3 وجوه

منير رحومة (دبي) من مباراة إلى أخرى، ومن ملعب إلى آخر تتنوع مشاهد دورينا بين الأفراح والانكسارات، الإبداعات والإخفاقات، سواء على مستوى اللاعبين أو الأجهزة الفنية أو حتى الإدارية، وذلك على مسرح «المستطيل الأخضر» الذي يجعل الفرجة أكثر إثارة وحماساً، بتقدم الجولات وزيادة قوة المنافسات، ونحرص خلال كل جولة على رصد الوجوه التي تخطف أنظار المتابعين، وتلف الانتباه سواء لتألقها وتميزها، أو على العكس من ذلك، بتراجع نجوميتها واختفاء موهبتها، حتى تكون هذه الفقرة مجهراً مراقباً لكل صغيرة وكبيرة في دوري الخليج العربي. العنبري.. «بداية مسك» لم يتوقع أكبر المتفائلين من جماهير الشارقة، أن يحقق مدرب الطوارئ عبد العزيز العنبري هذه النتائج الإيجابية، خلال المباراتين اللتين قادهما على رأس الجهاز الفني لـ«فرقة النحل»، وجمع أربع نقاط كاملة، حيث حصد مع «الملك» عدد النقاط نفسها التي حققها الفريق مع المدرب البرازيلي باولو بوناميجو، على مدار ثماني مباريات، وأثبت العنبري أنه وضع أصابعه على الداء الذي يعاني منه فريقه، مستفيداً من خبرته الطويلة ودرايته الدقيقة بالجوانب النفسية التي يمر بها اللاعبون. ونجح العنبري في تحفيزهم وبث روح الحماس داخل الفريق، ما أسهم بقدر كبير في تحقيق التعادل في المباراة الأولى أمام الظفرة بـ«المنطقة الغربية»، وحصد النقاط الثلاث في المباراة الثانية أمام الوصل ليستعيد «الملك» ابتسامته، وبذلك جاءت لمسات العنبري في وقتها لتصحيح مسيرة الفريق، ودفعه للخروج من المناطق الخطرة في جدول الترتيب، ما جعل الجماهير تتفاءل بقدرة فريقها على استعادة عافيته وتعديل وضعه، متمنية أن تكون بقية النتائج برائحة «المسك» تحت قيادة العنبري. سند.. «سردال النواخذة» يستحق سند علي لاعب دبا الفجيرة الذي قاد فريقه للفوز أمام الإمارات بـ«هاتريك» استثنائي لقب «سردال النواخذة» والذي يلقب به أمير الغوص أو أمهر «النواخذة»، حيث شارك سند علي في الشوط الثاني، وفجر طاقاته التهديفية، بإحراز ثلاثة أهداف، أهدت دبا الفجيرة النقاط الثلاث، مؤكداً أنه مهاجم من الطراز الرفيع، ومهاجم قادر على اقتناص «أنصاف الفرص» وهز الشباك. ورغم أن أهدافه الثلاثة هي الأولى في مشواره مع دبا الفجيرة خلال الموسم، بعد أن شارك حتى الآن في ثلاث مباريات فقط، فإن تألقه في الجولة الماضية بمثابة رسالة مضمونة الوصول إلى المدرب بوكير، للتأكيد على أنه قادر على إفادة الفريق، ويستحق المشاركة باستمرار في الجولات المقبلة. ويذكر أن سند علي من المواهب الكروية الواعدة، لكنه لم يحصل على فرصته كاملة مع الأندية التي لعب لها خلال المواسم الماضية، وينتظر المدرب الذي يمنحه الثقة حتى يفجر طاقاته الهجومية. كوزمين.. «غلطة الشاطر» لم تكن خسارة الأهلي أمام العين، مجرد عثرة لـ«فرقة الفرسان» في الموسم الحالي، لأنها جاءت أمام منافس مباشر على لقب دوري الخليج العربي، ونتيجتها كبيرة على فريق حصل على المركز الثاني في دوري أبطال آسيا، ورغم التصريحات المتفائلة التي أطلقها كوزمين مدرب الأهلي قبل المباراة، ومحاولته تصدير الضغط النفسي إلى المنافس، فإن الخسارة الأولى جاءت بنتيجة كبيرة وقاسية، فكانت غلطة الشاطر بألف، لأنها أظهرت تفوقاً واضحاً لـ«فرقة الزعيم»، على جميع المستويات الفنية والتكتيكية، وبعد تألق خلال الفترة الماضية في قيادة «الفرسان» بكل نجاح قارياً بالوصول إلى نهائي الأبطال، ومحلياً بالفوز في سبع مباريات، أخفق كوزمين على ملعب هزاع بن زايد، في مجاراة وإيقاف المنافس، وعجز في فرض شخصية الأهلي للعودة بنتيجة إيجابية.