السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«الخـارجـية» مسيرة من حكمة الدبلوماسية الإماراتية عبر العالم

«الخـارجـية» مسيرة من حكمة الدبلوماسية الإماراتية عبر العالم
3 ديسمبر 2015 00:59
أبوظبي (وام) تمثل السياسة الخارجية الإماراتية نموذجاً للحيوية والفاعلية والنجاح، بفضل الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، واستطاعت دولة الإمارات بناء شبكة واسعة من العلاقات والشراكات الإستراتيجية مع العديد من دول العالم، كان لها عظيم الأثر على اقتصادها الوطني، وتعزيز حضورها ومكانتها على الصعيدين الإقليمي والعالمي. ومنذ قيام دولة الاتحاد في مطلع عقد السبعينيات من القرن العشرين، تلتزم السياسة الخارجية التي أقرها الأب المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عدداً من المبادئ الثابتة، وهي الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، وتسوية المنازعات بالطرق السلمية، وتعزيز السلام والاستقرار والأمن في الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى العمل على بناء أسس الحوار والتعايش بين الحضارات والثقافات والأديان والشعوب المختلفة، مبنية على قاعدة التسامح والانفتاح بعيداً عن نزعات الصدام والتطرف والتعصب والعنف والاهتمام بالبعد الإنساني وتقديم الدعم والمساندة إلى الشعوب التي تحتاج إليها، خاصة في أوقات الأزمات والكوارث والحروب وفيما بعدها. وتدرك دولة الإمارات أن تصاعد وتيرة التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم يرجع جانب منه إلى غياب ثقافة التعايش، وانتشار مظاهر التطرف والعنف، ولهذا تدعو في مختلف المحافل الإقليمية والدولية إلى ضرورة وضع إستراتيجيات تعزز من قيم الحوار البنّاء بين الثقافات، واحترام المعتقدات والأديان ونشر ثقافة السلام؛ بهدف التصدي لمحاولات تشويه الأديان والتحريض على الكراهية الدينية. وتدعم دولة الإمارات كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى تحقيق الأمن وترسيخ السلام والاستقرار في المنطقة والعالم؛ ولذلك يحظى دورها في هذا الشأن بالإشادة والتقدير من جانب دول العالم أجمع، وينظر إليها باعتبارها نموذجاً يحتذى به إقليمياً وعالمياً في تعزيز قيم التآلف والتعايش المشترك بين الثقافات والحضارات المختلفة. وتمثل وزارة الخارجية منذ إنشائها مقومات المجتمع الإماراتي ونافذته على العالم الآخر ينشر من خلالها فكر ورؤية القيادة الإماراتية التي تؤكد قيم الإخاء الإنساني، وتدعو دائماً إلى رفع المعاناة عن الإنسان، بصرف النظر عن جنسه أو دينه، مشددة على ضرورة تعميق قيم السلام العالمي، وحل النزاعات بالطرق السلمية وعبر الحوار. وتشكل وزارة الخارجية عبر إداراتها المختلفة وبعثاتها الدبلوماسية المنتشرة حول العالم، ومن خلال سفرائها وممثليها ودبلوماسيها صلة الوصل بين قيادة دولة الإمارات الرشيدة وشعوب العالم بجميع أطيافه، وتعمل على تعزيز أواصر الصداقة والتعاون بينها وبين دول العالم على مختلف الصعد والمجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وتتبنى مبادئ قيادتها التي تهدف إلى الحفاظ على الإنسان ورفع مستواه الفكري والحضاري وتطوير مفاهيم التطور والحضارة الإنسانية ودعم عوامل التنمية والنهضة الاقتصادية والثقافية وإرساء دعائم السلام والإخاء في العالم، الأمر الذي أكسب المواطن الإماراتي احتراماً وتقديراً كبيرين أينما حل خارج الإمارات، وأضاف إلى صورة الإمارات على الساحتين الإقليمية والدولية مزيداً من العلامات المضيئة. وفي العاشر من فبراير الماضي وبحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم، دبي رعاه الله، أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن الهوية الإسلامية والعربية لدولة الإمارات العربية المتحدة هي مصدر تقدمها وانفتاحها على العالم، وشدد سموه على أن دولة الإمارات صغيرة بمساحتها كبيرة بتأثيرها على مسار التطور العالمي، وأنها أرض كانت صحراوية في زمن مضى لتنبت اليوم الكثير من الخيرات وتشمخ بالعمران ومعالم النهضة والحداثة. وأكد سموه، خلال الكلمة التي ألقاها في أعمال اليوم الثاني من القمة الحكومية 2015 التي عقدت في دبي وحملت عنوان «نحن الإمارات» وغطت كل مناحي التقدم الحضاري الذي تشهده الدولة في مختلف المجالات، «أن طبيعة الإنسان الإماراتي المسالمة والمحبة للخير مكنت دولة الإمارات من تكوين صداقات مع مختلف شعوب العالم»، مشيراً سموه إلى أن العلاقات الدبلوماسية لدولة الإمارات تمتد اليوم إلى أكثر من 187 دولة حول العالم، منوهاً بأن من يقصد الإمارات للحياة والعمل سوف يثري تجاربه من تفاعله مع الشعب الإماراتي وعلى العكس أيضاً، فقد أكد سموه أن شعب الإمارات سيثري تجاربه من تفاعله معه وسيستفيد من خبراته. كما أكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية أن دولة الإمارات ومن خلال علاقاتها الطيبة مع مختلف دول العالم، نجحت في بناء منظومة متكاملة لمستقبل مشرق. وشدد سموه على أن سياسة الدولة الخارجية المبنية على الإيجابية وبناء جسور التعاون بين أبناء الإمارات ومختلف شعوب العالم أسهمت في تعزيز قدرة الدولة على استقطاب الأفضل من كل أنحاء العالم، مشيراً إلى الحضور المميز لعدد كبير من القيادات العالمية في القمة الحكومية. وحول الدور الرائد للبعثات الدبلوماسية للدولة في الخارج، قال سموه: «لا بد لي هنا أن أنوه بنجاح الإمارات بتكريس علاقات دبلوماسية متينة مبنية على الاحترام المتبادل مع دول العالم، فاليوم بلغ عدد بعثاتنا الدبلوماسية 105 بعثات حول العالم، التي لها دور أساسي في تعزيز أواصر التعاون والتنسيق بيننا وبين الأصدقاء والأشقاء وبناء علاقات تجارية واقتصادية وسياسية وثقافية متينة.. هذه البعثات بكوادرها الوطنية هي التي تتولى تصدير قصة الإمارات إلى العالم». وخلال الخطاب الذي ألقاه سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان في أكتوبر الماضي أمام المناقشة العامة للدورة الـ 70 للجمعية العامة للأمم المتحدة، قال سموه، إن دولة الإمارات حذرت من أن تهديدات وأخطار التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها «داعش»، والأخرى المرتبطة بتنظيم القاعدة لا تقف عند حدود جغرافية معينة بل تتجاوز المنطقة برمتها، وتشكل خطراً على سائر الدول والمجتمعات. ونوه سموه بالمشاركة الفعالة لدولة الإمارات ضمن جهود المجتمع الدولي لمساعدة الدول المتضررة على مواجهة هذه الأخطار، وأكد التزامها بالتعاون والتنسيق مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتصدي للتطرف والإرهاب. وأشاد سموه بهذا السياق بالدور الذي لعبه الأزهر الشريف في مواجهة الفكر المتطرف، وتجديد الخطاب الديني، وجدد في الوقت نفسه موقف دولة الإمارات المبدئي في دعمه جمهورية مصر العربية، معتبراً ما حققته حكومتها في غضون فترة قصيرة بمثابة خطوات كبيرة نحو تعافيها وتعافي المنطقة واستقرارها. وتطرق سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان إلى الوضع في اليمن، وأعرب عن ارتياحه إزاء عملية استعادة سيطرة الشرعية اليمنية على باب المندب، واعتبر هذه الخطوة بمثابة بداية النهاية لسيطرة الانقلابيين ومن يدعمهم في اليمن مجدداً موقف دولة الإمارات المتواصل في سعيها مع المجتمع الدولي لإعادة العملية السياسية وفقاً للمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وأيضاً في دعمها للتحالف العربي لرفع قدرات الشعب اليمني لإعادة الاستقرار لبلاده وعبر التزام الإمارات أيضاً بدعم الجهود الإنسانية لتلبية الاحتياجات الماسة للشعب اليمني الشقيق. وبشأن ليبيا، عبر سموه عن قلق دولة الإمارات إزاء استمرار عدم الاستقرار في ليبيا، وشدد على ضرورة رفع الحظر المفروض على قدرات الحكومة الليبية المنتخبة لتمكينها من محاربة التنظيمات الإرهابية والتصدي للتهديدات العابرة للحدود. وحول الأزمة السورية، دعا سموه مجلس الأمن الدولي للقيام بدوره الأساسي لضمان عملية الانتقال السياسي للسلطة، وحث المجتمع الدولي على استمرار تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري، وأكد استمرار التزام دولة الإمارات بموقفها القومي والإنساني في دعم الشعب السوري والتخفيف من معاناته. وأكد سموه مجدداً تضامن دولة الإمارات مع العراق سواء في جهوده لمكافحة تنظيم داعش أو في مجال دعم البرامج الإنسانية، وشجع حكومة العراق على أن تكون الإصلاحات التي تقوم بها شاملة ومنصفة وعادلة لجميع مكونات الشعب العراقي. وجدد سموه في خطابه أمام الجمعية العامة موقف دولة الإمارات الثابت من مسألة الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى. وبشأن القضية الفلسطينية، حذر من مشاعر الظلم والإحباط التي تولدت جراء استمرار الاحتلال الإسرائيلي وانتهاكاته لحقوق الإنسان، التي من شأنها أن تتيح المجال للجماعات المتطرفة لاستغلال الأوضاع الإنسانية الخطيرة، وبث الأفكار المتطرفة بين الشباب المحبط. وفي السادس من مايو الماضي، وقعت دولة الإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأوروبي بمجلس الاتحاد الأوروبي في بروكسل على اتفاقية ثنائية يعفى بموجبها مواطنو الدولة من تأشيرة «الشنغن». وتعد دولة الإمارات بذلك أول دولة عربية تحظى بالإعفاء من تأشيرة الدخول إلى دول منطقة «الشنغن»، حيث سيكون بإمكان مواطني الدولة حملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة والمهمة والعادية السفر إلى 34 دولة أوروبية لقضاء مدة 6 أشهر في كل سنة على ألا تزيد مدة البقاء عن 90 يوما في الزيارة الواحدة. وبذلت وزارة الخارجية وبعثاتها الدبلوماسية في أوروبا جهودا كبيرة ومباحثات معقدة خلال السنوات الثلاث الماضية لاستصدار قرار من المفوضية الأوروبية لإعفاء مواطني الدولة من تأشيرة «الشنغن» ساعدها على ذلك ما حققته الدولة من مكاسب على صعيد الانفتاح الواسع على دول العالم، الذي أثمر عن إقامة شراكات إستراتيجية سياسية واقتصادية وتجارية وثقافية مع معظم الدول في مختلف قارات العالم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©