بدأ مختبر في جامعة الإمارات يعتبر أول مختبر من نوعه في المنطقة العمل باستخدام تكنولوجيا متقدمة لتحديد مواصفات التمور من خلال البصمة الوراثية، بالتزامن مع فعاليات المؤتمر الدولي الرابع لنخيل التمر الذي سيعقد في أبوظبي خلال الفترة من 15 ـ 17 مارس المقبل.
وقال الدكتور عبدالوهاب زايد مدير وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور بجامعة الإمارات، إن تشغيل هذا المختبر المتطور يأتي في إطار الجهود البحثية التي تبذلها جامعة الإمارات ممثلة بوحدة بحوث ودراسات النخيل، لتحسين جودة التمور وإكثار الأصناف الجيدة بتحديد الجينات التي تحمل الصفات الوراثية المقاومة للملوحة والأكثر مواءمة للظروف المناخية في دولة الإمارات.
واضاف زايد في تصريحات لـ”الاتحاد” أن تشغيل مختبر البصمة الوراثية للتمور سيفتح معه آفاقاً علمية جديدة لتطوير زراعة النخيل وإنتاج التمور وتحسين وإكثار الأصناف الجيدة بما يلبي طموحات القيادة العليا في دولة الإمارات بتوفير أكبر قدر ممكن من الرعاية والاهتمام للحفاظ على الشجرة المباركة.
وأشار زايد إلى أن استخدام البصمة الوراثية في تحديد مواصفات التمور سيوفر وللمرة الأولى وسائل وطرقاً علمية حديثة لتحقيق هذه الغاية، حيث مازالت عملية تحديد مواصفات التمور تقوم على الأساليب التقليدية التي تعتمد على الخبرة المكتسبة والدراية بالأصناف من خلال الشكل العام وغير ذلك من الصفات الظاهرية للتمور.
وتطرق مدير وحدة دراسات وبحوث تنمية النخيل والتمور بجامعة الإمارات إلى آخر الاستعدادات الجارية لانعقاد المؤتمر الدولي الرابع لنخيل التمر، والذي تنظمه الجامعة بالتعاون مع جائزة خليفة الدولية لنخيل التمر وجمعية أصدقاء النخلة خلال الفترة من 15 ـ 17 مارس المقبل في قصر الإمارات بأبوظبي.
ولفت إلى أن هناك زيادة قدرها 100 % في عدد الباحثين المشاركين، حيث من المنتظر أن يشارك 300 باحث وخبير في فعاليات المؤتمر هذا العام يمثلون أكثر من 40 دولة مقابل 140 باحثاً شاركوا في المؤتمر الأخير ينتمون لـ 25 دولة فقط.
وكشف الدكتور عبد الوهاب زايد عن ورشة عمل ستقام على هامش المؤتمر بمشاركة خبراء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول مستقبل صناعة التمور في ضوء حظر استخدام مادة “ ميتيل بروميد “ التي تستخدم لقتل الحشرات الموجودة في التمور المصنعة عالمياً اعتباراً من عام 2015 على أن تستخدم مواد أخرى بديلة أكثر مواءمة للشروط البيئية والصحية .
وأشار رئيس اللجنة المنظمة إلى أن المؤتمر سيشهد توقيع 3 مذكرات تفاهم يوم الافتتاح بين جامعة الإمارات وشركة ACGT – الماليزية وشركة Phoenix Agroteeh الأميركية ومركز التكنولوجيا الحيوية في جامعة جورجيا الأمريكية. وتقوم جامعة الإمارات بموجب تلك المذكرات بنقل التكنولوجيا الحيوية في مجال بحوث وتطوير نخيل التمر. ويركز المؤتمر على بحث الوضع الراهن لزراعة نخيل التمر في العالم، الهندسة الوراثية والجزيئية، البنك الجيني للنخيل، الإكثار السريع باستعمال طرق زراعة الأنسجة، الممارسات الزراعية، مكافحة الآفات والأمراض، تقنيات ما بعد الحصاد، التصنيع، التغذية والاقتصاد والتسويق.
وأضاف الدكتور زايد أنه وللمرة الأولى هذا العام سيشارك في المؤتمر عدد من رؤساء الجامعات، كجامعة كاليفورنيا وجامعة البحرين ووزراء الزراعة في عدد من الدول الخليجية والعربية الشقيقة كالأردن، وتونس والمغرب وغيرها .
ويناقش المؤتمر الذي سيعقد عبر 3 جلسات يومياً في وقت واحد ـ نظراً لزيادة عدد الوفود والباحثين المشاركين ـ كل ما يتعلق بزراعة النخيل بشكل عام وتحديداً تقنيات الإكثار وتجارب الدول المنتجة للتمور بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، شمال أفريقيا والدول العربية والأجنبية الأخرى كالهند، باكستان، وأوربا وأميركا وأستراليا .
ومن جهته أكد الدكتور عبد الله الخنبشي مدير جامعة الإمارات أن تنظيم الجامعة للمؤتمر الدولي الرابع لنخيل التمر يأتي تجسيداً للاهتمام والرعاية الكبيرة التي توليها القيادة العليا في دولة الإمارات وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، للحفاظ على تلك الشجرة المباركة وتطوير زراعتها وتحسين وزيادة الأصناف الجيدة. ولفت مدير الجامعة إلى دعم وتشجيع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة للمبادرات العلمية والبحثية التي تطلقها الجامعة وغيرها من الجهات المعنية في إمارة أبوظبي لتلبية طموحات القيادة العليا في هذا الشأن.
وأشاد في هذا الصدد بمتابعة معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات ودعمه الدائم لكافة الجهود العلمية والبحثية التي تمس قضايا المجتمع
عدد اليوم
