رشا طبيلة (أبوظبي) - توفر وحدة مبادلة لصناعة الطيران 8500 وظيفة عالمياً منها 4000 داخل الدولة، في وقت تحتاج فيه أعمالها الآخذة بالتوسع إلى توظيف 10 آلاف مواطن من أصحاب الكفاءات بحلول عام 2030، بحسب حميد الشمري المدير التنفيذي للوحدة.
جاء ذلك خلال افتتاح معرض للتكنولوجيا والصناعات الجوية وأمن الحاسوب أمس، والذي تستضيفه “بي إيه إي سيستمز”، الشركة البريطانية المتخصصة في الصناعات الجوية والدفاعية في جامعة خليفة للتكنولوجيا والعلوم والأبحاث بأبوظبي ويستمر 3 أيام.
ويركز المعرض، الذي بدأ أمس الأول بجلسة مغلقة لخبراء في القطاع الصناعي، على آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا ويهدف لتشجيع الطلاب على دراسة التخصصات الهندسية.
وتخللت المعرض محاضرات ألقاها خبراء من جامعة خليفة وخبراء في الهندسة والأمن المعلوماتي من شركة بي إيه إي سيستمز.
وشدد مسؤولون وأكاديميون خلال المعرض على ضرورة تشجيع الطلبة على دراسة تخصصات العلوم والهندسة والرياضيات والصناعة، لما لها من دور أساسي في تحقيق رؤية 2030. وفي هذا الصدد، أكد الشمري “أن القطاعات ذات الأولوية لدينا تتطلب مهندسين وعلماء ومبتكرين للارتقاء بتلك القطاعات إلى الأمام”.
وشدد على أن التخصصات العلمية من الهندسة والعلوم والتكنولوجيا “ضرورية لتحقيق رؤية أبوظبي المتمثلة في بناء اقتصاد قائم على المعرفة وتوسيع الصناعات ذات الإمكانات العالية، حيث إن السبب الرئيسي لتنويع الاقتصاد بعيدا عن النفط هو ضمان مستقبل مستدام للمجتمع”.
وأكد أن مبادلة ملتزمة بهذه الرؤية، حيث إنها محرك مهم للتنوع والاستدامة المستقبلية، وشهدت خلال السنوات العشر الماضية نمواً ملحوظاً يتواصل سنوياً.
وأشار الشمري إلى أهمية تأهيل وتدريب العنصر المواطن القادر على دفع عجلة الاقتصاد الوطني، بما يتواءم مع رؤية أبوظبي 2030 التي تهدف إلى بناء اقتصاد يستند إلى المعرفة.
وبين أن 68? من الطلبة في المرحلة الثانوية يتخصصون في المجالات الأدبية، ما يؤكد أهمية زيادة نسبة المتخصصين في التخصصات العلمية التي تحتاج إليها الدولة حالياً، مشيراً إلى أن أبوظبي بحاجة إلى تخصصات في الطاقة النووية وأشباه الموصلات وصناعة الطيران والصحة، وقطاع النفط والغاز والطاقة المتجددة والعلوم والطب والهندسة.
وتستثمر مبادلة لصناعة الطيران في تنمية الكفاءات المحلية، وذلك من خلال برامج تعليمية وتدريبية متكاملة ومبادرات مبتكرة تهدف إلى جذب وتشجيع الكفاءات الإماراتية الشابة على العمل في مجال الطيران، وتعزيز مكانة أبوظبي مركزاً إقليمياً رائداً لقطاع الطيران والمجالات المرتبطة به.
وأشار الشمري على سبيل المثال إلى أنه “من المتوقع أن ينمو عدد الموظفين في “ستراتا” 50? خلال ثلاث سنوات”، مؤكداً أن لدى الشركة استراتيجية لتدريب وتطوير المواهب الإماراتية لتتبوأ مناصب قيادية. وحول المعرض، قال بين بريدج، نائب الرئيس الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط في “بي إيه إي سيستمز” إن الشركة ملتزمة بدعم رؤية أبوظبي لعام 2030 من خلال العمل مع القطاع الصناعي والأكاديمي في الإمارات العربية المتحدة، لتشجيع الشباب على دراسة التخصصات الهندسية والتكنولوجية المتطورة.
وأضاف بريدج “يفسح لنا هذا الحدث المجال للتواصل مع الطلاب الإماراتيين بصورة مباشرة، كما يتيح لنا الفرصة لإطلاعهم على آخر الابتكارات في عالم التكنولوجيا، ولمعرفة اهتماماتهم، وتعريفهم بالتخصصات الهندسية التي يمكنهم أن ينتقوها ويبرعوا فيها في المستقبل”. من جهته، أكد الدكتور محمد المعلا، نائب الرئيس التنفيذي لقسم الأبحاث والتنمية بجامعة خليفة أهمية المعرض لطلبة الجامعة، لتمكينهم من الاطلاع على الاكتشافات الجديدة في مجال العلم والهندسة والتكنولوجيا، ويساعدهم هذا النوع من المعارض على تلمّس المجالات التي يريدون التخصص فيها في الجامعة، وعلى أن يكونوا مبدعين ومبتكرين في انتقاء نوعية تخصصاتهم.
وأكد أن من بين أهداف جامعة خليفة تخريج طلاب أكفاء قادرين على أن يسهموا في تنمية القطاعات الصناعية في بلدهم وأن يكونوا أعضاء فاعلين وقادة في مجتمعهم”.
وأضاف “التعاون مع شركات مثل بي إيه إي سيستمز يساعدنا على تحقيق هذا الهدف”.
ويعد الحدث فرصة لجامعة خليفة لتعرّف الجمهور على الإنجازات التي حققتها ونتائج الأبحاث التي تجريها وتقرّب المسافات بين طلابها وكادرها الأكاديمي من جهة والقطاع الصناعي المحلي من جهة أخرى.
وأكد أن الهدف من إقامة مثل هذا المعرض بالتعاون مع شركة عالمية هو دعم خطة أبوظبي 2030 التي تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد وبناء الاقتصاد المعرفي. وتعدّ “بي إيه إي سيستمز” شركة رائدة عالمياً في تطوير التقنيات الملائمة للمجالات المدنية والدفاعية العسكرية. وشمل المعرض ابتكارات تكنولوجية من تصميم وتصنيع الشركة، بما في ذلك تقنية النانو، وخوذة متطورة للغاية للطيارين في المقاتلات الحربية، وقمرة قيادة لطائرات تايفون المقاتلة، وطائرات حديثة من دون طيار، وجهاز الإبصار Inviso المصمّم من قبل قسم الإلكترونيات في شركة بي إيه إي سيستمز خصيصاً لرفع معنويات الجنود الجرحى فاقدي أو ضعاف البصر.
كما عرض طلاب جامعة خليفة أيضاً عدداً من المشاريع التي عملوا عليها في إطار أبحاث الماجستير والدكتوراه الخاصة بهم.
كما كانت لعبة “التحدي الالكتروني” أو Cyber Challenge إحدى أبرز محطات هذا المعرض. وهذه اللعبة التفاعلية مصممة لزيادة الوعي حول الركائز الأساسية الأربع للأمن المعلوماتي، وهي التحضير، والحماية، والمراقبة، والردّ. ويشتمل ختام المعرض اليوم على فعاليات تحت عنوان “دور المرأة في القطاع الصناعي”. وسيشهد محاضرات تلقيها مهندسات يعملن في شركة بي إيه إي سيستمز، من ضمنهنّ فائزات بجائزة بي إيه إي سيستمز للمتدربين، والدكتورة حبيبة السفر، الأستاذ المساعد بجامعة خليفة، والتي ستلقي المحاضرة الرئيسية تحت عنوان “المهندسات في دولة الإمارات ودورهنّ في الاقتصاد المعرفي”.
عدد اليوم
