آه.. أبا خلف.. أنت فقيد مزاينة «الظفرة» التي جعلت منها عيداً سنوياً لأصحاب الإبل من أبناء الخليج والجزيرة، يتوافدون إليها زرافات ووحداناً من كل فج عميق.
لكل منا له حكايته الخاصة معك، ولكل إنسان قصته التي سيرويها لأحبته مع مواقفك النبيلة وشخصيتك الأصيلة، ولكل منا له نصيب من ابتسامتك ورجولة مواقفك وكأنك أبيت إلا أن توزعها بالتساوي بين الجميع وألا تحرم منها أحداً.
رحل وأحلامك لم تنته بعد، وإنجازاتك لن يحصيها عدد، وكل ذرة رمل في بينونة تناديك، وكل حروف الشعر تبكيك، وكل أصالة التراث تنعيك.
كم كنت طماعاً حتى الجشع في حب الوطن والتفاني في خدمته، وكم كنت بخيلاً في التخلي عن ذلك الحب والحلم برفعته، وكم كُنْت محمود الصفات وكم كنت خير سلف لمي وخلف.
ارقد بأمان في قبرك سيدي، فقد أوصلت رسالتك وأديت أمانتك، وشمعتك التي أوقدتها في الظلام أضحت شمساً تنير الدرب للكثير ممن ساروا خلفك، فلا تزال نار مجلسك العامر تتقد، لم تنطفئ بغيابك، ولن تخفت، ولا يزال منصور يقدم القهوة للحضور، وهو يخفي لوعة وحسرة خلف ابتسامته المرتبكة، ولا يزال الأوفياء يتقاطرون للحضور، مستحضرين في حديثهم فضائل خلقك، ومناقب سيرتك العطرة، بكل وفاء وألم وحسرة، ومؤمنين بقضاء الله وقدره.
نقطة آخر السطر
جائزة أبوظبي عنوانها خير بلاحدود، ولست أجد خيراً أكثر من منحها لاسم محمد خلف المزروعي في دورتها المقبلة، ولا خير إن لم يحصل عليها بوخلف.
ومسرح شاطئ الراحة لا يستحق أحد أن يحمل اسمه أحد، أكثر من الذي منحه قبلة الحياة، بعد أن كاد يموت سريرياً.
حمد الحميري
عدد اليوم
