الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عجمان.. من «حصان أسود» إلى «حمل وديع»

عجمان.. من «حصان أسود» إلى «حمل وديع»
8 ديسمبر 2014 00:00
رضا سليم (دبي) عجمان.. فرس الرهان إلى أين؟! سؤال يطرح نفسه بقوة في الشارع الكروي، بعد تراجع بطل كأس المحترفين في الموسم قبل الماضي إلى المركز قبل الأخير، ودخوله دوامة الهبوط المبكر، بعدما سجل 6 نقاط، في 10 مباريات، لم تكن كافية لإبعاده عن منطقة الخطر، ليقبع مع فريق اتحاد كلباء في المؤخرة. فوز واحد و3 تعادلات، هي محصلة مشوار الفريق «البرتقالي» في دوري الخليج العربي حتى الآن، حيث يعتبر الفريق ثاني أضعف دفاع في الدوري بعد كلباء، بعدما اهتزت شباكه بـ25 هدفاً، في الوقت الذي لم يسجل خط هجومه سوى 10 أهداف بمعدل هدف في كل مباراة، ويأتي ترتيب الهجوم في المركز الثاني عشر أيضاً. كانت الخسارة أمام الشباب في الجولة العاشرة هي الثالثة على التوالي، حيث لم يحقق أي نتيجة إيجابية بعد التعادل مع الوحدة في الجولة السابعة وسبقها الفوز على كلباء 3-2، ورغم أن عجمان اعتاد مواجهة «الكبار» في بداية الموسم إلا أنه اعتاد أن يفاجئ الجميع بالعروض القوية. تراجع رقميوتُعد النقاط الست، هي الأقل في مسيرة الفريق على مدار 4 مواسم، منذ صعد لدوري المحترفين موسم 2011-2012، حيث حقق 12 نقطة في أول 10 مباريات، وفي موسم 2012-2013، حصد 11 نقطة في 10 مباريات، بينما حصد في الموسم الماضي 7 نقاط في 10 مباريات. هناك العديد من المشاكل الفنية، التي كشفتها المباريات الماضية، في مقدمتها المشكلة الدفاعية وعدم ثبات التشكيلة في الخط الخلفي بسبب التغييرات المستمرة لغيابات اللاعبين، سواء للإصابة أو الإيقاف، وهو ما نتج عنه عدم انسجام اللاعبين فيما بينهم، رغم وجود العراقي أحمد إبراهيم في قلب الدفاع، في الوقت الذي تراجع مردود اللاعبين الأجانب الأربعة دون أسباب واضحة في مقدمتهم كابي، الذي لم يسجل سوى 5 أهداف في 10 مباريات، بالرغم من أنه الورقة الرابحة لفريقه، في الوقت الذي اختفى فيه المغربي إدريس فتوحي على عكس بدايته مع الفريق، وأيضا بكاري كوني الغائب عن مستواه. من ناحية أخرى، باتت التغييرات المستمرة في تشكيلة «البرتقالي» لغزاً كبيراً من قبل الجهاز الفني بقيادة التونسي فتحي الجبال مدرب الفريق، والذي يملك سيرة ذاتية رائعة في الدوري السعودي، إلا أن المدرب لا يزال يجري تغييرات في التشكيلة الأساسية على مستوى الخط الخلفي والارتكاز والأطراف، لدرجة أنه في مباراتين قام بالتبديلات، ثم عاد وأخرج اللاعب البديل، ودفع بلاعب ثالث في نفس المركز، وحدث ذلك في المباراة قبل الماضية أمام الشارقة، عندما خرج مسعود حسن مصاباً ولعب عبدالله صالح، ثم خرج صالح، ولعب عادل الحمادي، وفي المباراة الأخيرة أيضاً، لعب منصور محمد، ثم خرج مرة أخرى، ويأتي عدم ثبات التشكيلة أحد الأسباب الرئيسية في النتائج المخيبة للبرتقالي. ورغم أن إدارة النادي جددت الثقة في الجهاز الفني واللاعبين، عقب الخسارة الرباعية أمام الشارقة، إلا أن الفريق خسر أمام الشباب، وهو ما ينبئ بتغييرات على مستوى بعض اللاعبين المواطنين والأجانب خلال فترة الانتقالات الشتوية، خاصة أن إدارة النادي اعتادت ألا تندفع في قراراتها وألا تصدر قرارات انفعالية. رأي محايد وطرحنا القضية على عدة أطراف، للبحث في المشاكل التي يواجهها الفريق «البرتقالي»، وهل هو قادر على العودة، خاصة أن فارق النقاط بين دوامة الهبوط ومنطقة الأمان 3 نقاط فقط، حيث يسبقه في الترتيب الشارقة والفجيرة والظفرة أم سيواصل نزيف النقاط؟ وأكد منذر عبدالله المحلل الفني والخبير الكروي في قنوات أبوظبي الرياضية، أن هناك العديد من السلبيات والمشاكل التي تواجه فريق عجمان، في مقدمتها تراجع مستوى الأجانب بشكل واضح رغم احتفاظ النادي بنفس المجموعة من العام الماضي، إلا أنهم لم يقدموا الإضافة المطلوبة، وبالتالي أثر على عطاء الفريق في الملعب، ومن المفترض أن يمثل الرباعي الأجنبي الورقة الرابحة للفريق، خاصة أن تعاقدات المواطنين ليست قوية، بجانب أن إدارة النادي لا تفضل تغيير الأجانب، لأن ذلك سيكلفها الكثير برحيل لاعبين والتعاقد مع جدد، وعدم توفر الإمكانيات المادية. وأوضح منذر أن النتائج السابقة لفريق عجمان دفعت كل فرق الدوري للتعامل معه بشكل مختلف هذا الموسم، والحذر منه، وتحولت النتائج الجيدة إلى نقطة سلبية للفريق البرتقالي، مؤكداً أن الدعم الإداري للفريق ليس بنفس ما كان في المواسم الماضية، وهو ما أثر على استقطاب لاعبين مواطنين على مستوى جيد لدعم الصفوف، ومن خلال المباراة نكتشف النقص في بعض المراكز في الفريق، كما لم تستطع الإدارة أن تعوض اللاعبين الذين رحلوا من الفريق، وسد النقص، وربما تكون هناك مشكلة إدارية لا نعرفها في جلب اللاعبين. وأشاد منذر عبدالله بالمدرب فتحي الجبال، وقال: «المدرب له سيرة جيدة في الدوري السعودي، وربما المشكلة التي يواجهها هي انتقاله من الدوري السعودي إلى دورينا وعدم وجود “فلسفة” واضحة للفريق، في الوقت الذي من الممكن أن يكون المدرب لم يتعرف على إمكانيات اللاعبين حتى الآن، وربما يعود الأمر إلى عدم وجود استراتيجية واضحة داخل النادي بالبقاء في دوري الخليج العربي، أو هدف واضح يسعى إليه المدرب، وهو ما جعل الفريق بدون شخصية واضحة». وأضاف: «من الصعب أن نحمل المدرب مسؤولية التراجع وهناك أمور يراها في التدريبات ومن خلال التعامل مع اللاعبين، وبالتالي هو من يختار التشكيلة والخطة التي يراها مناسبة، رغم أننا لم نجد له شكلا ثابتا نستطيع تقييم أداء اللاعبين من خلاله». وطالب منذر عبدالله إدارة النادي بتعديل وضعها خلال فترة «الميركاتو» الشتوي، فيما يخص الأجانب، ويحاول المدرب خلال المباريات المتبقية قبل فترة التوقف استعادة وعي الفريق بأي نتائج إيجابية واستغلال التوقف الطويل في إعادة الفريق لوضع الطبيعي. خميس : إهدار الفرص وضعنا في موقف حرج عجمان (الاتحاد) قال علي خميس لاعب فريق عجمان إن عدم التوفيق وسوء الحظ يلازمان الفريق في المباريات التي لعبها مؤخراً، والتي لو نجح في تحقيق الفوز بها أو الخروج بنتيجة إيجابية لكان الوضع قد تغير كثيراً لعجمان، خاصة في آخر مباراتين، ومن تابع مباراة الشارقة لا يظن أن عجمان خسر بالأربعة، بل كان يستحق الفوز بنفس النتيجة، كما كان التعادل هو النتيجة العادلة في مباراة الشباب الأخيرة. وأوضح لاعب عجمان أن الفريق بشكل عام يقدم مستوى أفضل فنياً من الموسم الماضي، ولكن النتائج لا تخدمه، بجانب أن إضاعة الفرص السهلة ظاهرة واضحة، وقال: «وصولنا إلى مرمى المنافسين يمثل نقطة إيجابية، ولكن الأهم أن ننجح في اللمسة الأخيرة، ولدينا ثقة كبيرة في العودة في مباراة الوصل المباراة وتحقيق الفوز الواحد سيعيدنا إلى مكاننا الطبيعي، خاصة أن هناك 3 فرق تسبقنا بفارق 3 نقاط فقط. عبدالله حسن: غياب القاعدة سبب الأزمة ! سند حميد: السر في هبوط مستوى الأجانب عجمان (الاتحاد) قال عبدالله حسن المحاضر الدولي في الاتحاد الآسيوي، وعضو لجنة الدراسات الاستراتيجية في اتحاد الكرة: «المشكلة الحقيقية التي تواجه عجمان هي بناء قاعدة من المراحل السنية تدعم الفريق الأول، ومع احترامنا لإدارة عجمان، إلا أن الخلل من القاعدة لأن عجمان ليس لديه إمكانية التعاقد مع لاعبين على مستوى عالٍ، وبالتالي الحل لابد أن يكون في وجود أبناء النادي، بالإضافة إلى أن الفريق الأول لا يظهر به أي عدد من اللاعبين الشباب مثلما يظهر في أندية أخرى مثل الشباب والوحدة والشارقة وغيرها، بالإضافة إلى أن عجمان هو النادي الوحيد في الإمارة ولابد أن يحافظ على تواجده في دوري الخليج العربي». وأضاف: «إدارة النادي من المفترض أن تتعاقد مع لاعبين يحققون الأهداف المرسومة، سواء البقاء أو تحقيق مركز معين، وكان على عجمان أن يستفيد من درس الموسم الماضي، لأن ذلك تكرر وتحسن الفريق في الدور الثاني، وفي بداية الموسم كان عجمان يسعى للتعاقد مع مدرب فرنسي ثم عاد للتعاقد مع مدرب تونسي، كما أن هناك خللا في أداء اللاعبين الأجانب، ويبدو أن بوريس كابي قد وصل إلى مرحلة الشعور بأن الفريق لا يساعده، ورغم أن الفريق يصنع الفرص إلا أن كابي بعيد عن مستواه، وأيضاً بكاري كونيه أقل من الموسم الماضي، وأحمد إبراهيم يصفق بمفرده في الدفاع». وأوضح أن أمام إدارة النادي 40 يوماً لتعديل الأوضاع، والتعاقد مع لاعبين ولو على سبيل الإعارة من أجل عودته من جديد، وأعتقد أن «البرتقالي» قادر على العودة، خاصة أنه لم يبتعد كثيراً عن منطقة الأمان التي من الممكن أن يعود إليها. عجمان (الاتحاد) اعترف سند حميد مدير فريق عجمان بوجود مشاكل أدت إلى خسارة الفريق في المباريات الماضية وعدم تحقيق الفوز في آخر 3 مباريات، وقال: «أبرز المشاكل التي تواجه الفريق هي عدم تسجيل الأهداف، والطبيعي أن أي فريق يهدر الفرص، لابد أن يدخل أهدافا في مرماه، وهذا ما حدث مع عجمان هذا الموسم، وهناك كم كبير من الفرص المهدرة من خط الهجوم وترتد إلى أهداف في مرمانا». وأضاف أن المشكلة الثانية التي تواجه الفريق هي ضعف أداء اللاعبين الأجانب، لأنه من المفترض أن يكون الرباعي الأجنبي الورقة الرابحة، وهم أعمدة الفريق، إلا أن المباريات الماضية أثبتت تراجع مستواهم وأنهم لم يصنعوا الفارق المتوقع للفريق وهو ما ظهر في النتائج حتى الآن. وتطرق سند إلى مشكلة الأهداف الكثيرة في مرمى البرتقالي، وقال: «مشكلة خط الدفاع أنه بلا قائد، وبالتالي يحدث نوع من الارتباك وعدم التنسيق بين اللاعبين في أدوارهم في الخط الخلفي، وتقدم لاعب وتأخر آخر، ولكن على مستوى اللاعبين هم أنفسهم من العام الماضي وليس صحيحاً أن الجدد أقل مستوى، لأن الجدد لا يلعبون باستثناء عبدالله صالح.» وأوضح مدير الفريق أن المدرب فتحي الجبال يقدم كل ما لديه مع الفريق، بشهادة اللاعبين أنفسهم، وأن التراجع للمركز قبل الأخير ليس نهاية المطاف، وقال: «لدينا القدرة على العودة مجدداً في المباراة المقبلة، وفوز واحد يعيد لنا الاتزان، والأهم أن يحالف الفريق التوفيق في المباريات وننجح في تحويل الفرص المهدرة إلى أهداف.»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©