وصفت نشرة ''أخبار الساعة'' استقالة وزير الداخلية الفلسطيني هاني القواسمي التي رفضها رئيس مجلس الوزراء إسماعيل هنية بأنها قمة جبل الجليد الذي طفا على السطح، معتبرة أنها إحدى نتائج وتجليات الأزمة السياسية وليست أزمة في حد ذاتها·
وأضافت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها أمس تحت عنوان: ''بوادر شقاق في الحكومة الفلسطينية'' أنه على الرغم من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية فإن التناقضات المبدئية بين ''حماس'' و''فتح'' ما زالت قائمة، إضافة إلى الهواجس ومظاهر الشك المتبادل، وربما كانت وزارة الداخلية هي أكثر الوزارات التي تأثرت بهذا الوضع وظهرت فيها نتائجه بشكل جلي· حيث ظلت ''فتح'' و''حماس'' تحتفظان بميليشياتهما وأسلحتهما الخاصة في تناقض بين منطق الدولة ومنطق الميليشيا·
وأكدت النشرة أنه طالما ظلت الساحة الفلسطينية غير قادرة على الاتفاق على سلاح واحد يأتمر بسلطة واحدة والقضاء على فوضى السلاح لن يكون بمقدور أي وزير داخلية أن يقوم بدوره·
وقالت النشرة إن هناك تناقضاً مبدئياً واضحاً بين ''حماس'' و''فتح'' بشأن العلاقة مع إسرائيل يمكن أن تظهر آثاره على السطح في حال تحركت عملية السلام، وهناك تناقض بشأن العلاقات الخارجية وهذا لا يبقى من حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية إلا إطارها الرسمي الذي لن يستطيع كثيراً إخفاء التناقضات التي ستظهر حتماً·
وأكدت النشرة أن الساحة الفلسطينية لم تزل بحاجة ماسة إلى حوار وطني يقود إلى الاتفاق على رؤية واحدة حول الداخل والخارج وتكون بمنزلة ميثاق وطني جامع يتسم بالقدسية والاحترام· وشددت على أن الحاجة إلى هذا الميثاق الوطني تزداد؛ لأن الساحة الفلسطينية مقدمة على لحظات فارقة في تاريخها تتعلق بعملية السلام والرؤى الإقليمية والدولية التي يتم طرحها في إطارها وهي رؤى تحتاج إلى موقف فلسطيني واحد لأنها ربما تنطوي على تسوية تاريخية لملف الصراع التاريخي· (وام)
عدد اليوم
