يعقوب علي (أبوظبي)
فاز مشروع نفق وشارع الشيخ زايد في أبوظبي، بالجائزة الكبرى من المجلس الأميركي للشركات الأميركية الهندسية في واشنطن، وتعتبر أكبر تكريم يمنحه المجلس الأميركي للمشاريع الرائدة والكبيرة للمشاريع التي تشرف عليها الشركات الهندسية الأميركية، إذ تبلغ نسبة الأخطار في النفق 1% وهي الأقل عالمياً.
وتسلم الجائزة المهندس ماجد الكثيري مدير إدارة الطرق والبنية التحتية في بلدية مدينة أبوظبي مؤخرا.
وأكد مصبح مبارك المرر مدير عام بلدية مدينة أبوظبي بالإنابة أن حصول نفق وشارع الشيخ زايد على جائزة المجلس الأميركي للشركات الأميركية الهندسية في واشنطن دليل جديد على عمق رؤية حكومة أبوظبي الرشيدة وخططها من أجل تعزيز أصول البنية التحتية في أبوظبي وتطوير شبكات الطرق والجسور والأنفاق بالشكل الذي يتلاءم مع خطة التنمية الشاملة التي تشهدها إمارة أبوظبي، ويتوازى مع خطط التطوير الشاملة لمكونات البنية التحتية ومنظومة الخدمات العامة.
وأشار إلى أنه في الوقت الذي يشكل فيه التكريم مصدر فخر واعتزاز للبلدية، إلا أننا نتطلع إليه كحافز للمضي قدما في خطة تطوير مكونات البنية التحتية بكافة أشكالها لتأمين منظومة متكاملة وعصرية من الطرق والجسور والأنفاق التي تؤمن حركة مرورية سلسلة وآمنة لأفراد المجتمع من مستخدمي الطرق سواء على صعيد المركبات أو المشاة.
وأشار المهندس عيسى مبارك المزروعي المدير التنفيذي لقطاع البنية التحتية وأصول البلدية بالإنابة إلى أن الهدف من مشروع تطوير نفق وشارع الشيخ زايد هو الاستجابة للنمو المستقبلي والمشاريع العمرانية المزمع إقامتها بجزيرة أبوظبي والجزر المجاورة.
وأضاف أن بلدية مدينة أبوظبي لعبت دورا حيويا ورائدا في تطوير البنية التحتية ومشاريع الطرق، وفقاً لأفضل المواصفات والمعايير العالمية كجزء من استراتيجية البلدية الهادفة الى تلبية احتياجات المدينة ولمواكبة النهضة التي تشهدها أبوظبي وحركة التطور المستمرة.
وأشار إلى أن بلدية مدينة أبوظبي وفي إطار مسؤوليتها المجتمعية والتزامها تجاه دعم حركة التنمية المستدامة في أبوظبي تعمل منذ وقت مبكر على توفير وتطوير حلول البنية التحتية المستدامة لمواكبة حركة التطور والنهضة الشاملة وما يترتب على ذلك من توسع ونمو وانتشار سكاني فعملت على تطوير مشاريع الطرق والبنية التحتية وملحقاتها، بما في ذلك تشييد الأنفاق والجسور الضخمة نظرا لأهميتها في تسهيل الحركة داخل المدن وتخفيف الازدحام واختصار الوقت والجهد وتحقيق السلامة لمستخدمي الطرق إضافة إلى الحلول الأخرى لرفع السلامة المرورية ضمن استراتيجية متكاملة.
وكان نفق وشارع الشيخ زايد قد افتتحا تزامنا مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الحادي والأربعين في العام 2012 ضمن حفل رسمي كبير، إيذانا ببدء حركة السير في النفق الأطول على مستوى الشرق الأوسط لينضم إلى منظومة متكاملة وعملاقة من مكونات البنية التحتية الحديثة في إمارة أبوظبي.
وأكد ماجد الكثيري مدير إدارة الطرق والبنية التحتية في بلدية مدينة أبوظبي، أن نفق وشارع الشيخ زايد يشكل جزءا أساسيا من مشروع تطوير البنية التحتية ويقوم بدور واضح ومهم في امتصاص التدفق المروري باتجاه جزيرة أبوظبي، كونه الأكبر على مستوى الشرق الأوسط حيث يبلغ طوله 3?6 كم، منها مسافة 2?4 كم مغطاة، حيث عمل على تخفيف الضغط عن الشوارع الموازية ووفر مسرباً مرورياً آمناً وفقاً لأعلى المواصفات والمعايير العالمية حيث يتكون من 8 مسارب للمركبات ذهاباً وإياباً.
وأشار إلى أنه تم تنفيذ النفق ضمن مشروع تطوير شارع الشيخ زايد، والطريق الشرقي الدائري المكون من أربعة أقسام، تمتد ما بين جسر الشيخ زايد، وشارع الميناء، وتضمن إنشاء خمسة أنفاق وجسر واحد، إضافة إلى العديد من الطرق السطحية والالتفافية والخدمية، وسيمثل شرياناً أساسياً للربط بين المناطق الحيوية في الإمارة، لاسيما مع الانسيابية الكبيرة في الحركة المرورية.
وأضاف أن النفق الرئيسي للمشروع يحوي نحو 20 شاشة مرورية إلكترونية تستخدم لأول مرة في إمارة أبوظبي، حيث قامت البلدية بإعداد وتصميم الأنظمة المرورية الإلكترونية باستخدام الأنظمة المرورية الذكية، التي تحقق التنقل الآمن والفعال ضمن الجداول الزمنية والموازنات الموضوعة، وتتم متابعة الحركة المرورية في النفق الرئيسي للمشروع من خلال كاميرات المراقبة ومجسات الاستشعار، إضافة إلى التشغيل الفعال لنظام الإشارات المرورية ومراقبة الازدحام المروري والمتابعة والإبلاغ عن أعطال الأنظمة المرورية والتنسيق مع قسم الصيانة لإصلاحها.
أما على صعيد الإنارة الداخلية للنفق، فأشار الكثيري إلى أنها تعتمد على أحدث تقنيات وأنظمة الضوء العالمية، إضافة إلى تركيب سيراميك على شكل لوحات فنية بطول النفق بكامله.. مشيرا أنه تم توظيف أحدث التقنيات والتجهيزات سواء في النفق أو شارع الشيخ زايد ككل وتعتبر الأحدث على مستوى الشرق الأوسط، والتي وفرت متطلبات البيئة والسلامة والأمن، وهي متطلبات تتوافق مع استراتيجية البلدية، وأهدافها في تقديم أرقى الخدمات إلى المجتمع في بيئة سليمة ومعايير صحية آمنة بحيث تقل نسبة الأخطار عن 1%، وهي نسبة غير متوافرة عالمياً تم تحقيقها بالتعاون والتكامل مع جميع الجهات المعنية وشركائنا الاستراتيجيين.
من جانبه أوضح توم توبولسكي، نائب الرئيس التنفيذي والمدير العام لعمليات الشرق الأوسط وإفريقيا بشركة استشاري إدارة المشروع ”لويس برجر”، أن المشروع ساهم في تقليل الكثافة المرورية في أبوظبي، مشيرا إلى أن نفق وشارع الشيخ زايد يعد مشروعا عملاقا في مدينة أبوظبي، ويشرفني أن أرى نظراءنا في هذه الصناعة يمدحونه ويثنون عليه وينال هذه الحظوة العالمية.
خفض عوادم السيارات
حقق المشروع منافع بيئية حيث أدى إلى تقليل زمن وقوف المركبات وبالتالي خفض انبعاث دخان عوادم السيارات إضافة إلى النظام المركزي لأنفاق شارع الشيخ زايد الذي يعتبر من أكثر الأنظمة تطوراً على مستوى العالم ويهدف إلى تحقيق أفضل معايير الأمن والسلامة لمستخدمي الطريق.
وعلى الصعيد البيئي ومعايير الاستدامة وترشيد الطاقة حظي شارع الشيخ زايد بتزويده بأحدث أنظمة الإضاءة والإشارات الضوئية.
بيئة صحية داخل النفق
حرصت بلدية أبوظبي على توفير البيئة الصحية داخل النفق ومن أجل ذلك زودت النفق بنظام تهوية متطور يقوم هذا النظام في حال الحرائق بسحب الدخان إلى خارج النفق أو باتجاه محدد حسب موقع الحريق، كما يعمل على تجديد الهواء في النفق في حال ارتفاع نسبة الغازات في النفق, بالإضافة إلى نظام التحكم البيئي الذي يعمل وبشكل مستمر على قياس نسبة التلوث في الهواء الداخلي للنفق.
الإرشاد الصوتي
يوجد داخل النفق نظام هواتف الطوارئ يتصل هذا النظام بغرف التحكم في النفق، حيث تم توزيع هواتف الطوارئ على جانبي النفق وفي الاتجاهين بمسافة تتراوح من 70- 100 متر، ويكفي رفع سماعة الهاتف للتحدث مباشرة إلى الموظفين في غرفة التحكم.
وزود النفق بنظام التوجيه والإرشاد الصوتي في حالات الإخلاء.
نظام العرض التلفزيوني والإشارات المرورية والضوئية
تم تركيب نظام العرض التلفزيوني في غرف التحكم بالنفق، الذي يسمح بمشاهدة النفق عن طريق عرض ما تبثه وتلتقطه كاميرات المراقبة في الوقت الحقيقي، كما تم تركيب هذا النظام في مركز التحكم بالأنظمة المرورية لمدينة أبوظبي، ونظام مضخات المياه الذي يتولى مهمة بسحب المياه من داخل النفق إلى الشبكة الرئيسية للصرف الخاصة بمدينة أبوظبي حيث يحتوي النفق على شبكة من الأنابيب لتصريف مياه الأمطار، بالإضافة إلى المياه الناجمة عن إطفاء الحرائق أو عن عمليات التنظيف داخل النفق وجميعها موصولة بهذه المضخات.
ومن الأنظمة الخاصة بالأمن والسلامة داخل النفق هناك نظام الكشف والسيطرة وإطفاء الحرائق حيث يقوم هذا النظام بكشف الحرائق داخل النفق، عن طريق مراقبة مستمرة للحرارة في النفق، كما يقوم هذا النظام بالكشف عن دخان الحرائق وهو يعمل بشكل آلي عند ارتفاع درجة الحرارة عن حد معين.
وكذلك نظام الدخول للأفراد حيث يقوم هذا النظام بتنظيم عملية دخول الأفراد إلى جميع مرافق النفق وغرف التحكم ، فالأشخاص المخولون فقط هم من يسمح لهم بدخول هذه المرافق،ويحتوي النفق كذلك على النظام الكهربائي الذي يقوم بعملية توزيع الطاقة الكهربائية على جميع مرافق ومسارات النفق، ويقوم نظام سكادا بمراقبة عمل هذا النظام بالإضافة إلى جميع أنظمة النفق الأخرى.
ويحتوي النفق على نظام الإشارات المرورية للتحكم بمداخل النفق، وهو نظام للإشارات الضوئية يمكن من خلاله التحكم بدخول المركبات إلى النفق، ففي حالات الحوادث الجسيمة أو الطوارئ داخل النفق يمكن إغلاق النفق عن طريق هذا النظام، وتحويل الحركة المرورية إلى الطرق السطحية.
ومن الأنظمة المتطورة المستخدمة في النفق كذلك نظام متابعة وإحصاء المركبات VVDS وهو نظام يعمل بالوقت الحقيقي على متابعة حركة المركبات وإحصائها، حيث يمكن الاستفادة من مخرجات هذا النظام في الدراسات المرورية المستقبلية
وكذلك نظام المراقبة بالكاميرات التلفزيونية المغلقة CCTV الذي يمكن من خلاله متابعة الحركة المرورية المتدفقة خلال النفق، كما يمكن من خلال هذا النظام الكشف عن الحوادث المرورية، تغطي هذه الكاميرات النفق بنسبة 100%.
ونظام اللوحات الإلكترونية المتغيرة، ويقوم هذا النظام بإعلام السائقين عن حالة الطريق أمامهم من خلال بث الرسائل على اللوحات الإلكترونية المرورية أمامهم،كما يمكن من خلال نظام (LSCS) التحكم بلوحات السرعة واللوحات التي تبين حالة كل مسار من المسارات المرورية داخل النفق وسرعة الحركة المرورية. ويتضمن النفق كذلك نظام الكشف عن الحوادث داخل النفق VIDS وهو نظام يقوم بالكشف عن الحوادث داخله.
غرفة التحكم المركزية بالنفق
يضم النفق نظام ســكادا، للمراقبة والتحكم وجمع البيانات، وهو أحد أكثر الأنظمة المتطورة على مستوى العالم.
عدد اليوم
