باريس - وكالات الأنباء: يُنتظر أن يتنافس 12 مرشحا في الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية الفرنسية غدا الأحد، لكن ينفرد 4 منهم بحظوظ الانتقال الى الجولة الثانية يوم 6 مايو المقبل، هم مرشح حزب ''التجمع من أجل الجمهورية'' الحاكم، نيكولا ساركوزي ومرشحة ''الحزب الاشتراكي'' سيغولين روايال، ومرشح الوسط فرانسوا بايرو، وزعيم حزب ''الجبهة الوطنية'' القومي المتطرف جان ماري لوبن، ولا تتجاوز النتائج المرتقبة لبقية المرشحين 2% باستثناء اوليفييه بزنسنوه (3,5%)·
واختتم المرشحون حملاتهم الدعائية أمس في آخر مسعى لكسب التأييد في اقتراع يبشر بجيل جديد من الساسة في فرنسا بعد اعتزال الرئيس الحالي جاك شيراك العمل السياسي، وهو آخر الباقين من جيل سياسي شكله الرئيس الأسبق الراحل جنرال الحرب العالمية الثانية شارل ديجول· وقد بلغ عدد الناخين رقما قياسيا، حيث تم تسجيل 44 مليون و5 ألف ناخب مقابل 41 مليون و200 الف ناخب بزيادة 300 ألف ناخب في آخر انتخابات رئاسية عام ·2002
ورغم أن 40% من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد، تتوقع جميع الاستطلاعات خوض ساركوزي وروايال جولة إعادة، فيما أظهر أحد آخر الاستطلاعات أمس أن ساركوزي سيفز في النهاية بنسبة 53,3% من الأصوات مقابل 46,5% لمنافسته· ومنحت 4 استطلاعات للرأي بشأن الجولة الأولى ساركوزي تأييدا يتراوح بين 27 و30 % وروايال بين 22,5 و25% في المئة وبايرو بين 15 و20 % ولوبن بين 13 و15,5%·
في الظهور الأخير للمرشحين، زار ساركوزي مزرعة للثيران في مرسيليا جنوب فرنسا بينما تجولت روايال في شارع تعرض متاجره احدث خطوط الموضة في باريس وزار مرشح الوسط فرانسوا بايرو نصبا تذكاريا للحرب العالمية الأولى في فيردون بعدما هاجم في مسقط رأسه مدينة بو جنوب غربي فرنسا ''التجمع من أجل الجمهورية'' و''الحزب الاشتراكي''·
وقال ''ان هذين الحزبين اللذين جرانا الى الهاوية تحيط بهما قوى اخرى تحتكر بالخصوص وسائل الاعلام''· وتساءل ''من هؤلاء الناس· أين الامتياز الذي يعطيهم وحدهم الحق في الحديث باسم الديمقراطية؟''· وفي نيس، هاجم لوبن منافسيه الثلاثة، قائلا إنهم ''ورثة سياسيين فاشلين دمروا كل شيء في فرنسا ويحاولون اعادة الكرة''· اتهم النخبة السياسية بتقويض النسيج الاجتماعي والسياسي لفرنسا· وقال ''أنا فخور بأن اقودكم الى النصر لأنني اشعر أن التغيير في الافق مثل اشارة من السماء· نعم· انتهت هذه المسرحية· وحان الوقت للتخلص من هذه الفوضى''·
واعتبر ساركوزي مجددا نفسه وريث الزعيم الاشتراكي مطلع القرن العشرين جان جوريس وطلب من أنصاره أن يتبنوا حلمه في تحقيق ''نهضة'' لاستعادة قوة فرنسا الذابلة· وانتقد بشدة من يصفونه بأنه عصبي· وقال في مرسيليا ''نلت نصيبي من الإهانات والأكاذيب عندما لا يكون لدى المرشحين أية أفكار ولا حجج ولا قناعات· عندما لا يؤمنون بشيء ولا يعملون عندئذ لا يكون أمامهم أي خيار سوى الإهانة والأكاذيب والغمز''· وقال في حديث لصحيفة ''لوباريزيان'' نشرته أمس ''إنني مغطى بالندبات وكل الذين يحاولون قول ذلك عني همهم فاشيون بشكل ما· ''لن أرد على الشتائم لأن هذا ليس لائقا بالمنصب الرئاسي في فرنسا''·
واعتبرت روايال الفرنسيين الى المشاركة بكثافة في الاقتراع أن ساركوزي ''يثير قلق فرنسا''· وقد تلقت في تولوز جنوب غربي فرنسا مساء أمس الأول دعم رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه لويس ثاباتيرو·
وقال زعيم ''الحزب اشتراكي الاسباني'' وهو يبتسم الى جانبها المرشحة ''ان سيجولين روايال تجسد حيوية الشخصية وهدوء الطباع وتمثل سيرة جديدة في التصرف والحكم وتجسد وعود نجاح الاشتراكية· أدعم سيجولين في هذه المرحلة الحاسمة· لقد أظهرت لنا عشقها لبلادها ولمواطنيها''· واشادت روايال برئيس حكومة ''مبتكر ومتمسك باصلاحات كبيرة''·
وقارنت بينه وبين ساركوزي، قائلة ''ان ثاباتيرو سحب القوات الاسبانية من المستنقع العراقي وارسى اسس مكافحة هيمنة الرجال· أما ساركوزي فقد ركع امام جورج بوش في واشنطن ولا طموح له سوى تولي السلطة''· وأبلغت حشدا من أنصارها ''الديمقراطية بحاجة إليكم· الجمهورية الفرنسية تحتاج إليكم لأنها اليوم مهددة بالتمزق''·
عدد اليوم
