السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

العلماء: حماية المسجد الأقصى تتحقق بوحدة المسلمين

العلماء: حماية المسجد الأقصى تتحقق بوحدة المسلمين
12 ديسمبر 2014 01:26
أحمد مراد (القاهرة) أكد علماء الدين ضرورة مؤازرة ونصرة المسجد الأقصى ضد الهجمات العدوانية التي تمارسها إسرائيل، محذرين من استمرار عمليات الحفر التي يقوم بها الكيان الصهيوني والتي تهدده بالانهيار. وأكد العلماء أن المسجد الأقصى ليس مجرد مبنى أثري، وإنما جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية وتراثها وحضارتها، ويجب اعتبار المساس به مساسا بكل مسلم في العالم. وأوضحوا أن التشرذم الذي تعيشه الأمة الإسلامية يشجع الكيان الصهيوني على ارتكاب ما يقع من مجازر، لذا نحن مطالبون بالسعي من أجل جمع وتوحيد كلمة المسلمين لإنقاذ المسجد الأقصى وحمايته مما يتعرض له من مخاطر جسيمة. أرض مقدسة يحذر الشيخ فوزي الزفزاف ــ وكيل الأزهر الأسبق ــ من خطورة ما يتعرض له أولى القبلتين وثالث الحرمين من هجمات عدوانية ، موضحا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تسعى إلى تدمير المسجد الأقصى بكل السبل، مؤكدا أن الحفريات التي تحيط به، ومشكلة التشققات والانهيارات في بعض أركانه تتم بشكل علني، لكنها لا تصل إلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي. ووجه صرخة استغاثة إلى قادة الأمة الإسلامية والعربية لإنقاذ الأقصى، وقال إن الشعب الفلسطيني يتعرض لحرب إبادة وحملات عدوانية لتدمير أرضه ومقدساته وإسرائيل تمارس وحشيتها ليل نهار دون رحمة وهي الآن عازمة على هدم المسجد الأقصى وهو هدف تسعى إليه منذ إعلان قيام دولة إسرائيل، ومن ثم ينبغي على المسلمين أن ينصروا أولى القبلتين وثالث الحرمين بكل سبل المساندة والمؤازرة، بدعم المرابطين المدافعين عنه. وأضاف: يجب أن يتبنى العرب والمسلمون حملة إعلامية عالمية ضخمة يعلنون من خلالها أن أرض القدس وبما فيها المسجد الأقصى أرض مقدسة ملك للبشرية كلها، وأنه لا يليق بقدسيتها ما تفعله إسرائيل بها من ممارسات تهدف إلى تهويدها وطمس هويتها ومعالمها الحضارية. حرب على المقدساتودعا الدكتور محمد شامة -الأستاذ بجامعة الأزهر- إلى التواصل والترابط مع الشعب الفلسطيني حتى لا يقف وحيدا في حرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل ضده وضد مقدساته في ظل محاولات هدم الأقصى ، مؤكدً أنه كان الأحرى بالمسلمين بمجرد أن علموا بخبر الحفريات الإسرائيلية أن يفدوا إليه من كل فج عميق حتى تعي إسرائيل خطورة ما تقوم به وتعلم جيدا ماذا يمثل بالنسبة لأكثر من 1.5 مليار نسمة وهذا ما يجعلها تفكر ألف مرة قبل أن تقدم على أي عمل عدواني وحشي ضد الأقصى وغيره من المقدسات الإسلامية. وقال : دعمنا للإخوة الفلسطينيين يوضح للعالم أن هذه الأماكن المقدسة هي للبشرية جميعا وأنها في قلب كل مسلم، وسوف ندافع عنها ونضحي من أجلها ولن نسمح أبدا لأي إنسان أن يمسها بسوء وهذا بالتأكيد يحبط مشروعات الاحتلال التوسعية في أرض فلسطين، داعيا المسلمين والعرب بأن يهبوا لنصرة الأقصى الأسير قبل فوات الأوان. جزء من العقيدة وأشارت الدكتورة عفاف النجار -العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية بجامعة الأزهر- إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسم قضية دعم المسجد الأقصى بقوله: «لا تشد الرحال إلا لثلاث، المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا»، موضحة أن الاقصى يستحق أن نضحي بأرواحنا في سبيل أن نعيد له البسمة والأمل وهذه قضية يجب أن تطرح على العالم الإسلامي كله فالمسلم لا ينعزل عن أخيه مهما تباعدت المسافات. وقالت: لا يجب التعامل مع المسجد الأقصى على أنه مبنى أثري فقط، فهو جزء لا يتجزأ من العقيدة الإسلامية وتراثها وحضارتها، ويجب اعتبار المساس به مساسا بكل مسلم . وقالت: إن الله سبحانه وتعالى وصف حال رسوله العظيم وصحابته الكرام في غزوة بدر بأنهم كثيرو الاستغاثة به، ومكثري رجائه ودعائه فقال: «إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين»، موضحة في الوقت نفسه أن الدعاء وحده دون الأخذ بالأسباب في نصرة الأقصى في ظل ما يتعرض له الآن من هجمة عنصرية همجية غاشمة إنما هو قصور عن فهم صحيح الدين، فالواجب علينا أن نأخذ بالأسباب في الوقت الذي ندعو الله سبحانه وتعالى. نُصرة واجبةوشدد الدكتور محمد أبو ليلة -أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الازهر- على أن شريعة الإسلام أوجبت علينا نصرة المظلوم وإغاثة الملهوف والتفريج عن المكروب، وأمرتنا بالسعي على تفريج كربات المسلمين، ورفع المعاناة عنهم أينما كانوا، ولعظيمِ أَمرِ الأخوة كان مِن أول أعمال النبي - صلى الله عليه وسلم ـ بعد هجرته للمدينة أنه آخى بين المسلِمين، فآخى بين المهاجرِين والأنصارِ أُخوةً عامة شاملة، فجعل كل اثنين أَخوين يتعاونان ويتكافلان ويتواسيان. وقال: نستدل بذلك على وجوب نصرة شعبنا الفلسطيني الذي يعاني صنوف البلاء، وألوان الإيذاء، ماديا ومعنويا، لرفع الظلم عنهم، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «جاهِدوا المشرِكين بأموالِكم وأنفُسكم وألسنتكم»، وعندما نساعد الأخوة الفلسطينيين ونقدم لهم الدعم اللازم فنحن بذلك نقدم الدعم للمسجد الأقصى، ونتمكن من وقف الهجمة الإسرائيلية ضد مسرى النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الشيخ محمود عاشور -وكيل الأزهر الأسبق: إن التشرذم الذي تعيشه الأمة الإسلامية يعطي الكيان الإسرائيلي فرصة أكبر ليمعن في الإجرام والتهويد، وما يقوم به الكيان الآن وما يشجعهم على ارتكاب ما نشاهده من مجازر في حق الأقصى هو تفرقنا وعدم وحدتنا، مطالبا بالسعي من أجل جمع وتوحيد كلمة الإسلام والمسلمين خدمة للقضية الفلسطينية. وأضاف: ويجب على علماء الدين توعية الأمة بضرورة دعم القضية الفلسطينية بشكل عام لإنقاذ المسجد الأقصى، وعلى العلماء أن يقفوا بالمرصاد لكل من يحاول تجاهل القضية الفلسطينية، ولابد أن تكون حاضرة على جميع المنابر، وفي جميع المواقع وعلى جميع الاندية والساحات، وفي كل الخطب والمؤتمرات، وعلى الفصائل الفلسطينية أن تتوحد في كيان واحد لهدف وغاية واحدة ليستطيعوا مواجهة عدوهم في سبيل تحرير أرضهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©