غزة (د ب أ)
زار منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري أمس الأول قطاع غزة، متعهداً دفع جهود إعادة إعماره في أعقاب العدوان الإسرائيلي الأخير في شهري يوليو وأغسطس الماضيين.
وأعلن سيري، في بيان وزعه مكتبه في القدس، أن من المتوقع في حلول نهاية هذا العام أن يتمكن 20 ألف فلسطيني من أصحاب المنازل المدمرة جراء العدوان من شراء مواد البناء بهدف الترميم العاجل لمساكنهم. ولكنه أوضح أن ذلك مجرد بداية لعملية إعادة البناء مشيراً الى أن
هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به. وأكد أهمية الانخراط المباشر في معالجة تحديات إعادة الإعمار الواسع النطاق وإعطاء الأولوية لمشاريعها وفق آلية الأمم المتحدة المرحلية لهذا الغرض.
وذكَّر بأن الآلية «تمكينية» من أجل فتح القطاع لإعادة الإعمار، وفق ما أُقر في مؤتمر القاهرة في سياق الحاجة إلى وقف إطلاق نار دائم
وإلى حكومة توافق وطني فلسطينية قادرة على تحمل مسؤولياتها الشرعية في غزة، بما في ذلك بسط سيطرتها على المعابر الحدودية.
وقال سيري «للأسف، ما زالت بيئة العمل في غزة تواجه العديد من التحديات، بما في ذلك وقف إطلاق نار هش وغير رسمي يتم توطيده حتى الآن، وعدم تمكين حكومة التوافق الوطني من بسط سيطرتها الكاملة على المعابر في غزة». وأضاف أن تلك التحديات، بالإضافة إلى عدم تقديم الدول والجهات المانحة الدعم المالي الكافي، أدت إلى تفاقم الأوضاع في القطاع المدمرة أصلاً.
وأعلن سيري أنه يعتزم أن يطلع مجلس الأمن الدولي في الأسبوع المقبل على ضرورة إيفاء جميع الأطراف والمجتمع الدولي بوعودهم في مؤتمر القاهرة بإعطاء غزة ما هو أكثر من الأمل، وبتقديم المواد التي تمكن أهلها من إعادة بناء حياتهم وإيجاد البيئة المناسبة لإنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع باعتبار أن هذا هو « وقت إحداث التقدم لكي لا نرى غزة تعود إلى النزاع مجدداً».
واجتمع سيري مع وزير الأشغال العامة والإسكان ووزير العمل الفلسطينيين مفيد الحساينة ومأمون أبو شهل او نائب رئيس السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق في غزة، حيث بحث معهم ملفات الإعمار والمعابر في القطاع.
وأعرب الحساينة، في بيان أصدره عقب الاجتماع، عن تفاؤله بأن تشهد الأيام المقبلة تقدماً كبيراً في عملية إدخال مواد الإعمار إلى القطاع. وذكر أن سيري وعده بتسهيل العملية وزيادة عدد الشركات الموزعة لمواد البناء في قطاع غزة من 4 شركات إلى 16 شركة، وأبلغه بأن هناك موافقة على إدخال مواد بناء إلى 1600 متضرر يومياً، كما سيتم إدخال مواد بناء للمشاريع الخاصة.
وذكر بيان صادر عن «حماس» أن أبو مرزوق أكد ضرورة تسريع عملية الإعمار وفتح المعابر كافة لإدخال أكبر كمية ممكنة من مواد البناء إلى قطاع غزة.
وتظاهر مئات الفلسطينيين أمام مقر الأمم المتحدة في غزة بالتزامن مع زيارة سيري احتجاجاً على «المماطلة» في إعادة إعمار القطاع ووضع قيود مشددة على توريد مواد البناء اللازمة لذلك.
عدد اليوم
