تتزين الإمارات للاحتفال بالعرس الوطني الكبير، وتستعد جميع المؤسسات والمدارس والجامعات والدوائر الحكومية وغير الحكومية، وكافة الجماهير من مواطنين ومقيمين بالاحتفال باليوم الوطني الـ 41، الذي يصادف ذكرى قيام دولة اتحاد الإمارات العربية المتحدة. إنه يوم عيد، حيث يتسابق الجميع ويعمل على قدم وساق للاستعداد واختيار الأنشطة التي تخدم تحقيق أهداف الاحتفال بهذه المناسبة وفي مقدمتها تعزيز روح الانتماء والحفاظ على الهوية الوطنية، والتأكيد على أهميتها الاجتماعية والوطنية وما تشتمل عليه من قيم الاتحاد والعمل الجماعي والتكاتف من أجل وحدة الوطن وسلامته، وما يعكس الشعور الوطني لدى المواطنين والمقيمين والإدراك العام بقيمتها ودلالاتها العميقة.
شاركت عدد من مدارس منطقة رأس الخيمة التعليمية صباح أمس، فعاليات الاحتفالات باليوم الوطني، الذي نظمته جمعية بيت الخير، بمقرها بالتعاون مع مدارس المنطقة. وتضمنت الاحتفالية مسيرة عسكرية للفرقة الموسيقية ولوحات رقص فنية قدمتها كل من مدرسة زمزم ومدرسة حصة بنت سلطان ومدرسة بن ظاهر إلى جانب عدد من المسابقات الترفيهية التي نظمتها مدارس المنطقة. وحضر الاحتفال سعيد مبارك المزروعي، نائب مدير عام بيت الخير، وعدد من مديري ونواب ورؤساء الأقسام بالأفرع والمراكز داخل الدولة.
اعتزاز بالتاريخ
تستعد باقي مدارس ورياض الأطفال بمنطقة رأس الخيمة التعليمية لاحتفالات اليوم الوطني الـ 41 لدولة الإمارات العربية المتحدة حيث بدأت عدد من المدارس تجهيزاتها للاحتفال بالمناسبة في السابع والثامن العشرين من الشهر الجاري، والتي اشتملت تزيين المدارس ورياض الأطفال فصولها المدرسية ومرافقها بالأعلام واللوحات التي تعبر عن روح الاتحاد، كما قامت عدد من المدارس بتقديم إذاعة مدرسية يوميه لغرس حب الولاء الوطن في نفوس الطلاب والطالبات من خلال إعداد مجموعة من الفعاليات والمشاركات التي تشمل مختلف مناطق الإمارة، بما يرسّخ الاعتزاز بتاريخ دولتنا وتقاليدها وقيمها وتراثها الغني، ويعزز مشاعر الوحدة والفخر بإنجازات شعب ودولة الإمارات.
إلى ذلك، قال نادر المندوس، رئيس وحدة الاتصال الحكومي بمنطقة رأس الخيمة التعليمية، إن مشاركة إدارة المنطقة بمختلف مدارسها المنتشرة بمختلف أنحاء الإمارة في احتفالات اليوم الوطني، يأتي ضمن حرصها على الإسهام مع مؤسسات المجتمع بالمناسبات الوطنية، ولنشر قيم الأصالة والولاء والحب والوطنية في نفوس أبنائنا الطلبة وشرائح المجتمع كافة، حيث اعتمدت إدارة المنطقة مجموعة من الفعاليات الخاصة بالاحتفال، على رأسها أوبريت «حب الوطن» الذي يشارك فيه مجموعة من طلبة مدارس مختلفة.
وبدأت محال القرطاسيات والمكتبات المدرسية بتوريد أعلام الزينة والملصقات والمجسمات التي تعبر عن روح الاتحاد الواحد والأربعين للمدارس ورياض الأطفال، كما بدأت منذ أسابيع ماضية باستقبال طلبات أولياء الأمور والطلبة والهيئات التدريسية والإدارية بالإمارة. ومن الفعاليات المميّزة في جميع أنحاء الدولة، منها تزيين الشوارع والمباني والمعالم الرئيسة في الإمارات بالأعلام وأضواء الزينة التي تحمل تصاميم مبهرة ومعبرة، تعكس روح الاحتفال بالذكرى الـ41 للاتحاد.
مبادرات مشرقة
يشير عمر الناجم، الاختصاصي الاجتماعي بمدرسة المستقبل للتعليم الأساسي في أبوظبي «الحلقة الأولى»، إلى أهمية تفاعل الأبناء في كافة الميدان التربوي من الهيئات الإدارية والتعليمية والفنية والطلبة على مستوى الدولة، للاحتفال باليوم الوطني، ويقول إنها «مناسبة عزيزة على قلوب أبناء الإمارات جميعاً، وعلينا أن تخرج هذه الاحتفالات بهذه المناسبة الغالية على نفوسنا جميعاً بالشكل الذي يليق بمكانة وطننا الغالي، وتعكس فرحتنا الكبيرة باتحاد إماراتنا وما يمثله لنا من قيمة كبيرة وضعت دولتنا في مصاف الدول العالمية، بما لها من سمعة طيبة في كافة الأوساط والمحافل الدولية. فالقطاع التعليمي حظي باهتمام استثنائي في ظل دولة الاتحاد، وشغل حيزاً كبيراً ومهماً من فكر مؤسس دولة الاتحاد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، ويحظى بالقدر نفسه من الاهتمام البالغ، والمتابعة المستمرة من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وأصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات. ومن ثم نتطلع إلى أن تكون فعاليات الاحتفالات تتناسب وهذا الاهتمام، وأن تأتي بالشكل الذي يليق بمكانة وطننا الغالي».
تنوع الفعاليات
تشير أمل الأناضولي، مساعد مدير مدرسة النهضة الوطنية للطلاب، إلى الأبعاد والأهمية التربوية والاجتماعية والوطنية من إخراج احتفالات اليوم الوطني الـ41 للاتحاد، وتقول «علينا كأجهزة تعليمية وتربوية، ومؤسسات مجتمعية ألا نعتبر مثل هذه الفعاليات مجرد مظاهر احتفالية، وإنما نحن نسعى إلى تكريس قيم تربوية وثقافية ووطنية تعزز الهوية الوطنية، وتعزز حالة الحب الجماهير، والالتفاف الوطني خلف القيادة التاريخية الرشيدة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وحول الإنجازات المتحققة على مختلف الصعد والمجالات، وينعم بها أبناء الإمارات جميعاً، ومن ثم علينا أن نعمل كي تخرج هذه الفعاليات كما تعودنا عند مستوى الحدث، وهذا ما ألمسه من خلال التواصل مع الطلاب، وننتظر تقديم فعاليات وأنشطة متنوعة بحيث تشمل النواحي الفنية من معارض رسم ومسابقات فنية بين الطلاب والمدارس وبعضها البعض». ويضيف الأناضولي «هذا إلى جانب الفعاليات والفقرات الموسيقية والحفلات الفنية التي تُظهر مواهب الطلبة وتعبر عن حبهم للوطن واعتزازهم بقيادتهم الرشيدة، وكذلك تنظيم الفعاليات والمنافسات الرياضية مثل المسيرات الطلابية وسباقات الجري المختلفة، لما تمثله من مردود إيجابي في إذكاء الروح الوطنية لدى النشء، وغرس القيم النبيلة في حب الوطن لديهم، وتعظيم رموزه ومناسباته الوطنية في نفوسهم. وأن هذه القيم ترسخ من مقومات الهوية الوطنية لدى أبناء الوطن، وتعزز من روح الانتماء والولاء، وتربطهم بمواقف وأقوال وإنجازات القادة وتاريخهم الحافل بالعطاء، بما يسهم في تنشئة المواطن الصالح النافع لوطنه وأمته».
عدد اليوم
