الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

أبو الزناد صاحب الأسانيد الصحيحة

11 ديسمبر 2014 23:50
أحمد مراد (القاهرة) تابعي جليل، وعالم من أبرز علماء الحديث، صنفه المؤرخون ضمن الطبقة الخامسة من طبقات رواة الحديث النبوي التي تضم صغار التابعين، وذكر عند أهل الحديث وعلماء الجرح والتعديل وفي كتب علم التراجم بأنه ثقة فقيه، وكان يسمى أمير المؤمنين في الحديث. هو عبدالله بن ذكوان القرشي، أبو عبدالرحمن المدني المعروف بأبي الزناد، مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة زوجة أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه، كان تلميذا نجيبا لكبار التابعين أمثال أبان بن عثمان بن عفان، وأبي أمامة أسعد بن سهل بن حنيف، وخارجة بن زيد بن ثابت، وسعيد بن المسيب، وسليمان بن يسار، وطلحة بن عبدالله بن عوف، وعروة بن الزبير، وعلي بن الحسين، وعمرو بن عثمان بن عفان، والقاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، وأبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف، وعائشة بنت سعد بن أبي وقاص. استطاع أبوالزناد أن ينهل من علم هؤلاء جميعا، وأن يجمع بينهم، وهو ما جعله واحدا من أبرز علماء عصره، وكانت له حلقة على حدة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان فصيحا بصيرا بالعربية عالما عاقلا. ذكر عبدالرحمن بن أبي الزناد أن عمر بن عبدالعزيز ولى أبا الزناد خراج العراق مع عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد بن الخطاب، كما ولي أبو الزناد خراج المدينة. ثقة فقيه ومما قيل عن عبدالله بن ذكوان في كتب السير والأعلام، قال علي بن المديني: لم يكن بالمدينة بعد كبار التابعين أعلم من ابن شهاب، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وأبي الزناد، وبكير بن عبدالله بن الأشج، وقال أبو حاتم الرازي عن أبي الزناد: ثقة فقيه، صالح الحديث، صاحب سنة، وهو ممن تقوم به الحجة إذا روى عنه الثقات وقال البخاري: أصح الأسانيد كلها: مالك، عن نافع، عن ابن عمر. وأصح أسانيد أبي هريرة: أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة. وقال الليث بن سعد، عن عبد ربه بن سعيد: رأيت أبا الزناد دخل مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، ومعه من الأتباع مثل ما مع السلطان، فمن سائل عن فريضة ومن سائل عن الحساب، ومن سائل عن الشعر، ومن سائل عن الحديث، ومن سائل عن معضلة. وقال الليث بن سعد رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاث مئة تابع من طالب فقه وعلم وشعر. فقيه أهل المدينة وقال مصعب بن عبدالله الزبيري كان أبو الزناد فقيه أهل المدينة، صاحب كتاب وحساب، وكان كاتبا لخالد بن عبدالملك ابن الحارث بن الحكم بالمدينة، وقدم على هشام بن عبدالملك بحساب ديوان المدينة، فجالس هشاما مع ابن شهاب، فسأل هشام ابن شهاب في أي شهر كان يخرج عثمان العطاء لأهل المدينة؟ قال: لا أدري. قال أبو الزناد: كنا نرى ابن شهاب لا يسأل عن شيء إلا وجد علمه عنده، قال أبو الزناد: فسألني هشام، فقلت: المحرم. قال هشام لابن شهاب: يا أبا بكر، هذا علم أفدته اليوم قال ابن شهاب: مجلس أمير المؤمنين أهل أن يفاد فيه العلم. مات أبو الزناد بالمدينة فجأة في مغتسله ليلة الجمعة الموافق السابع عشر من شهر رمضان سنة 130 هجرية، وهو ابن ست وستين سنة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©