إعداد - صالح الحمصي:
شهدت تعاملات الاسهم المحلية الاسبوع الماضي استقرارا وهدوءا نسبيا سيطر على معظم الاسهم وتركزت التعاملات على الاسهم النشطة بكلا السوقين، وذكر التقرير الاسبوعى لمركز ابحاث شركة امانة كابيتال ان كلا السوقين بدا فى حالة من عدم تحديد الاتجاه، ففى سوق دبى استمرت المضاربات على اسهم سوق دبى المالى، والخليج للملاحة وان خفت حدتها مقارنة بالاسبوعين الماضيين، واغلقا الاسبوع الماضي عند ،2,65 و1,10 درهم على التوالى بنسب ارتفاع 6,9%، و4,8% على التوالى، كما شهد الاسبوع الماضي معاودة سهم تمويل للنشاط حيث اغلق عند 3,59 درهم مرتفعا بنسبة 7,2%، بالاضافة الى استمرار موجة الارتفاع التى يشهدها سهم بنك دبى الاسلامى الذى ارتفع بنسبة 2,56% واغلق عند 7,56 درهم فى حين فشلت محاولة كل من سهم اعمار العقارية، واملاك للتمويل فى الحفاظ على المكاسب التى تحققت خلال الاسبوع، فبعد أن لاحت فى الأفق بارقة التحسن لسهم اعمار العقارية وتخطيه حاجز الـ 11 درهما بجلستى الثلاثاء والاربعاء، حيث سجل ،11,05 الا انه لم يلبث ان عاود الانخفاض وأنهى تعاملات الاسبوع عند 10,80 درهم، كما اغلق سهم املاك للتمويل عند مستوى 2,80 درهم بعد ان ارتفع الى 2,92 درهم، اما سهم دبى للاستثمار فقد بدا ساكنا فى انتظار الحصول على توزيعات ارباح عام 2006 والمتمثلة فى 15 % نقدى، و10% منحة الاسبوع المقبل واغلق عند 4,50 درهم بنسبة ارتفاع طفيفة بلغت 0,22%·
وأضاف التقرير: شهد سوق ابوظبى نشاطا ملحوظا الاسبوع الماضي خاصة سهم اسمنت الخليج الذى شهد ارتفاعات جديدة ليبلغ اعلى سعر عند 7,20 درهم قبل ان يبدأ عمليات جني الارباح ويغلق عند 6,05 درهم مرتفعا بنسبة 1,2%، كما تأثر ايجابيا سهم الدار العقارية بالاعلان عن ارتفاع ارباح الربع الاول من عام 2007 بنسبة 78,5% لتبلغ 450,7 مليون درهم مقابل 252,5 مليون درهم الفترة المثيلة من العام السابق، بالاضافة الى الاعلان عن قيام الشركة بالمشاركة فى تأسيس شركة اصيل للتمويل الاسلامى مع كل من صروح العقارية، وبنك الخليج الاول، والريم للاستثمار·
كما نشطت التعاملات على سهم اركان لمواد البناء والذى اغلق الاسبوع الماضي على انخفاض بنسبة 7,38% واغلق عند 1,13 درهم متأثرا بتوزيع 7% نقدى، ولم يتجاوب السهم مع اعلان الشركة عن ارتفاع ارباح الربع الاول بنسبة 5,2% لتبلغ 37,8 مليون درهم مقابل 35,9 مليون درهم الفترة المثيلة، ومن المنتظر ان تعقب فتره الهدوء هذه عمليات تجميع جديدة بما يعزز من اداء الاسواق خلال الفترة المقبلة، واجمالا شهد السوق المالي ذبذبة سعرية عالية تمثلت بانخفاض حاد في اسعار الاسهم تبعه انخفاض حاد لتعاود الاسعار على الاستقرار في آخر جلسة تداول·
تفاعل مع المضاربات
وقال محمد علي ياسين العضو المنتدب لشركة الإمارات للأسهم والسندات أن السوق عاد الى التذبذب، حيث بدأ تعاملات الاسبوع ضعيفا ومنخفضا قبل أن يشهد موجة مضاربات جديدة ولكن كانت قصيرة الأمد قبل أن يمر بمرحلة جني أرباح على بعض تلك الأسهم·
ويرى ياسين أن الأسواق بدأت تتفاعل بشكل أفضل مع المضاربات، وقال ''نجد قابلية كبيرة من المستثمرين للمشاركة فيها رغم علمهم بأنها معظمها مضاربات سعرية على أسهم في معظمها ذات تقييمات أعلى من معدل السوق، وأن نسبة مخاطرة الاستثمار فيها أعلى من الأسهم الأخرى''·
واشار ياسين الى ملامح ايجابية جديدة بدأت تظهر تتمثل في أنه عندما يمر السوق في مرحلة جني أرباح فإنه لا يخسر كل مكتسباته السعرية التي وصلها في مرحلة الارتفاع، مما يعني أن القاعدة التي ستبدأ منها موجة الارتفاع التالية ستكون أعلى من سابقتها، مؤكدا ان تكرار هذه الحادثة سيعني أن الأسواق تكون بدأت تتحرك في اتجاه تصاعدي تدريجي·
ولفت ياسين الى أن مجمل نتائج الشركات للربع الأول كانت مماثلة للتوقعات مع تجاوز بعضها لتلك التوقعات مقارنة بالربع الأول من العام ،2006 وهو الأمر الذي طمأن المحللين ومدراء المحافظ من قدرة تلك الشركات على أن تحقق نسب نمو أكثر إيجابية في الربع الثاني عند مقارنتها بنفس الفترة من العام الماضي، وهو الأمر الذي سيساهم في استمرار قوة الدفع الإيجابية خلال النصف الثاني من العام الحالي، خاصة إذا صدقت التوقعات واستمرت الشركات في تحقيق نسب نمو جيدة في أرباحها خلال الأشهر القادمة·
تأثير الاكتتابات
من جانبه قال نبيل فرحات المدير التنفيذي لشركة الفجر: كانت هناك تخوفات من التأثير السلبي للاكتتاب في شركة الديار الذي متوقع له ان يبدأ الاسبوع المقبل على اسعار الاسهم، لكن يبدو ان النتائج الجيدة لمعظم الشركات التي افصحت خلال هذه الفترة حدت من الآثار السلبية، كما ان هناك العديد من الشركات لم تفصح بعد وبالتالي عدم الرغبة في التسييل قبل افصاح الشركة تخوفا من خسارة اية مفاجآت سارة·
وأضاف: اجمالا كان الاسبوع جيداً بالرغم من انخفاض الاسعار في آخر الاسبوع، حيث ان استقرارالاسعار في آخر جلسة التداول اعطى نوعاً من الثقة في الاسواق على ان حركة التصحيح لن تكون عنيفة او قوية كحركات التصحيح السابقة، فخلال الاسبوع أفصحت عدة شركات عن نتائجها ولوحظ تباين الأداء وخصوصا لقطاع البنوك، حيث اظهرت بعض البنوك انخفاضا في ارباح الربع الاول من هذا العام مقارنة مع ارباح الربع الاول من العام الماضي، الا ان هذا الأمر طبيعي لان ارباح الربع الاول من العام 2006 كانت محملة بايرادات موسمية مثل ايرادات من تمويل نشاط الاكتتابات وعمولات الوساطة، حيث ان ايرادات هذين النشاطين كانت ضعيفة خلال الربع الاول من هذا العام، ولكن متوقع لهما التحسن بالربع الثاني·
وأضاف: نعتقد ان اداء الشركات كان جيدا؛ حيث نعتقد أنه اذا استطاعت هذه الشركات الحفاظ على مستوى ارباح الربع الاول على مدار السنة فإنه من المتوقع ان تسجل نموا في اجمالي ارباح هذا العام عن العام الماضي لن يقل عن 10%، وهذا شيء جيد، حيث ان نمو اجمالي ارباح الشركات بهذا المعدل يساعد على استقرار الاسعار، حيث يصبح التقييم اكثر جاذبية، وبالتالي ارتفاع احتمالات ايجاد القاع لأسعار الاسهم خلال هذا العام·
وقال دكتور همام الشماع المستشار الاقتصادى لشركة الفجر: الظاهرة الملفتة للنظر خلال الاسبوع الماضي والاسابيع الماضية، تركز حجم التداولات في الأسهم منخفضة القيمة، الامر الذي ادى الى استمرار ارتفاع حجم التعاملات التي بلغ متوسطها الاسبوع الماضي 1,218 مليار درهم، كما استمر سهم سوق دبي المالي باحتلال المرتبة الاولى في حجم التداول، ودفع هذا السهم واسهم اخرى ذات قيمة منخفضة تندرج معظمها في قطاع الخدمات الى ارتفاع القيمة التداولية الموزونة لهذا القطاع خلال الاربعة ايام الماضية، حيث ارتفعت من 61,59% الى 82,79%·
وأضاف شماع: قادت أربع شركات تداولات قطاع الخدمات في ارتفاع حجم تداولاته الموزونة وهي دبي المالي واسمنت الخليج واعمار والخليج للملاحة، حيث احتلت قيمة تداولاتها كمتوسط خلال الاسبوع نسبة 51,58% من اجمالي حجم التداول في سوق الامارات، وفيما تقدم موقع سهم سوق دبي تراجعت مواقع كل من اعمار واسمنت الخليج وحافظ الخليج للملاحة على موقعه·
وأشار الشماع إلى تطورات ترتيب الشركات خلال تعاملات الاسبوع الماضي، وقال: خلال الاسبوع تطور نصيب الشركات العشرة الاكثر تداولا، ليصل الى اقصاه يوم الثلاثاء، حيث أصبح 86,74% من اجمالي حجم التداول في السوق صعودا من 77,86% ليعكس بذلك درجه التركز في التداول على عدد محدود من الاسهم، مما يدل على ان السوق تخضع بدرجه عاليه لتأثيرات توجه كبار المتعاملين وانسياق المستثمرين وراء الاتجاه السائد وغياب الروح الاستثمارية بعيدة المدى·
اتجاه معاكس
وأضاف: بعكس اتجاه التداول الموزون، اتجهت القيمة السوقية الموزونة لنفس الشركات العشرة الاكثر تداولا نحو التراجع من 29,39% الى 27,56% يوم الثلاثاء وإلى 27,02% يوم الاربعاء، الامر الذي يؤكد ان الحجم التداولي الكبير لا يعبر عن توجهات استثمارية بقدر ما يعبر عن مضاربه قويه تجتاح السوق·
كما علق الشماع على التقلبات الحادة التي تشهدها السوق في حجم التداول، مشيرا الى بعض المعطيات المؤثرة في السوق·
بلغ صافي الاستثمار الاجنبي غير المباشر في سوق دبي للاوراق الماليه ثلاثة مليارات درهم، وفقا لبيان كان قد أصدره سوق دبي في الرابع من أبريل الجاري خصصه لتوضيح حجم الاستثمارات الأجنبية، جاء فيه أن قيمة الأسهم المشتراة من قبل الأجانب قد ارتفعت خلال الربع الأول من عام 2007 لتبلغ حوالي 17 مليار درهم، مشكلة بذلك ما نسبته 40 في المائة من إجمالي قيمة الأسهم المشتراة خلال الفترة في سوق دبي المالي، أما مبيعات الأجانب من الأسهم خلال الفترة عينها فبلغت نحو 14 مليار درهم، لتشكل ما نسبته 33 في المائة من إجمالي قيمة الأسهم المباعة·
تراجع الضغوط
وأضاف الشماع: اذا ما استبعدنا الجنسيات العربية والخليجية من قيمة هذه التداولات والتي تتراوح بين 25 و30 % من اجمالي قيمة تداولات غير الاماراتيين والبالغة 40%، فان نسبة تداول الجنسيات غير العربية لاتزيد عن 10% بأحسن الاحوال، وكان هناك شعور بوجود علاقه ارتباط قوية بين الاسواق الخليجية في العام الماضي، غير اننا نشهد الآن اتجاهات متفاوته بين هذه الاسواق، مما يزيل احتمال انخفاض احد الاسواق بسبب الضغوط التي يمارسها مستثمرون في سوق خليجية اخرى تعرضت للانخفاض، مما يدفع المستثمرين فيها لتسييل اسهم في سوق اخرى، وبافتراض وجود مثل هذه الحالات، فهي بالتأكيد محدودة الاثر؛ ذلك لأن البيانات الصادرة عن سوق دبي توضح محدودية نسبة المستثمرين الخليجيين التي تتراوح بين 7 و9%، اما المستثمرون العرب غير الخليجيين الذين يشكلون نسبة تصل الى 20%، فأكثرهم من المقيمين في دولة الامارات، وهم في الغالب من صغار المتعاملين في السوق ولا يملكون امكانية التأثير في اتجاهه·
واضاف المستشار الاقتصادي في شركة الفجر للاوراق المالية أنه قد تزايد الحديث عن دور المحافظ الاستثمارية الاجنبية في التلاعب بالسوق ارتفاعا وانخفاضا، مع تجاهل دور التداول على المكشوف في اذكاء حالة التقلب الشديد والذبذبة السعرية العالية، والتي تقاذفت السوق طوال الاسبوع تارة باتجاه الرفع وأخرى باتجاه الهبوط، فقد تداول الاجانب من جنسيات غير عربية ما قيمته ستة مليارات درهم على مدى الثلاثة اشهر الماضية فقط من اصل حوالي 80 مليار هي قيمة التداول خلال الربع الاول من العام الجاري، فهل يمكن والحالة هذه ان نلقي بالمسؤولية على الغير ونتجاهل دور التعامل على المكشوف الذي يحظره القانون؟
عدد اليوم
