الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جدران دمشق المتصدعة

جدران دمشق المتصدعة
22 نوفمبر 2012
“مقابل الجدار” هو عنوان المعرض الذي تقيمه أيام جاليري في بيروت، للفنان عبد الكريم مجدل البيك، في الفترة من 22 نوفمبر الجاري وحتى 31 ديسمبر المقبل. تبحث مكونات لوحات البيك عن قصص لم تروى في ثنايا الجرافيتي، النقوش، العلامات، والتصدعات الموجودة في جدران مدينة دمشق القديمة. كان البيك يستخدم في السابق ظلال الأسود والأبيض والرمادي فقط، مستعينا بالمكونات نفسها المستخدمة في بناء الجدران. وقد تطور أسلوبه ليشمل مجموعة أوسع من الألوان، وإضافة مزيد من العناصر إلى أعماله كالصلبان الصغيرة، وشرائط القماش، والمسدسات والسكاكين كرد على الاضطرابات التي تعاني منها بلاده سوريا. يظهر معرض “مقابل الجدران” فقدان السذاجة بكونها نتيجة حتمية للحرب ولمرور الوقت، والعنف الذي تشهده دمشق الآن حاضر في الأعمال المعروضة، فالفنان لم يعد خاضعا الآن، ولوحاته الخرساء تنبض شجاعة بضربات من الألوان الفاقعة ومساحات بارزة ومشبعة باللون الأحمر. يقدم البيك ملاحظات منقوشة تعبر عن عواطف مختلفة، سخرية مراهقين محبطين، أسماء محفورة للأجيال القادمة، إشعارات لجنازات، منشورات البدلدية، ولافتتا “للإيجار” استبدلت الآن بتعليقات حول الأوضاع الحالية في سوريا، والجدران نفسها التي خربش عليها الأطفال اسماءهم فيما مضى تكوّن الآن خلفية الإعدامات حيث يصطف الرجال والنساء استعدادا لإطلاق النار عليهم. في عمل البيك “الفزاعة” مثلا، تذكر الصلبان الصغيرة البيضاء بتلك التي تركت في مكان موت شخص عزيز. من خلف الصلبان الوفيرة تسطع أشعة القماش نحو الخارج من مدار ذهبي في منتصف اللوحة، وقد وضعت هذه الصلبان كما لو أنها تعويذات تحمي من الشر. وفي عمل “الألم” تستلقي أربع صلبان في أعلى اللوحة وسط انفجار من الأسود والأحمر، بينما الجدار المتصدع والغرزات التي تقسم قماش اللوحة كجرح تجعل من العنف أمرا ملموسا. أما لوحة “الفخ 1” فتعرض وجوها غير واضحة المعالم، شبيهة بالخنافس السوداء، صنعت بواسطة الخيوط. ومن كل وجه تتدلى قطعة من الورق مع سهام مخطوطة وكلمات “أمان” و”استقرار” و”مقارمة” و”مواجهة” كتبت كل منها جاعلة من الرسالة المطروحة في العمل رسالة قوة ورصرار والتزام بالقضية. ولد عبد الكريم مجدل البيك في قرية صغيرة على أطراف مدينة الحسكة السورية عام 1073، وشارك في العديد من المعارض في منطقة الشرق الأوسط، بالإضافة إلى حصوله على العديد من الجوائز، من ضمنها جائزة من بينالات اللاذقية، والجائزة الثانية ضمن مسابقة أيام للفنانين الشباب عام 2006. وأعماله مقتناة في عدد من البلدان العربية والأوروبية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©