدّق أن طلاب بعض المدارس يتلقون تعليمهم الأساسي في وضح النهار على ضوء الشموع، بسبب الظلام، ووجود صفوف تحت الأرض؟ هل يُصدّق أن بعض الطلاب يتنقلون مع المدرسين عبر الطريق العام، للوصول إلى غرف المدرسة؟
![]() |
|
![]() |
المدرسة موجودة تحت مسجد البلدة، ومكوّنة من 16 غرفة، مقسمة إلى ثلاثة أقسام، الأول يضم 10 غرف، بما فيها المختبر، وغرفة للمدير. وهذا الجزء من المدرسة مقبول نسبيًا من حيث وصول الإنارة. فيما يقع القسم الثاني من المدرسة على طرف الملعب، ويضم غرفة واحدة، مُنع التدريس فيها العام الماضي، بسبب تشققات السقف وتسرب المياه، لكنه استؤنف هذا العام، بعد ترميمها.
![]() |
|
![]() |
كل هذه المعاناة في كفّة، والانتقال من قسم إلى آخر في هذه المدرسة، في كفة أخرى، حيث يجب على الطلاب والمدرسين اجتياز الطريق العام، للوصول من قسم إلى آخر، خصوصًا "قسم القبو" الذي يقع على بعد 100 متر من القسمين الآخرين.
وأشار الأهالي إلى أن عدد طلاب بلدتي "الحصنية" و"ذوق الحبالصة"، يفوق الـ 1300 طالب وطالبة، يتلقون تعليمهم في مدارس القرى والبلدات المجاورة، لسوء أوضاع مدرسة البلدة الرسمية.