حازم خالد (القاهرة)
حصدت رواية «شوق الدرويش» للكاتب السوداني حمور زيادة، جائزة نجيب للعام 2014، وتتكون الجائزة من ميدالية فضية وجائزة نقدية قدرها ألف دولار أميركي، وترجمة ونشر الرواية الفائزة من قبل دار نشر الجامعة الأميركية بالقاهرة في جميع أنحاء العالم.
وقد ضمت لجنة التحكيم هذا العام د.تحية عبد الناصر، ود.شيرين أبو النجا، ود.منى طلبة، ود.همفري دايفيز، ود.رشيد العناني.
وفي كلمته، بعد فوزه بالجائزة، تحدث حمور زيادة عن بلده السودان قائلاً: في تلك البلاد كنا نقدس الحكي، فبلادنا ترتمي بين غابةٍ وصحراء، تثقلها جبال ويرطبها نيل، لا يحدث فيها شيء، ويحدث فيها كل شيء، يتغير وجهها ولا تتغير، يأتيها اليونان والفرس، العرب والترك، والرحالة الفرنجة والجيوش من خلفهم، تخنقها عواصف الصحراء، ويبطش بها فيضان النيل، تبني أهرامات ومعابد، كنائس ومساجد، ثم يجتمع أهلها ليقصوا القصص ويرووا الحكايات،إذ أقف أمامكم اليوم أزعم أن ذلك التراث هو ما لفت نظر لجنة تحكيم جائزة نجيب محفوظ للأدب، فما حاولت أن تقدمه رواية «شوق الدرويش» هو قبس من حكايات بلاد الرجال ذوي الوجوه المحترقة.
حكايات عن معاناتهم، أحلامهم، طموحاتهم، هزائمهم، تاريخهم، وأساطيرهم»، تتناول الرواية حقبة من تاريخ السودان ترتبط بنشوء الدولة المهدية على يد محمد أحمد المهدي (1844 ـ 1885)، ثم سقوطها مع دخول الجيش المصري للسودان عام 1898. اعتمد الكاتب في روايته على تقسيم الفصول تقسيماً عددياً، واستند في سرده على التذكر كطريقة لاكتشاف رحلة حياة بطله «بخيت قنديل»، وما فيها من معاناة وألم.
واتخذ «زيادة» من مقولة ابن عربي «كل شوق يسكن باللقاء، لا يُعول عليه»، مدخلاً ليسحب القارئ إلى عالم النص الذي تتقاطع عذابات أبطاله في أكثر من محور بين الحرب، والحب، والعبودية، والذل الجسدي، إلى جانب سيطرة الروح الصوفية على كثير من المشاهد والأحداث.
وعلى الرغم من تناول الكاتب لأحداث تاريخية في روايته، إلا أنه تمكن من تقديمها للقارئ بأسلوب بعيد عن التقريرية والمباشرة، مرجحاً كفة الجانب الفني والتخيلي.
الجدير بالذكر أن الكاتب حمور زيادة يعمل في الصحافة، وهو مدون وناشط في الحراك المدني غادر السودان في نهاية عام 2009 للإقامة في القاهرة، وصدرت له من قبل مجموعتان قصصيتان، هما «سيرة أمدرمانية»، و«النوم عند قدمي الجبل» ورواية «الكونج».
خدمة (وكالة الصحافة العربية)
عدد اليوم
