السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

السوق العالمي نافذة محلية على ثقافات الشعوب

السوق العالمي نافذة محلية على ثقافات الشعوب
5 ديسمبر 2014 22:37
أحمد السعداوي (أبوظبي) لا يزال مهرجان الشيخ زايد التراثي المقام في منطقة الوثبة في أبوظبي، يقدم لعشاق التراث كل ما هو فريد وشائق من تاريخ وعادات وتقاليد الأقدمين، في وقت لم تقتصر محتوياته على الموروث المحلي الإماراتي، وإنما امتدت لعرض نماذج من تراث العديد من الشعوب، ضمن القرية العالمية التي أقيمت على هيئة سوق عالمي يمثل مختلف الثقافات التي تعيش على أرض الإمارات الحاضنة أكثر من 200 جنسية شاركت أبناءها حب الوطن وحب الوالد المؤسس الذي يحمل المهرجان اسمه. «الاتحاد» قامت بجولة داخل السوق العالمي المقام ضمن فعاليات المهرجان المستمرة حتى 12 ديسمبر الحالي، والذي شيد على هيئة تراثية متخذاً شكل مستطيل ناقص ضلع، ومتضمناً محلات تعرض منتجات تراثية من دول متعددة، تأكيداً على رؤية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي لم يقصر اهتمامه بالتراث على المستوى الوطني وإنما امتد ليشمل التراث العالمي، وهو ما دفع إدارة المهرجان إلى إنشاء هذا الكرنفال التراثي العالمي . الثقافة الخليجية في الجهة اليمنى من السوق تطالع الزائر محلات تمثل الثقافة الخليجية تعرض أدوات المقناص والتخييم وطلعات البر تجاورها محال أخرى تقدم أشكال المندوس، وثالثة تعرض الملابس التراثية الإماراتية للرجال والنساء والأطفال فضلاً عن الشارات والأزياء التي تحمل ألوان علم الإمارات،إضافة إلى وجود محال متخصصة في المشغولات القادمة من أفغانستان وبعض الدول الآسيوية، لتبرهن على التلاقي الجميل بين الحضارات والشعوب . أما في صدر السوق فتجد محلات تعرض لألوان وأنواع من السجاجيد والأبسطة التراثية والحديثة إلى جانب أنواع من الأدوات المنزلية القديمة والجديدة، التي يمكن استخدامها في رحلات البر أو داخل المنازل باعتبارها من المفردات التراثية المهمة التي يحرص على اقتنائها كل محبي المشغولات اليدوية والحرف التراثية. وتزين الجانب الأيسر من السوق العالمي بمشاركة فاعلة من دول عربية شقيقة وهي المملكة العربية السعودية ومصر وجمهورية تونس، التي عرضت ألوانا من المنتجات النابعة من بيئاتها المحلية إسهاماً منها في التفاعل الحي مع مهرجان الشيخ زايد التراثي بما يحقق التواصل بين مختلف الشعوب العربية على أرض الإمارات. الرياضات العربية من داخل أحد محال المقناص، تحدث إلى «الاتحاد» محمد أمين موضحاً أنها المرة الأولى التي يقام فيها هذا السوق ضمن مهرجان الشيخ زايد، الذي يعتبر فرصة للكثيرين من عشاق الرياضات العربية الأصيلة بمختلف أنواعها من هجن وخيل ومقناس للاجتماع في مكان واحد لممارسة هوايتهم المفضلة وفي الوقت ذاته الحصول على المنتجات التراثية المختلفة المرتبطة بتلك الهوايات. أدوات الصيد ومن أهم أدوات الصيد بالصقور التي يقوم ببيعها أمين،«البرقع» ويتم وضعه على وجه الطير بحيث يخرج منه المنقار ويغطي العينين وهو مصنوع من الجلد ويتم شغله بأشكال متعددة لتناسب كافة الأذواق، و«المنقلة»، التي يستخدمها الصقارون لحماية أياديهم من مخالب الصقور، وتصنع من القماش السميك، وتغطي المنطقة من الرسغ إلى نهاية الزند، وبها فتحة في الأمام تسمح للصقار بإطعام الصقر أو الإمساك به حتى يستطيع التحكم فيه، أما «الوكر»، الذي يتم ربط الصقر فيه عند الراحة ويصنع من الخشب أسفله وتد حديد يسهل تثبيته في الأرض عند الضرورة، وقمة الوكر أسطوانية الشكل محشوة من الداخل بالقش الطري ومكسوة من الخارج بالمخمل أو الجلد الطري الناعم وذلك حتى يستطيع الصقر أن يقف عليها مدة طويلة دون أن يشعر بالتعب. كما تضم هذه المعروضات «الدس» وهي الحقيبة الجلدية التي توضع فيها كل أدوات الصيد بالصقور ولا تفارق الصقارين ابدا في رحلات المقناص. ومن الأشياء الحديثة التي يبيعها أمين ولكنها صارت مرتبطة بشكل أساسي بالمقناص، «الجهاز» الذي يستخدمه الصيادون في تتبع الطير عن طريق الشريحة الالكترونية التي تكون مثبتة في ظهر الطير. ويبين الأمين أن اسعار أدوات الصيد بالصقور داخل المعارض في الفعاليات التراثية المختلفة تكون أرخص من مثيلاتها في الأسواق العادية، نظراً لكثرة عشاق المقناص المترددين على المهرجانات، ما يعتبر فرصة لبيع أكبر كمية من تلك الأدوات خلال أيام المهرجان. اقتناء المندوس وأوضح أمجد عبد اللطيف، المسؤول عن بيع المندوس في أحد المحال أن مهرجان الشيخ زايد التراثي صار من أهم الفعاليات التراثية التي تشهدها منطقة الخليج وليس فقط الإمارات، ولذلك كان من أشد الحريصين على المشاركة في السوق العالمي المقام على هامشه، ليعرض مختلف أشكال المندوس الذي يعد من أكثر الأشياء التي ارتبط بها اهل الصحراء في كافة العصور وكان يرافقهم في حلّهم وترحالهم، حيث كانوا يضعون فيه كل متاعهم وملابسهم، باعتباره من أهم قطع الأثاث في الزمن القديم. والآن يحرص العديد من الناس على اقتنائه سواء لاستخدامه في وضع متاعهم أثناء الخروج لرحلات البر أو بغرض اقتناء منتجات تراثية تربطهم بتاريخهم وتراثهم القديم. وقال علي المنهالي - أحد رواد السوق - الذي كان في جولة بصحبة أبنائه، إن المهرجان جمع كل المناشط تقريبا داخله، ومنها فرصة التسوق والحصول على منتجات تراثية من مختلف دول العالم ومنها الدول العربية الشقيقة، مبيناً أنه اشترى بعض أنواع التمور التي تشتهر بها المملكة العربية السعودية، كما أعجبته بعض الملابس الشتوية المعروضة ضمن الجناح الأفغاني خاصة وأن أسعارها منخفضة جداً قياسا بأسعار مثيلاتها داخل المحلات والمراكز التجارية، غير أن الطقس الشتوي الجميل في الإمارات، لا يحتاج مثل هذه الملابس الثقيلة المصنوعة من أفضل الخامات الطبيعية. لوازم الصقور ويوضح سلطان الهاشمي - احد رواد المهرجان من هواة الصيد، أنه اشترى بعض لوازم الصقور، كونها تتميز بدقة الصنع وجودة خاماتها في نفس الوقت، ويلفت أنه يترقب الفعاليات التراثية المقامة في الدولة لشراء ما يريده من أدوات الصيد ومستلزماته، كونها فرصة لرؤية أشكال مختلفة منها ويقارن بين جودتها وأسعارها ويختار أفضلها. وذكر أنها المرة الثانية التي يزور فيها المهرجان حيث سبق وأن زاره نهاية الأسبوع الماضي مع أفراد أسرته واستمتع «اليهال» (الأطفال)، برؤية أشكال من التراث لأول مرة في حياتهم ومنها الألعاب الشعبية مثل المريحانة التي لعبوا عليها لأول مرة كما التقطوا صورا أثناء الزيارة مع الصقور والهجن. مشاركة سعودية تعد المملكة العربية السعودية، صاحبة المشاركة الأبرز في هذا الكرنفال العالمي المُصغر عبر عرض أنواع من التمور وأشكال من المنتجات المختلفة التي اعتمدت على التمور مكوناً أساسياً لها. ويقول براء حسين المشرف على جناح المملكة، إنه جاء من السعودية خصيصاً للمشاركة في هذا الحدث التراثي المهم تأكيداً على التواصل بين الشعبين الإماراتي والسعودي. وأوضح أن التمر يعتبر من أفضل الأطعمة التي عرفها الإنسان في البيئة البدوية منذ آلاف السنين، وتم استخدامه بأساليب متنوعة في الغذاء ولكن في العصر الحديث تطورت أشكال استخدام ثمار النخيل إلى أشكال لا حصر لها تداخلت مع كثير من المكونات الغذائية وهو ما يعرضه الجناح السعودي في المهرجان، حيث يشهد إقبالاً كبيراً من جانب الجمهور من مختلف الجنسيات وليس فقط من قبل الإخوة الإماراتيين، مشيراً إلى أن ذلك سيشجعه على المشاركة في العام القادم بمزيد من المنتجات الغذائية المرتبطة بالتمور. ألبسة شتوية في الجناح الأفغاني يعرض رسول خان، مجموعة من المعاطف والألبسة الشتوية والنعال المصنوعة من خامات طبيعية وجلود حيوانات منتشرة في البيئة الأفغانية، مشيراً إلى أن هذه المنتجات تلاقي إقبالاً من الزوار. وأشاد بفكرة إقامة السوق الذي يجمع مشغولات ومنتوجات من مختلف دول العالم. ويقول إن هذه المبادرة ليست غريبة على الإمارات، التي تقدم دوماً إلى العالم كل معاني الحب والتواصل مع الآخرين، مثمنا هذا النهج الذي وضعه الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله وسار عليه، صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©