خبراء ومسؤولون: أبوظبي تعزز مكانتها على خريطة السياحة العالمية

واصل جناح ابوظبي في بورصة السفر والسياحة ببرلين استقطاب الكثير من زوار المعرض المترامي الاطراف في برلين، وسط اعجاب بما تقدمه· واجمع عدد من وزراء السياحة العرب وخبراء السياحة الالمان ومسؤولي منظمة السياحة العالمية على ان مشاريع السياحة والتطوير العقاري في امارة ابوظبي والتي أعلن عنها مؤخرا وخاصة مشروع تطوير جزيرة السعديات ستشكل نقطة تحول كبرى في مسار حركة ومفهوم السياحة الى منطقة الشرق الاوسط في المستقبل لصالح دولة الإمارات التي باتت تتبوأ مكانة مرموقة ومتنامية في القطاع السياحي ليس على مستوى المنطقة فحسب بل على مستوى العالم· وأكدوا أن المشروعات والخطط التي تبنتها أبوظبي لتطوير القطاع السياحي تعزز من مكانة الإمارة على خريطة السياحة العالمية· جاء ذلك خلال الملتقى السياحي العربي الألماني الذي نظمته غرفة التجارة العربية الألمانية في برلين على هامش فعاليات بورصة السفر الدولي الذي يختتم فعالياته غدا الذي شارك فيه معالي الدكتور سعدالله اغا القلعة وزير السياحة السوري والبروفسور توماس باخ رئيس الغرفة الألمانية العربية ببرلين وطالب الرفاعي مساعد أمين عام منظمة السياحة العالمية وارنيس هنسكن مستشار السياحة بوزارة الاقتصاد الألمانية ونائبة مدير شركة المعارض ببرلين المنظمة لبورصة السفر الدولي وعدد من المستثمرين في قطاع السياحة والمسؤولين العرب والأجانب· وأشاد معالي وزير السياحة السوري على هامش فعاليات الملتقى بالمشروع السياحي الرائد الذي تنفذه شركة التطوير والاستثمار السياحي في العاصمة أبوظبي واعتبره نموذجاً رائعاً لأي مشروع تطويري لقطاع السياحة موضحاً بأن فكرة تجمع متاحف عالمية مثل اللوفر وجونهايم ومتاحف أخرى في مكان واحد اذا ما اكتملت ورأت النور ستغير كثيراً من مفهوم السياحة السائد والمتعارف عليه· وقال معاليه: إن أبوظبي باستراتيجيتها التطويرية لقطاعها السياحي والتي لمستها شخصياً خلال زيارتي الأخيرة هناك ومن خلال مشاريعها ونهضتها العقارية الكبيرة ستنجح من دون شك في لفت أنظار العالم إليها في المستقبل القريب لافتاً الى ان ذلك ينم عن ثقافة عميقة وقدرات بشرية هائلة تسخر الإمكانيات المادية لصالح مشروع وطني وعالمي كبير مثل السعديات· وأضاف اننا في سوريا والعالم العربي نفخر بان يكون مثل هذه المشاريع في العاصمة ابوظبي ونعتبره مشروعاً عربياً فنجاح ابوظبي ودولة الامارات بشكل عام هو نجاح لنا كعرب مشيراً الى ان تواجد ابوظبي في معارض السياحة والسفر العالمية ومنها بورصة برلين بهذا الحجم هو دليل واضح للرغبة الكبيرة الهادفة الى الدخول الى سوق السياحة العالمية· نموذج سياحي ومن جانبه تحدث طالب الرفاعي مساعد أمين عام منظمة السياحة العالمية بإعجاب عن مشاريع أبوظبي ودولة الإمارات في قطاع السياحة ووصفها بالنموذج المثالي للدول المتطورة بوتيرة متسارعة في هذا القطاع الحيوي والهام لافتاً الى ان عوامل نجاح السياحة متوفرة في دولة الإمارات وخاصة المساعي المبذولة للقضاء على معوقات التطوير السياحي مستعرضاً حالات الأمن التي تسود الدولة والنهضة العمرانية والمشاريع التنموية والتطور الاقتصادي بالإضافة الى المساعي المبذولة لحماية البيئة هناك· وتناول الرفاعي في حديثه التقرير السنوي لمنظمة السياحة العالمية والتي أشار فيها الى عدد السياح في العام لعام 2007 والذي بلغ 900 مليون سائح بزيادة قدرها 2ر6 بالمئة عن العام قبل الماضي مشيراً الى أن محصلة السياحة في العام الماضي وصلت الى 870 مليار دولار· وذكر ان نسبة النمو في القطاع السياحي بالعالم العربي وصلت العام الماضي الى 13 بالمئة وهي نسبة تشكل ضعف نمو السياحة العالمية الأمر الذي يعكس نتيجة طيبة على تطور مستقبل هذا القطاع الهام في الدول العربية· مشيراً الى أن دولاً عربية وأبرزها الامارات وخاصة امارة ابوظبي نجحت في تخطي مخاطر تباطؤ نشاط حركة السياحة بفعل العوامل المؤثرة في المنطقة من الأزمات السياسية والأمنية وارتفاع الأسعار وتغييرات المناخ وغيرها من العوامل الأخرى· الترويج للإمارة بدورها قالت الدكتورة جانا دويتز نائبة رئيس شركة ميس الألمانية للمعارض المنظمة لبورصة السفر الدولي ببرلين إن زيادة إمارة ابوظبي لمساحة جناحها هذا العام في المعرض تأتي نتيجة طبيعية للانتشار الواسع الذي تشهده الامارة ليس في المانيا فحسب بل في دول اوروبا الاخرى منوهة بمدى نجاح عملياتها الترويجية التي بدأت تتشبث بالريادة والفاعلية في الأداء المتميز· وأكدت ان مشاريع ابوظبي ومنشآتها السياحية ومشاركتها الكبيرة في معارض السياحة العالمية ومنها في برلين جعلت من السياح الالمان يحتلون المرتبة الأولى بين باقي السياح الأوروبيين الذين يزورون الإمارة ودولة الامــــــارات بشكل عام· من جانبه قال توماس باخ رئيس الغرفة الألمانية العربية ببرلين: إنني اتابع باهتمام ذلك التطور المذهل الذي تشهده دولة الإمارات وخاصة امارة ابوظبي والتي تبذل جهداً متميزاً لتطوير السياحة فيها وتنتهز الفرص للترويج لنفسها في السوق الأوروبية· وأضاف ان امارة ابوظبي على غرار العديد من الدول العربية غنية بتراثها وثقافتها وتاريخها العريق وهي مؤهلة اذا ما تحققت كل مشاريعها التطويرية الى ان تتبوأ مكانة مرموقة ومتقدمة جدا في عالم السياحة وحقيقة هي تسير الان بخطوات ثابتة لتحقيق هذا الهدف· حفل استقبال أقام محمد أحمد المحمود سفير دولة الامارات في برلين حفل استقبال على شرف الوفود المشاركة في معرض بورصة برلين للسياحة الذي يختتم أعماله غدا بحضور عدد من الشخصيات الالمانية التي تمثل كافة شرائح المجتمع الألماني· واكد السفير أهمية مفهوم السياحة من المنظور الإنساني كوسيلة للتواصل الثقافي بين الأمم والشعوب والتقارب الفكري إلى جانب التأكيد على أهميته من المنظور الاقتصادي إذ تعتبر السياحة صناعة وقطاعا إنتاجيا ومكونا إقتصاديا مهما من مكونات الدخل القومي· وتحدث عن النجاحات التي حققتها السياسة الاقتصادية المتوازنة التي تنتهجها دولة الإمارات والقائمة على تنمية كافة القطاعات الاقتصادية· وأشاد بالدور الكبير الذي تلعبه هيئات ودوائر ومكاتب السياحة في الدولة وشركات الطيران الوطنية في تعزيز مكانة الدولة على خريطة العالم السياحية· وتميز حفل هذه السنة بإقامة فقرة سياحية ثقافية شيقة شملت عرض بالليزر إضافة إلى عرض أفلام تسجيلية عن السياحة في دولة الإمارات· المنطقة الثقافية قال ماكس مالدايكر المفوض العام للمتاحف في الخارجية الألمانية: إننا في برلين نثمن عالياً تلك الجهود التي تبذلها أبوظبي وما رأيناه في عرض المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات يعد مفخرة ومثار اعجاب كبير باعتبار ان فكرة تجميع هذه المتاحف العالمية تحت سقف واحد غير مسبوقة وصعبة المنال الا ان الإرادة السياسية في ابوظبي كانت لها الكلمة العليا في ذلك· وأكد ماكس ان انجاز هذا المشروع الرائد يدفعنا نحو تعزيز علاقاتنا مع ابوظبي في المستقبل بهدف التعاون المشترك فيما بيننا حتى تكون ألمانيا أحد الأطراف المساهمين والمشاركين في هذا المشروع السياحي والثقافي الرائد مشيراً في هذا السياق الى أن اللقاءات بين المسؤولين عن السياحة في المانيا وابوظبي متواصلة من اجل الوصول الى هذا التعاون· من جانبه قال كلاوس بيتر هايس مدير متحف الفنون الإسلامية ببرلين إن العلاقات التاريخية التي تجمع بين المانيا والعرب وخاصة في منطقة الخليج العربي خلقت ارثاً ثقافياً غنياً ينبغي عليه ان يجتمع ويلتقي مجدداً مشيراً الى ان المنطقة الثقافية في السعديات حسب ما شاهدناه يعد المسرح المثالي لهذا اللقاء بين حضارتي الشرق والغرب· وافاد بان هناك لقاءات بين مسؤولي المتاحف في المانيا وابوظبي من اجل تنظيم عدد من الفعاليات والانشطة الثقافية المشتركة وخاصة المعارض منها والتي ستساهم في الترويج للثروة الضخمة التي تمتلكها المتاحف في ألمانيا وعرضها على متذوقي هذا الفن في أبوظبي والمنطقة والتي من ضمنها معروضات إسلامية ارتبطت بشكل كبير بتاريخ المانيا واوروبا القديمة· اما البروفسور كلاوس بيتر هاس مدير المتاحف الوطنية في برلين فقال: إن مجموعة المتاحف في السعديات مشروع سياحي غير مسبوق وفكرة من الصعب تنفيذها وقد فعلتها أبوظبي وماضية في تنفيذها ونحن في برلين نتطلع بشوق الى رؤيتها على أرض الواقع ونتمنى ايضاً أن يكون للمتاحف الالمانية مكان فيها في المستقبل فنحن على استعداد لذلك· وقال انني على ثقة بان السياح والمثقفين الالمان سيكونون أول من يقبل على هذه المتاحف في السعديات لزيارتها والاستمتاع بما تحتويه وأراهن كثيراً على مدى نجاح هذا المشروع في جعل إمارة أبوظبي قبلة السياحة العالمية في منطقة الشرق الأوسط·