مفيد مسوح يستعرض القيم الإنسانية في مسرح الأخوين رحباني

استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع ابوظبي بالتعاون مع مجلس العمل اللبناني مساء أمس الاول في مقر الاتحاد بالمسرح الوطني بأبوظبي الباحث السوري الدكتور مفيد مسُّوح في محاضرة بعنوان “القيم الإنسانية في مسرح الأخوين رحباني”، حضرها عدد من الكتاب والأدباء والمهتمين وجمهور من محبّي الرحابنة. وسلّط الدكتور مسّوح في محاضرته الضوء على القيم الإنسانية في تراث الأخوين عاصي ومنصور الرحباني من خلال مسرحهما الممتد في الفترة بين عامي 1960 و1977 حيث قدما خلالها سبعة عشر عملا مسرحيا مشتركا منها خمسة عشر عملا لفيروز وعملان لصباح، مبيّناً ما أراد الرحابنة قوله من خلال نصوص وحوارات وموسيقا أعمال خلّدها تاريخ الأدب والفن. وفي تقديمه للمحاضر قال الشاعر اللبناني انطوان اسكندر “إن الدكتور مفيد مسُّوح، مؤلف الكتاب الموسوعي “جماليات الإبداع الرحباني”، هاوٍ في الأدب والكتابة، فشهادته العلمية في ميكانيكا التربة من جامعة موسكو”. واضاف” وقد عرفناه أيضاً في مجال الصحافة الثقافية الإلكترونية، فمنذ ستة أعوام أطلق موقعاً على شبكة الإنترنت باسم “جماليا” ليعرض فيه لفيفٌ من الأدباء والكتّاب والصّحفيّين أجملَ كتاباتهم الإبداعية”. وقال مفيد مسوح في محاضرته “في مسرحهما أضاء الأخوان عاصي ومنصور رحباني النقاء في خصائص الطبيعة وفي علاقة الناس بها، ففي مسرحية “جسر القمر” تحتجّ الطبيعة، بلسان الصبية المسحورة، على أنانية المتنازعين على الأرض والماء والجاه والسيطرة، وفي “الليل والقنديل” قارن الرحبانيان بين الأهالي والخارجين عنهم عبر متناقِضَة النور/الظلمة، ووصلا بنا إلى عقدة تمكَّنا من درء عواقبها، وفي “هالة والملك” يدرك الملك الحقيقة عندما يتنكّر بزيّ الشحاد، أي عندما يعود طبيعياً، كاشفاً الفرق بين ما رآه وما كانت حاشية قصره تنقله إليه من معلومات مزيّفة وحكايات كاذبة”. وفي مسرحياتهما يكرّر الرحبانيان صرختَهما في وجوه من استهتر في اكتمال الوطن بسعادة شعبه، من مثل مسرحيتي “جبال الصوان” و”أيام فخرالدين”. وتناول الباحث موضوعة الأسرة في رأى الأَخَوين رحباني، منذ انطلاقتهما في الخمسينيات، وخاصة في العادات والتقاليد والبيت، كما تناول كيفية تبوؤ المرأة في مسرحهما مكانةُ الصّدارة في المجتمع، كما تطرق الى المهن الابداعية والمهن العامة والقيم الفلسفية في علاقة الإنسان بمهنته. كما تناول مفيد مسوح الحياة كونها لغزا حيَّر الناس منذ بداية وعيهم، والحب في مسرح الأخوين رحباني باعتباره يعكس ثقافة الحياة والتفاعل معها.