نسرين درزي (أبوظبي)
أضافت الإمارات التسوق على قائمة عوامل الجذب السياحي للدولة، حيث باتت وجهة للباحثين على الأناقة والتميز، ومحبي اقتناء الأفضل، ولأن المراكز التجارية هي الحاضنة الطبيعية لدور أهم العلامات التجارية العالمية أولت الإمارات اهتماما كبيرا في بنائها وجعلها مساحة استثنائية تجمع متعا عدة على رأسها التسوق. وبات التوجه إليها أشبه برحلة سياحية يخصص لها المقيمون والسياح يوماً كاملاً للتجوال في أرجائها، والاستفادة من مرافقها الترفيهية كجزء أساسي من تركيبة المعالم الحيوية في البلاد، حتى أن معظمها يندرج ضمن أرقى المواقع العالمية، لما تضمه من أيقونات هندسية مثيرة للاهتمام وأماكن راقية ليس للتبضع وحسب، وإنما للمتعة والتسلية، وتناول الطعام والتقاط الصور التذكارية.
«ياس مول».. بعد جديد
«ياس مول» أحدث مراكز التسوق في المنطقة وأكبرها في إمارة أبوظبي، والذي تم افتتاحه مؤخراً، ليكون عنواناً إضافياً لترف التسوق وسط سلسلة من خيارات الترفيه.
وأهم ما يوفره سهولة العبور إلى «عالم فيراري» أكبر مدينة ترفيهية مسقوفة في العالم، عبر ممر خاص يختصر المسافات على الزوار للقيام بأكثر من برنامج على جزيرة ياس.
ويضيف المكان بعداً سياحياً وترفيهياً للمتسوقين، ولاسيما مع وقوعه قرب حلبة مرسى ياس وملعب ياس لينكس للجولف وحديقة ياس ووتروورلد المائية.
والمتجول في «ياس مول» يلاحظ احتضانه مفاهيم جديدة ومبتكرة في عالم التسوق، من خلال أهم العلامات التجارية المحلية والعالمية.
وهو بذلك ينضم إلى جيل جديد من التصاميم المتطورة في الشرق الأوسط لكسوة الأرضية والجدران، وتظليل الزجاج الذي يحمي من أشعة الشمس.
وتمزج هندسته المعمارية بين التراث والطبيعة، بما تحتويه من منحوتات فنية وواجهات للإنارة وساحات داخلية أنيقة.
«الغاليريا».. ملتقى الأناقة
منذ افتتاح الغاليريا على جزيرة المارية في أغسطس 2013، والانطباع السائد عن مراكز التسوق في أبوظبي يتجه نحو الوجهات الأكثر تألقاً في العاصمة، حيث مجموعة من أرقى بيوت الأزياء (130 متجراً) تقع على تماس مع مطاعم الـ5 نجوم.
وأكثر ما يميز «الغاليريا» إطلالته الخلفية على الواجهة البحرية للمدينة عبر البوليفار المفتوح، والذي يعد أول ممشى من نوعه في أبوظبي يجمع ضمن مساحة فسيحة بين منافذ الخدمات والضيافة لكل من المركز التجاري وفندق روزوود، ولا بد للمتسوقين من أن يختموا جولتهم باستراحة مطولة عند جلساته المطلة، حيث أجواء المرح والتسلية والثقافة تتواصل على مدار الأسبوع.
وفي كثير من المناسبات يشكل «الغاليريا» خياراً لقضاء يوم حافل بالبرامج المنوعة حتى من دون الحاجة للتبضع، ولاسيما مع اعتدال الطقس، حيث تنتشر على البوليفار منزلقات اللعب للأطفال وحوض الطابات والقصر الهوائي، وأنشطة الرسم على الوجوه.
«المول»..تميز التفاصيل
لا يشبه المركز التجاري العالمي أبوظبي الواقع في قلب المدينة سواه من بيوت التسوق في الإمارة، إذ يمتاز بتفاصيل كثيرة تجعل منه مشروعاً متكاملاً لخدمة المجتمع، وإضافة نوعية إلى أفق العاصمة المتألق.ومن يزور «المول» يستعيد في أرجائه العصرية قصصاً جميلة عن واحد من أعرق الأسواق في المنطقة، والذي كان يعرف بالسوق المركزي القديم، وهو اليوم بعد عملية التطوير التي شملته يعد جزءاً من تركيبة معمارية متداخلة تضم فندقاً وبرجاً تجارياً، وبرج محمد بن راشد، أعلى مبنى في الإمارة.
ومشروع المركز التجاري العالمي يشكل إضافة لـ 330 مركزاً تجارياً عالمياً في 100 دولة حول العالم، للوقوف عند أهميته كمعلم حيوي له مكانة عريقة في تاريخ العاصمة. إذ يمتد على مساحة 12 هكتاراً، وينظر إليه اليوم على أنه صرح عظيم في أبوظبي.
مول الإمارات.. ثلج في الصحراء
عندما بدأ الحديث قبل أكثر من 11 عاماً عن فكرة افتتاح مركز للتزلج داخل مركز تجاري، كانت الفكرة أن يكون «مول الإمارات» في مدينة دبي أول منتجع للتسوق في العالم.
ومعه ولدت ثاني انطلاقة لمفهوم السياحة من بوابة التسوق في البلاد، بعد الاستقطاب الجماهيري الذي حققه من قبل مركز سيتي سنتر، بالتزامن مع بدايات مهرجان دبي للتسوق قبل أكثر من 18 عاماً.
وهكذا أصبحت زيارة الإمارات مرتبطة بشكل وثيق بالتوقف لساعات عند «مول الإمارات»، والغاية الرئيسة ليست التسوق وإنما استكشاف المرافق الترفيهية بداخله، وعلى رأسها «سكي دبي»، أول منحدر تزلج داخلي في الشرق الأوسط يضم واحدة من أكبر مناطق التزلج في العالم، مما يجعله حتى اليوم يتصدر أعلى نسبة استقطاب جماهيري.
إضافة إلى ما يوفره من منافذ جذب أخرى، أهمها اتصاله مباشرة بفندق كمبنسكي الذي يضم أول شاليهات ثلجية في منطقة الخليج وإمكانية الوصول إليه بسهولة، من خلال محطة مترو دبي على الخط الأحمر.
وتكتمل متعة قضاء اليوم في «مول الإمارات» بزيارة مركز الترفيه العائلي ماجيك بلانيت ومجمع فوكس سينما، ومسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون الذي يتسع لـ 500 شخص، وأكثر من 90 مطعماً ومقهى.
دبي مول..عملاق التسوق
أسطورة التسوق والحالة السياحية الضخمة التي شكلها «دبي مول» منذ اليوم الأول لافتتاحه في نوفمبر 2008، لا تقتصر على أنه المركز التجاري الأكبر في الدولة، ولا على على احتلاله لسنوات متتالية أعلى نسبة زيارة جماهيرية على مستوى العالم.
فهو بلا منازع أشبه ببوصلة حيوية لا تكتمل زيارة الإمارات من دون التوقف عندها لتلمس المراتب المتقدمة في صناعة السياحة، والتي آلت إليها البلاد المصنفة من أفضل مراكز الجذب على الإطلاق.
ومع احتوائه على أشهر متاجر التجزئة التي تدخل المنطقة للمرة الأولى من خلال واجهاته، يشكل «دبي مول» مدينة سياحية متكاملة تتوسط أرقى كيلومتر مربع في العالم.
ومن أي مكان وجد فيه الزائر، وعلى أي ركن وقعت عينه، هنالك عشرات المرافق التي تجعل للوقت معنى وقيمة من داخله وعند محيطه الخارجي.
فمنه الوصول إلى برج خليفة أطول مبنى في العالم، ومن خلال منافذه توجد أجمل الإطلالات على «دبي فاونتن» النوافير الاستعراضية الأطول من نوعها فضلاً عن حديقة البرج التي تغص يومياً بالزوار، وتحتضن مروجاً واسعة و3 جسور وبرج ستيبس المبتكر على غرار تصاميم المسارح الرومانية والبوليفار النابض الذي يقصد للترفيه ولقاء الأصدقاء بين المعالم المعمارية الاستثنائية.
ويضم «دبي مول» نخبة من أضخم معالم الترفيه، بينها دبي أكواريوم، وحديقة الحيوانات المائية، موطن أكثر من 33 ألف كائن بحري، بما فيها أسماك القرش والراي، فيما تعد حلبة دبي للتزلج على الجليد مصممة وفق المعايير الأولمبية، ويعتبر مجمع سيجا ريببلك للألعاب التفاعلية والإلكترونية الأول والأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، وكيدزانيا، مدينة الألعاب الترفيهية والتعليمية المخصصة للأطفال ومجمع ريل سينما الذي يتألف من 22 صالة عرض.
زوار «المول» في المركز التجاري العالمي أبوظبي والمهتمون بالمنتجات التقليدية، يمكنهم العبور منه إلى «السوق» عبر جسر شارع خليفة، حيث تجربة التسوق وسط أجواء تراثية ممزوجة بلمسات عصرية.
وتعرض المتاجر في «السوق» مشغولات يدوية وحرفية مختلفة توفر بيئة تسوق جذابة ونابضة بالحياة للسياح والمقيمين في آن واحد، وتشمل العباءات والمجوهرات والعطور العربية والأكسسوارات ونقوش الحنة.
عدد اليوم
