الأحد 12 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مشروع اتفاق أمني بين أميركا وأفغانستان

مشروع اتفاق أمني بين أميركا وأفغانستان
22 نوفمبر 2013 01:02
كابول، واشنطن ( وكالات) - امتدح الرئيس الأفغاني حامد كرزاي أمس مشروع اتفاق أمني بين الولايات المتحدة وبلاده لمدة 10 سنوات، ينص على بقاء ما بين 10 آلاف و15 ألف جندي، معظمهم أميركيون في أفغانستان، بعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي منها بنهاية العام المقبل، ويمنحهم حصانة من المحاكمة بموجب القوانين الأفغانية إذا ارتكبوا جرائم، ويسمح لهم باقتحام وتفتيش منازل الأفغان في «حالات استثنائية»، قائلاً إنه ضروري لتحقيق استقرار أفغانستان، على الرغم من أنه لا يثق في الإدارة الأميركية. وسيبدأ تنفيذ الاتفاق، في حال التوقيع عليه مطلع شهر يناير المقبل وافتتح كرزاي اجتماعاً لمجلس شورى شيوخ القبائل الأفغانية «لويه جركه» المؤلف من 2500 رجل وامرأة في كابول لاتخاذ قرار بشأن مشروع الاتفاق الذي أقره مفاوضون أميركيون وأفغان الليلة قبل الماضية، داعيا المجلس إلى الموافقة عليه. وحذر كرزاي من أنه إذا غادرت القوات الأميركية أفغانستان، ستبقي البلاد بمفردها في مواجهة حركة «طالبان» الأفغانية وحليفها تنظيم «القاعدة». وقال في كلمة ألقاها أمام أعضاء المجلس «بقرار اليوم، نسلم أفغانستان جيدة أو سيئة للأجيال المقبلة». وذكر أن جميع دول المنطقة ما عدا إيران وافقت على الاتفاق، وأوضح «نريد أفغانستان مستقرة ومزدهرة، ولا نريد اختلافات مع الدول المجاورة أو العالم». وبشأن القضية الشائكة المتمثلة في تنفيذ القوات الأميركية عمليات عسكرية، قال كرزاي «أكد الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطاب بعث به الليلة (قبل) الماضية أن القوات الأميركية لا يمكن أن تدخل المنازل الافغانية إلا في حالات استثنائية للغاية ستكون عند وجود خطر شديد يهدد حياة المواطنين الاميركيين. كما أكد أن الاتفاق الأمني يخدم مصالح أفغانستان». وأضاف «إذا أقررتم هذا الاتفاق، سيبقى الجنود لعشرة أعوام أخرى للمساعدة وتدريب القوات الأمنية الأفغانية، وسيغادرون عام 2024. أنا لا أتحدث عن الجنود الأميركيين فقط، بل عن قوات من دول أُخرى في حلف شمال الاطلسي، مثل تركيا أو بلدان إسلامية أُخرى». وذكر أن الولايات المتحدة تسعى إلى استخدام 9 قواعد في أنحاء أفغانستان من أجل إيواء القوات الأجنبية. وينص الاتفاق المقترح أيضاً على أنه مالم تكن هناك موافقة متبادلة، فإن الولايات المتحدة الأميركية لن تقوم بعمليات قتالية في أفغانستان، وعلى أن أن العمليات العسكرية الأميركية الهادفة إلى هزيمة تنظيم «القاعدة» وأعوانه ربما تكون ملائمة في الحرب ضد الارهاب، إلا أنه لن تكون هناك عمليات أحادية الجانب لمكافحة الارهاب. ورأى كرزاي أن هناك حاجة إلى توقيع على الاتفاق من أجل مستقبل أفضل وأكثر استقراراً لأفغانستان. وقال «الثقة بيني وبين الولايات المتحدة ليست جيدة. فأنا لا أثق بهم وهم لا يثقون بي، خلال الاعوام العشرة الماضية، تعاركت معهم وروجوا دعاية ضدي، ولكن الاتفاق ضروري لاستقرار أفغانستان». وأضاف «قراركم منتظر وراء حدود افغانستان. هذا الاتفاق يمكن أن يؤمن لنا فترة انتقالية لتحقيق الاستقرار خلال عشر سنوات، وأيا يكن القرار الذي ستتخذونه، علينا أن نأخذ في الاعتبار ازدهارنا في المستقبل». وأوضح أنه لن يتم إقرار الاتفاق نهائياً إلا بعد إجراء انتخابات الرئاسة الأفغانية يوم من أبريل المقبل إذا وافق عليه المجلس. وقال «إن الاتفاق سيبرم عندما تنظم انتخاباتنا بشكل صحيح وبكرامة، وعندما نكون متأكدين من انهم (الأميركيون) يتعاونون معنا في هذه المسألة». وأضاف «إذا جرت الانتخابات بشكل سيئ، ستلعنني البلاد». وقد أعلن وزير الخارجية الأميركي جون كيري الليلة قبل الماضية أنه اتفق مع كرزاي على أحكام الاتفاق ولم يناقشا أي «اعتذارات» أميركية محتملة لأفغانستان عن أخطاء ارتكبتها القوات الأميركية على أراضيها. كما أكدت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانتا باور أمس، أن بلادها لن تقدم اعتذارات إلى أفغانستان. وقالت لشبكة «سي. ان. ان» التلفزيونية الأميركية «لقد احترمنا دائماً الشعب الافغاني، ونحاول تجنب سقوط ضحايا مدنيين منذ بدء وجودنا في افغانستان. ليس علينا أن نعتذر عن أي شيء. إن جنودنا بذلوا تضحيات كبيرة». واضافت باور «ما نحاول القيام به هو اقرار اتفاق يتيح لنا مواصلة العمل معاً بعد انتهاء المهمة القتالية في أفغانستان. اعتقد أن الشعب الافغاني يدرك حالياً تماماً ما بذله الأميركيون، وخصوصاً الجيش الأميركي، من تضحية لتحسين الظروف في أفغانستان». في السياق نفسه، موفدون من الحكومة الافغانية أمس الأول إلى إسلام آباد لمحاولة تحريك مفاوضات السلام مع «طالبان» الأفغانية بحسب ما اعلن مسؤول في كابول الاربعاء. وسيبحث وفد رئيس «المجلس الاعلى للسلام» الأفغاني صلاح الدين رباني وعضوان في المجلس مع مسؤولين باكستانيين «سبل مساعدة عملية السلام في افغانستان، كما ذكر عضو الوفد مولوي سيف الله، وأعلنت الرئاسة الافغانية أن الوفد سيلتقي قيادي الحركة الملا عبدالغني بارادار الذي أفرج عنه مؤخراً. وقال مسؤول باكستاني مطلع على محادثات السلام «وصل وفد مجلس السلام الافغاني الى إسلام آباد مصحوبا بمسؤولين آخرين في وزارتي الخارجية والداخلية، وسيلتقون مع مسؤولين في وزارتي الداخلية والخارجية الباكستانيتين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©