الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

«اليوم العالمي».. حضارات وثقافات ورسالة سلام

«اليوم العالمي».. حضارات وثقافات ورسالة سلام
18 مارس 2016 23:22
أحمد السعداوي (أبوظبي) ليلة كرنفالية مدهشة عاشتها جامعة باريس السوربون-أبوظبي أمس الأول، خلال فعاليات النسخة السابعة من مهرجان «اليوم العالمي» الذي نظمته الجامعة وسط حضور جماهيري لافت تقدمهم ممثلو بعض البعثات الدبلوماسية والطلاب وأولياء الأمور، الذين اكتظت بهم أرجاء المسرح الكبير الملحق بالجامعة مشتملاً زخماً من فعاليات ثقافية وفلكلورية من أنحاء العالم قدمها طلاب ينتمون إلى 75 جنسية على مدى ثلاث ساعات حافلة بألوان الفنون والعادات والتقاليد المعبرة عن شعوب مختلفة اجتمع أبناؤها في أبوظبي ليقدموا رسالة حب وسلام وتسامح من أرض الإمارات إلى أرجاء المعمورة. بدأت الأمسية العالمية بعروض فلكلورية للطلاب عبر ارتدائهم الأزياء التقليدية لبلدانهم في عرض جماعي للمشاركين، تبع ذلك صعود لبعض الطلاب والطالبات إلى خشبة المسرح حاملين أعلام بلدانهم تقدمتها دولة الإمارات، ثم لبنان، المغرب، النيجر، نيجيريا، فلسطين، السنغال، باكستان والهند، سوريا، تونس. أما الختام فأطل بريح المسك بصعود جماعي لطلاب ينتمون إلى دول مجلس التعاون الخليجي، ومن بينها الإمارات التي استضافت التظاهرة الفلكلورية. عزف منفرد أعقب ذلك، مجموعة من الأداءات الفنية، بدأت بعزف منفرد لأحد الطلاب على آلة البيانو، ثم عرض فنون شعبية جزائرية، وأغانٍ فرنسية، ثم عزف على البيانو تنتمي ألحانه إلى منطقة شمال أفريقيا، ونموذج رائع للعرس المغربي، بما يشتمل عليه من طقوس مبهجة، أما الدبكة الفلسطينية فكانت الضيف التالي، والتي أشعلت المسرح تفاعلاً حياً بين الجماهير التي دخلت في وصلات تصفيق متواصل إعجاباً بهذا النمط الفريد من الموسيقى والإيقاعات العربية، التي توجت بعروض الفنون الشعبية الإماراتية التي أحسن أبناؤها تقديم موروثهم العريق في حلة راقية عبر أرديتهم البيضاء الناصعة وحركاتهم الإيقاعية التي أدهشت الحضور. إلى ذلك، اشتمل البهو الرئيس للجامعة معرضاً للمقتنيات التذكارية والملابس التقليدية لطلاب الجامعة بهدف إظهار التنوع الحضاري الذي تزخر به الجامعة والتلاحم الفريد بين مختلف الثقافات والبلدان على أرض الإمارات، وقدمت الملحقية الثقافية لليابان مشاركة خاصة في الفعاليات من خلال تقديم عرض عملي لثقافة إعداد وشرب الشاي الياباني، فكانت من الفعاليات التي لاقت إقبالاً كبيراً من الحضور للتعرف عل هذا الموروث العريق المعروف عن الشعب الياباني، فضلاً عن إتاحة الفرصة لتذوق أطعمة من بلدان مختلفة عبر البوفيه المفتوح الذي تضمن أطباقاً تقليدية متنوعة ربما تذوقها الكثيرون لأول مرة في حياتهم تلمساً لنوع مختلف من الثقافات المتعلقة بالطهي وتناول الأطعمة. ومن المشاركين في الحدث، قالت فاطمة بنت خالد الناجم، طالبة أدب فرنسي، الفرقة الثانية: «يشكل اليوم العالمي الذي تنظمه جامعة باريس السوربون-أبوظبي فرصة للعديد من طلبة الجامعة القادمين من 75 دولة حول العالم لتبادل ثقافاتهم الأم عبر عروض متمثلة في عروض أزياء ورقصات من الشرق وأخرى من الغرب، والتي تعطي طابعاً ثقافياً للزوار والمشاركين من الجامعة نفسها.. شخصياً، أعتبر هذا اليوم فرصة فريدة لتطوير العمل الجماعي وتنمية الاتحاد الدولي، حيث يخصص لدول الخليج ركن مشترك تحدد على غراره الأزياء، والأطعمة، وبعض العادات والتقاليد المشتركة. ويكمن الهدف الرئيس لهذا اليوم المميز في إظهار المعنى الحقيقي للشعار الذي تقوم عليه الجامعة «جسر بين الحضارات». ثقافات وأفكار ومن جهتها، قالت سهيلة الظاهري طالبة قانون، الفرقة الأولى: «يعتبر اليوم العالمي يوماً للتعرف على الحضارات، فكل دولة تستعرض ثقافتها وأفكارها، وكإماراتية، فخورة جداً بمشاركتي في فعاليات اليوم العالمي للعام الثاني على التوالي لأمثل دولتي، الإمارات، وأظهر ثقافتنا وقيمنا المبنية على التسامح وإكرام الضيف. كما يسرني أن أرى علامات الإعجاب في وجوه الزوار عند شرحي بشكل مفصل عن الحضارة والثقافة الإماراتية، الأمر الذي يشعرني بالفخر لانتمائي إلى هذه الدولة العظيمة. فضلاً عن ذلك، يشكل اليوم العالمي فرصة لنشر ثقافتنا، حيث أسعى إلى تمثيل دولتي ومبادئها في أحسن صورة». وقال محمد حمد الجنيبي، طالب في برنامج الماجستير تخصص تخطيط حضري وعمراني في جامعة باريس السوربون-أبوظبي: «يعود سبب مشاركتي في فعاليات اليوم العالمي التي تنظمها الجامعة، إلى اهتمامي بموضوع تعدد الثقافات، حيث يشكل اليوم العالمي فرصة كبيرة للالتقاء بزملائي من مختلف البلدان والتعرف على عاداتهم. ويعتبر هذا اليوم من المبادرات والفعاليات المتميزة والراقية التي تنظمها الجامعة، وسأشارك هذا العام في عرض الزِّي التراثي الإماراتي القديم، حيث شاركت في الجناح بأدوات تراثية قديمة تخص الرجال، مثل الخنجر والسيف الخاص برقصة العيالة الإماراتية، كما شاركت أيضاً بجلب جهاز أسطوانات قديم مع عدد من الأسطوانات النادرة التي كان يستمع إليها أهل الخليج. وانطلاقاً من هذه الفعالية، أتطلع قدماً لنشر ثقافتنا الإماراتية والعناصر التي كانت موجودة في بيئتنا حتى يتعرف علينا الزوار عن قرب والإجابة عن أسئلتهم المتنوعة التي يرغبون بطرحها حول منطقتنا الخليجية». الانفتاح على الآخر تعليقاً على فعاليات اليوم العالمي، قالت الدكتورة فاطمة سعيد الشامسي، نائب المدير للشؤون الإدارية في جامعة باريس السوربون-أبوظبي: «منذ تأسيسها، تحرص جامعة باريس السوربون-أبوظبي على تنظيم الفعاليات والأنشطة التي تلبي تطلعات واحتياجات الطلبة وتدعم مسيرتهم الأكاديمية في جامعتنا، وانطلاقاً من الأهمية الكبيرة التي يحظى بها طلبتنا والتزامنا الدائم بوضعهم على قائمة أولوياتنا، سنواصل احتضاننا لهم من خلال توفير كل الأدوات والخدمات التي يحتاجونها للنجاح في تحصيلهم العلمي والتحضير لمسيرتهم المهنية، وفضلاً عن ذلك، تتميز جامعتنا بتعدد الثقافات والحضارات، حيث تجمع تحت سقف واحد أكثر من 70 جنسية من مختلف أنحاء العالم، الأمر الذي يسلط الضوء على المكانة الفريدة التي تحظى بها الجامعة على المستوى المحلي والإقليمي لناحية التنوع والتبادل الثقافي، ومن هنا، نحرص على تعزيز التفاعل والتواصل بين الطلبة وزملائهم للتعرف على تقاليدهم وقيمهم، الأمر الذي يغني ثقافتهم ومعارفهم بالحضارات الأخرى، ويفتح لهم أبواباً جديدة لبناء صداقات طويلة الأمد». وتضيف: تأتي فعاليات «اليوم العالمي» التي ننظمها للعام السابع على التوالي لتؤكد دور جامعتنا في تعزيز الانفتاح على الآخر واحترام الاختلافات الثقافية وتقريب الطلبة بعضهم من بعض، حيث يستعرضون في هذا اليوم أهم المعالم التي تمثل دولهم من أزياء ومأكولات شعبية ورقصات فلكلورية، كما يشكل وجود ممثلي دولهم من سفراء ودبلوماسيين دعماً لهم وفرصة فريدة ليتحدثوا عن تجاربهم الأكاديمية وعن مشاريعهم المستقبلية. وعلى ضوء النجاح الذي تحققه هذه الفعاليات، نؤكد التزامنا بمواصلة دعم طلبتنا على مختلف الصعد، من خلال تنظيم المزيد من الفعاليات على مدار العام الدراسي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©