السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مجالس الأجندة تدعو إلى تفعيل المواطنة العالمية والبحث عن قيادة موحدة للعالم

مجالس الأجندة تدعو إلى تفعيل المواطنة العالمية والبحث عن قيادة موحدة للعالم
14 نوفمبر 2012
مصطفى عبدالعظيم (دبي) - دعا خبراء مشاركون في مجالس الأجندة العالمية إلى ضرورة العمل على بلورة نموذج جديد لمعالجة التحديات العالمية يقوم على توحيد الجهود تحت مظلة وهوية موحدة، خاصة في ظل التحولات المتوقعة في موازين القوى الجيوسياسية خلال العقود المقبلة، بالتزامن مع النهوض الاقتصادي للصين. وشدد هؤلاء، خلال أعمال اليوم الثاني لقمة لرؤساء مجالس الأجندة العالمية التي تستضيفها دولة الإمارات والتي تختتم أعمالها اليوم، على أن صعود الصين كقوة وتحوط بعض الدول تجاهها سياسياً واقتصادياً، جعلاها عاملاً مؤثراً في النظرة الجيوسياسية المستقبلية، لافتين إلى أن قضايا الأمن الغذائي، وعدم توقع وفرة السلع وتأثرها بتداعيات التغيير المناخي، فضلاً عن القرصنة وثورة المعلومات، ستشكل أبرز المحاور التي ستساهم في رسم المعالم الجيوسياسية المقبلة، مطالبين بضرورة تفعيل نموذج المواطنة العالمية لمواجهة التحديات. وأوضح المشاركون، خلال الجلسة التي عقدت تحت عنوان “النظرة الجيوسياسية والصدمات المستقبلية”، أن مستويات الفقر المتدنية والبطالة بين فئة الشباب حول العالم، ستشكل واحدة من أبرز المخاطر المستقبلية، إلى جانب الفجوة الكبيرة بين الفقراء والأغنياء، مؤكدين أن عدم تطبيق السياسات الاقتصادية الجيدة سيخلق تداعيات سياسية متفاوته، مشيرين إلى التوترات السياسية والأزمات المالية في مناطق عدة في العالم. وأكد وو إكسينبو، الأستاذ في جامعة فودان الصينية، ضرورة إيلاء أهمية كبيرة للتوتر الحاصل بين الصين من جهة وأميركا واليابان من جهة أخرى، مشيراً إلى أن القوى الكبرى تولي اليوم أهمية كبيرة للوضع السياسي والاقتصادي في الصين. وقال إن السياسة الأميركية خلال العامين الماضيين، دخلت في سياق إحلال التوازن مقابل قوة الصين الاقتصادية، وتركت هذه السياسة أصداء في بقية أنحاء العالم، لكننا لا نزال نرى الكثير من التوتر في المنطقة. وأكد أهمية أن تُبذل جهود ثنائية أو متعددة الأطراف في المنطقة، لافتاً أن الصين ليست خطراً، بل الأمر يتعلق بنظرة الدول الأخرى إلى الصين التي اندمجت خلال السنوات الماضية مع ظاهرة العولمة. وأوضح أن الصين لم تتدخل في تحديد معالم وسياق النظام العالمي والإقليمي خلال السنوات السابقة، لكنها بدأت تتحول من مجرد نظام اقتصادي إلى نظام متكامل، مشيراً إلى تركيزها خلال الفترة الماضية على حجم النمو وليس نوعه وجودته. ولفت إلى أن الصين تعاني أزمة القرصنة في ظل ثورة المعلومات، إذ ارتفعت الهجمات الإلكترونية ضدها بنسبة 10% خلال النصف الأول من العام الجاري، نسبة 20% منها تأتي من أميركا، مشيراً إلى أن القرصنة الإلكترونية من أهم المخاطر في يومنا هذا. التغير المناخي من جهته، قال كيفين رود، عضو البرلمان الأسترالي، إن الكوارث الطبيعية المتزايدة حول العالم تؤدي إلى المزيد من العواقب، مشيراً إلى أن أستراليا معنية بكل ما يجري في المنطقة، وهي تولي اليوم أهمية كبيرة لقضايا التغير المناخي، إلى جانب المصالح التي تجمعها مع دول أخرى في العالم. وشدد على أهمية أن تقوم الصين التي تميل إلى الإصلاح وانتهاز الفرص المستقبلية بخطوات للاندماج مع نظام الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن هناك دولاً تسعى للتحوط تجاه صعود الصين سياسياً واقتصادياً. وأضاف أن الصين استفادت من النظام العالمي، وعززت من قواها، وكانت تراقب ما يحدث. وأكد أن ثورة المعلومات لها أثر كبير في رسم معالم النظام الجديد، فإلى جانب قضايا الأمن الغذائي وعدم توقع وفرة السلع الغذائية، هناك مسألة تتعلق بضخامة البطالة بين فئة الشباب تحديداً، موضحاً أن حالة عدم الاستقرار في القضايا الاستراتيجية المحلية تجعلنا غير قادرين على التكهن بما سيحدث. بدورها، قالت رئيس الجامعة الأميركية في القاهرة الدكتورة ليزا سكوت اندرسون، إن التغيرات الجذرية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن، تعد واحدة من أبرز المسائل إلحاحاً. وأضافت أن جميع الأطراف في منطقة بحر الصين تسعى لتفادي الصراعات. وأوضحت أن التاريخ بين الصين واليابان حافل بالكثير من التطورات، وهذه العلاقة قد تنحرف إلى نقطة اللاعودة، هذا إلى جانب المسألة الإيرانية وعلاقة باكستان بالهند، باعتبارها أبرز المخاطر الجيوسياسية، مشيرة إلى أن أميركا لم تعد تهتم بالعالم كما كان إبان الحرب الباردة. وأكدت أن وجود وظهور مشكلات في تطبيق السياسات الاقتصادية سيؤديان بالتأكيد إلى خلق تداعيات سياسية، مضيفة أن تقدم الصين يعني تراجعاً للكثير من الأنظمة التي كانت سائدة والتي كان لها دور كبير في رسم المعالم الجيوسياسية. ولفتت إلى أن تطورات كبيرة حدثت في منطقة الشرق الأوسط خلال فترة قصيرة، بما فيها الحروب والثورة الإيرانية والغزو العراقي للكويت، وحالياً أحداث الربيع العربي، موضحة أن التحديات في منطقة الشرق الأوسط والمخاطر فيها تأتي قبل ظاهرة صعود الصين ودورها بالنظرة الجيوسياسية المستقبلية. وأشارت إلى أن قضايا التغيير المناخي تؤثر بشكل كبير على نفاد الموارد، إذ إن الدول التي تعتمد على الأمطار تتأثر أكثر، وهي قضايا تؤثر على المناخ الجيوسياسي، موضحة أن العالم غير مستعد للتعامل مع الكوارث الطبيعية وتداعياتها على الكبيرة. أسعار السلع الغذائية وأضافت أن ارتفاع أسعار السلع الغذائية وقضايا الأمن الغذائي، سيشكلان أبرز عوامل الضغط خلال الفترة المقبلة، مشيرة إلى أن التكنولوجيا وسعت الفجوة بين الكبار والأجيال الجديدة، باعتبارها وسائل تعبر عن العلاقة بينها وبين السلطة. من جانبه، قال الأمين العام لاتحاد المغرب العربي، الحبيب بن يحيى، إن ما يفعله الصينيون في أفريقيا أمر رائع، فهم يستثمرون في البنى التحتية والمرافق والمطارات، فضلاً عن مشروعات البناء، مضيفاً: “كلما ظهر مشروع نعرف مسبقاً الشركات التي ستفوز بهذه العطاءات، وهي بالطبع الصينية”. وبين أن الصينيين اندمجوا مع المجتمع في منطقة أفريقيا وشمالها، فهم يتحدثون اللغات المحلية، كما أنهم لا يجلبون الكثير من العمالة لأنهم يعرفون أننا نعاني مشكلات البطالة في المنطقة، موضحاً أن الشركات الصينية تنافس الأميركية بقوة في المنطقة. وأشار إلى أن النظام العالمي يتكيف مع وجود الصين وصعودها، كما أن الأخيرة ستتحرر أكثر فأكثر سياسياً واقتصادياً، مؤكداً أن زيادة عدد السكان قد تجعل من موضوع الأمن الغذائي مشكلة ليست في الصين وحدها، بل في العالم كله، باعتبارها واحدة من القضايا التي تؤثر في الوضع الجيوسياسي. موازين القوى وقال رئيس مجموعة أوراسيا للاستشارات والأبحاث السياسية، إيان بريمر، إن تحديد المخاطر والمعالم الجيوسياسية المستقبلية في منطقة آسيا يجب أن يتمحور حول تقدم الصين وصعودها كقوة اقتصادية، باعتبارها تلعب اليوم دوراً اقتصادياً في المنطقة في ظل تبدل موازين القوى. ولفت إلى أن الصين لم تعد اليوم بحاجة إلى الاستثمارات اليابانية والتكنولوجيا القادمة من كوريا الجنوبية وتايلاند، إلى جانب ذلك نشهد في الوقت ذاته تركيزاً أميركياً على المنطقة، موضحاً أن هناك بعض المخاطر الكبيرة في الشرق الأوسط في سوريا وآثارها، ومخاطر أخرى في أوروبا. ولفت إلى أن تأثيرات صعود الصين كقوة عالمية أكبر من التطورات التي تشهدها دول مثل الهند وروسيا والبرازيل، باعتبار أن كل هذه الاقتصادات في حال جمعها لا تصل إلى القوة الاقتصادية للصين، متسائلاً عما إذا كانت القيادات الشابة في الصين ستتخذ قرارات تقرب وتدمج الصين في النظام الاقتصادي العالمي. وبين أن الأمن الغذائي قضية استراتيجية باتت تترك آثاراً على الوضع الجيوسياسي، فضلاً عن عدم وجود شفافية دولية في قضايا الأمن الغذائي، لافتاً إلى أن بعض الحكومات تستثمر زراعياً في دول أخرى. وأوضح أن مستويات الفقر المتدنية حول العالم تعد واحدة من أكبر المخاطر الجيوسياسية، مشيراً إلى الفجوة الكبيرة بين الفقراء والأغنياء، باعتبارها واحدة من أبرز تحديات العولمة. وأوضح أن مخاطر القرصنة الإلكترونية لها آثار في رسم ملامح الوضع الجيوسياسي أيضاً، إذ إن هناك استهلاكاً كبيراً للمعلومات بين فئة الشباب، وهناك التأثيرات الناجمة عن الثورة التكنولوجية ودورها في النظام العالمي الجديد. وذكر أنه لم يعد لأوروبا أهمية في السياق الجيوسياسي بسبب سياساتها الخارجية والأزمة المالية التي تمر بها، إذ بدأت تركز بشكل أكبر على الجهة الشرقية من القارة، مشيراً إلى أن النظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية كان أميركي المعالم من خلال شبكة أصدقائها وتحالفاتها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©