الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

مبادرة «الفن من أجل التنمية»... الرسالة وصلت والصورة أبلغ من الكلام

مبادرة «الفن من أجل التنمية»... الرسالة وصلت والصورة أبلغ من الكلام
23 نوفمبر 2013 23:35
لم تقتصر معروضات “فن أبوظبي” المنصة السنوية للفنون والتصاميم الحديثة والمعاصرة التي تقام تحت رعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في منارة السعديات وجناح الإمارات بجزيرة السعديات بأبوظبي، على المقتنيات واللوحات الفنية والبرامج الحوارية والنقاشات الفنية والفكرية، بل عرض عدة مبادرات إنسانية لأول مرة في هذه المنصة، بحيث جعلت الفن في خدمة التنمية والمجتمع، ومن هذه المبادرات” مبادرة الفن من أجل التنمية” لسمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، تحت شعار” نعمل معا من أجل تحسين صحة المرأة والطفل”. مشاركة أول مرة تشارك “مبادرة الفن من أجل التنمية”، التي تهدف إلى تحسين وضع المرأة الصحي في العالم، من خلال العناية الصحية والتكوين والتدريب لتقليص عدد وفيات السيدات أثناء الوضع، للمرة الأولى في “فن أبوظبي”، لإيمانها بالدور الريادي لهذه المنصة في التعريف بالمشاريع والمبادرات الفنية والإنسانية. في هذا الجناح الذي استقطب جمهوراً كبيراً، ولفت انتباه الرواد نسجت صرخات الأمهات لوحات وأعمالاً فنية رصت بعناية على الجدران. وجوه نساء حملن وهناً على وهن، تعسر مخاضهن، ولفظت بعضهن أنفساهن أثناء الولادة، بعضهن نجون من الموت ليعشن بعد الوضع مضاعفات ما بعد الولادة. لوحات صُفت بجناح صمم بفنيّة من طرف فريق مبادرة “الفن في خدمة المجتمع” لتعكس رؤية أصحابها في ضرورة جذب زائر “فن أبوظبي” والمتجول في أروقته وإجباره على الوقوف أمام هذا الصرح ليتعرف على نساء يعانين حول العالم من صعوبة الوضع أثناء الولادة. حكايات وقصص وصلت للمتلقي عبر نظرات كل سيدة أو انحناءة ظهرها أمام جبروت الفقر وسطوته، بحيث صمم الجناح ليكون له مدخلين متشابهين وغير متقابلين، يخطو الزائر عتبة الجناح الأولى ليحتضنه ثم يترك له الباب مفتوحا من الجهة المقابلة، وكأنه يعطي الأمل والتفاؤل لهؤلاء السيدات اللاتي ذبلت نظراتهن وشاخت تقاسيمهن لما تعانينه من فقر وحاجة وما تتركه من آثار على الجانب الصحي. لن تموت النساء تمازجت الكتابات والصور، فكانت صوت سموّها ورؤيتها، فتفاعل معها جمهور فن أبوظبي 2013 العريض بشكل كبير، كما استقطبت المبادرة اهتمام العديد من الإماراتيين الذي عرضوا تعاوناهم الفني تطوعا خدمة لهذه القضية الإنسانية، ولفتت عبارة (لن نقبل حقيقة أنه حتى يومنا هذا، ما تزال هناك نساء تموت أثناء الوضع) العديد من الـزوار وجذبتهم للجناح. بوح رغم الصمت، وصرخة مدوية للعالم، من خلال لوحات لا تحمل ألواناً، تقتصر أغلبها على الأبيض والأسود تعكس حياة سيدات تحت وطأة الوجع، ألمهنّ سكنَ العيون، وأخريات ينظرن في الفراغ، فيما تثبتت نظرات بعضهن على الأرض، وعكست أعمال أخرى معاناة عسر ومضاعفات ما بعد الولادة، فكان القاسم المشترك بين هذه الأعمال التي احتضنها الجناح الوجع. ربما يكون السر في صدق هذه الأعمال وقدرتها على اجتذاب الناس، هو أن كورجيون (فنان فرنسي متطوع في المبادرة) أراد أن يجسد ما رآه ولاحظه على النساء اللواتي زارهن بمركز واحة في إثيوبيا، بمستشفى كوندار. جالسهن مدة أسبوع واستمع لقصصهن، ورسم معاناتهن وعكسها في أعمال فنية، تروي قصصهن، وتنقل معاناتهن للعالم، وعلى ضوء مشاركة وتطوع هذا الفن في المبادرة أكدت الدكتورة خولة السعدي ممثلة سمو الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان أنها لم تتوقع هذا الإقبال الكبير من الفنانين الإماراتيين والذين أبدوا استعدادهم للتطوع في المبادرة، خاصة المصورين والرسامين منهم”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©