الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

انفعالات سلبية عين خير مع الدكتور مصبح

25 مارس 2009 02:30
المشكلة عزيزي د. مصبح: إنني أبكي وأنا أكتب هذه الرسالة، أنا فتاة عمري 23 سنة، تنتمي لأسرة بسيطة مكونة من شقيقين وشقيقة أصغر مني، نشأنا منذ الصغار على خلافات ونزاعات وإهانات وعنف والدي مع والدتي، حتى مللنا عصبيته وغضبه وقسوته معنا دون مبرر، وملّ الجيران والأقارب من كثرة تدخلهم دون فائدة. أنا حزينة على سنوات عمري التي مرت وأنا بعيدة عن والدي رغم وجوده معنا، وبت أحسد أصدقائي على آبائهم، فلا يمر يوم واحد لا يتشاجر فيه مع أمي أو معنا بسبب أو دون سبب، في الوقت الذي نفعل أقصى ما في جهدنا لإرضائه. وأنزعج وأخجل كلما أسمع الآخرين ينتقدونه أو يلومونه، وفي الوقت ذاته ألوم نفسي عندما أستشعر كراهيتي له، وكثيراً ما ألوم نفسي عندما أواجهه بالاعتراض والصراخ والتصرفات التي لا يجب أن تصدر عن فتاة متعلمة تجاه أبيها، وفقدت الثقة في نفسي لدرجة أنني أخشى الزواج، وأخاف أن أتزوج رجلا مثله، فلن أحتمل أن تكون حياتي بعد الزواج كما أعيشها الآن، وأخشى أن أتزوج فيعايرني زوجي بأفعال أبي. لقد آثرت الابتعاد والرفض. لقد تقدم لي شاب ولم يناقشني في الأمر، وعلمت أن أبي أبلغه رفضي رغم أنه لم يسألني، والمحزن أننا لا نعرف لتصرفاته معنا سبباً واضحا».أرجو النصيحة. سمراء ص. النصيحة ابنتي العزيزة: أشكر حسن ظنك بنا، وأود أن أخفف عنك انفعالاتك السلبية، هوني عن نفسك يا سمراء، فنحن في النهاية بشر لدينا قدراتنا المحدودة التي تقف عاجزة أمام الكثير من الأمور والأوضاع التي لا يمكن تغييرها، ومع تقديري لظروفك، ألمس حبك لأبيك رغم كلماتك الغاضبة، وعلينا أن نتعامل معه كما هو، وإن لم تتغير علاقته بوالدتك، أو لم تتبدل تصرفاته إلى الأفضل. فهناك آباء كثيرون يفعلون ذلك، ولا يجدي الصراخ والبكاء والاستنكار لما يفعلونه، ولا يمكن أن نختار آباءنا، فالخطوة الأهم تتمثل في عدم الانفعال أو التفاعل ولا تتدخلي في هذه الخلافات أو الصراعات التي أصبحت عادة يومية بما يسبب الخروج عن شعورك ورفع صوتك على أبيك بما يشعرك بالذنب. وهذه ليست سلبية، فالانسحاب أولى طالما أن التدخل لن يجدي بل تترتب عليه نتائج سلبية. أما الأمر الذي يقلقك بشأن من يتقدم إليك، فنقول لك إن الشاب القادم لخطبتك ما دفعه سوى معرفته بك وبخصالك حسب رؤيته لما يحتاجه في زوجة المستقبل، وهو قادم من بيت أيضًا له مشاكله الخاصة به، ولا يتوقع أن يدخل بيتًا خاليًا من المشاكل والأزمات، ولا يتصور أنه سيتعامل مع أناس مثاليين، بالتالي فهذا الشاب الذي يعرفك ويرغب في الارتباط بك سيتحمل هذا الأب وطباعه سلبا وإيجابا حتى يفوز بك، لذا أتركي أباك في حاله وتفرغي لنفسك ولمستقبلك، وثقي أن هذا النمط من الشخصية لا تتبدل إلا من تلقاء نفسها، وأكثري من الدعاء له بالهداية، وحاولي وكل أفراد الأسرة تجنب إغضابه قدر الإمكان، وسيأتي اليوم الذي يتغير من تلقاء نفسه إن شاء الله
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©