الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«وعاشوا عيشة سعيدة».. أربع شخصيات تبحث عن الحب

«وعاشوا عيشة سعيدة».. أربع شخصيات تبحث عن الحب
20 مارس 2016 22:19
الشارقة (الاتحاد) تواصلت مساء أمس الأول بقصر الثقافة في الشارقة، عروض الدورة السادسة والعشرين من أيام الشارقة المسرحية، حيث شهد الجمهور مسرحية «وعاشوا عيشة سعيدة» لفرقة مسرح كلباء، من تأليف علي الزيدي وإخراج كاظم نصار، وشارك بالتمثيل فيها إبراهيم العضب وعادل سبيت وعهود الزيادي وأريج دبابنة. تدور أحداث العرض في صالون للتجميل، بين عروسين وصاحب الصالون ومساعده. وقد صمم المخرج الخشبة بحيث تحيل إلى الدلالة العامة لمحل تزيين في طراز حديث، فثمة أدوات الزينة والشعر المستعار والمرايا والأصباغ والألوان، وغير ذلك من المستلزمات التقنية التي بدت بارزة من خلال الإضاءة، وفي تفاعل وتواصل الممثلين معها. كل واحدة من العروسين تحاول أن تسبق الأخرى في الجلوس على مقعد التزيين. أما السبب في هذا التسابق بين العروسين، فمرده حرص كل واحدة منهما على ألا تتأخر على موعد قدوم عريسها، ولكنه أيضاً سباق نحو صدارة المكان والظهور بالقدر ذاته. وفي هذا السياق، كان لافتاً أن المخرج وظف المواجهة بين العروسين لإظهار البعد المتعلق بمفهومي الجمال والقبح، فلكل عروس منظورها إلى فكرة التزيين نفسها كوساطة للتجمل أمام العريس، سعياً وراء الحب والحنان. من الجانب الآخر، صاحب المحل ومساعده، مشكلاتهما وهواجسهما الشخصية، أما الأول فهو معلق بحبيبة متوهمة لم تتح له الظروف أن يجمّل وجهها ويصفف شعرها كما اشتهى دائماً، فيما مساعده يعيش حالة سايكولجية خاصة، فهو يتداعى مع مجسمات الزينة في الصالون من شدة عوزه لعيش الحياة الحقيقية، كما أنه يشعر بالقهر من وضعيته داخل الصالون. مع تقدم العرض، بدأت تتكشف أكثر فأكثر السمات المشتركة بين الشخصيات الأربع على رغم ما أظهرته من أحوال خلافية في ما بينها فوق الخشبة، فهي جميعها هشة وذواتها مهتزة أو مشروخة وتعاني انقساماً حاداً بين ما تحسه في جوانيتها وما تظهره في ملامحها الخارجية. وهو ما يمكن تدبره في منولوجات الشخصيات أو في حواراتها أم مجابهاتها. ولعل الملمح الأكثر لفتاً في الصورة العامة للعرض، تمثل في المزواجة بين فضاء صالون التجميل وفضاء المصح النفسي وهذا البعد ظهر مجسماً، خاصة عبر الأداء التمثيلي، وحلوله الحركية والأدائية التي تداخلت فيها الوضعيات الجسدية الصدامية الحادة وحالات التداعي والإعياء والانهيار، وعلى نحو أضفى بعداً تقابلياً حيوياً بين حضور الممثلين والديكور حولهما. على أن أحوال الشخصيات فوق الخشبة بدت منقطعة الصلة بما هو خارج الصالون، فلا نعرف لما تغالب الشخصيات ما تغالبه وما مرجع معاناتها وأحوالها المشدودة بالتوتر والصدام، خصوصاً صاحب محل التزيين الذي يبدو عصبياً ومتوتراً على مدار العرض من دون أن يبدو ذلك مبرراً من الناحية الفنية أو الدلالية. في الندوة النقدية التي تلت العرض، ذكرت بعض المداخلات أن العرض قارب حالة الإنسان المعاصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©