الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

خبراء النفط يؤكدون أهمية الحوار بين المنتجين والمستهلكين لمواجهة التحديات

17 ابريل 2007 00:13
دبي- محمود الحضري: أكد خبراء النفط والغاز أهمية الحوار المستمر بين المنتجين والمستهلكين في السوق العالمي للطاقة، ومواجهة التحديات التي تواجه القطاع في السنوات المقبلة، وتوقع الخبراء أن تدخل 100 دولة قطاع انتاج الطاقة النووية في غضون السنوات العشر المقبلة، وأن تضخ الدول المنتجة للنفط مليارات الدولارات من أجل زيادة الانتاج، مقدرين حاجة العالم لاستثمار 100 مليار دولار في قطاع الغاز في السنوات العشر المقبلة، في ظل توقعات لهم بنمو الطلب بنسبة 10% نتيجة الحركة الاقتصادية المتنامية عالميا، خاصة في الصين والهند· وأكد سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس دائرة الطيران المدني في دبي الرئيس الأعلى لطيران الامارات، في افتتاح مؤتمر ''الشرق الأوسط للنفط والغاز'' في دبي أمس، بحضور أكثر من 300 متخصص في قطاع الطاقة، على أن النمو الاقتصادي الذي تشهده المنطقة والعالم يضيف طلباً على الطاقة بشكل كبير، وهو ما يستدعي اتخاذ اجراءات تدعم وتلبي احتياجات الطلب عالمياً، مشيراً إلى أن السنوات المقبلة تحتاج تعاونا أكبر بين المنتجين والمستهلكين في مجال الطاقة· وأوضح أن المنطقة، وعلى مدى الخمسين عاماً الماضية، لعبت ومازالت تلعب الدور المحوري في تلبية احتياجات العالم من الطاقة، واستثمرت الدول النفطية في مشروعات جديدة ومتنوعة لزيادة الانتاج وتزويد العالم باحتياجاته النفطية، وخلال السنوات الخمس المقبلة سيتم ضخ استثمارات أخرى· وقال سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم: إن معدلات النمو في منطقة الخليج وفي الاقتصاد العالمي يمكن لها ان تحافظ على معدلاتها الحالية بسبب قدرة منتجي الطاقة على تلبية الطلب، لكن تحقيق هذا الهدف يتطلب ضخ استثمارات جديدة في هذه الصناعة، مشيرا إلى عدد من العوامل تؤثر في تنفيذ مشاريع الطاقة بدءا من فكرة المشروع وحتى تسليم المنتج، داعيا الى توفير الجودة والكفاءات التي تستطيع تنفيذ المشاريع، خصوصا مع زيادة الطلب على مصادر الطاقة الذي يترافق مع طول فترة تسليم المشاريع· وتابع قائلا: هناك تفاؤل حذر في مستقبل مشرق بمنطقة الخليج اذا تمكن القطاع الخاص والحكومات من خلق صناعة طاقة عالمية قادرة على تلبية الطلب العالمي، ويجب ألا نتهم الحكومات فقط بعدم المرونة ونقص الابداع في تنفيذ المشاريع، لأن شركات النفط العالمية تتحمل هي الاخرى المسؤولية، ونموذج الشركات الاستثمارية النفطية الذي رأيناه قبل 50 عاما لم يعد صالحا لمتطلبات وظروف الحياة في هذه الايام· وذكر أن تلبية الطلب على الطاقة خلال الاعوام المقبلة يتطلب من شركات النفط العالمية التكيف مع الافكار الابداعية الجديدة لتحقيق المستقبل المنشود من خلال الشراكة بين الحكومات وشركات النفط· وقال معالي محمد بن ضاعن الهاملي، وزير الطاقة، رئيس منظمة أوبك: إن أهمية المؤتمر تنبع من كونه لا يقتصر على مناقشة أمر الطاقة فقط، بل يمتد لمناقشة الأمور ذات الصلة بالعرض والطلب وتحديات المستقبل، بشكل يتكامل مع رؤية ''أوبك'' التي تسعى لإيجاد توازن بين العرض والطلب وتوفير متطلبات المستهلكين والمشترين من خلال تفاهم مشترك· وأضاف: في الوقت الذي تسعى فيه الاقتصاديات الناشئة كالصين والهند لتأمين امدادات ثابتة وموثوق بها من الطاقة، فقد بدا غياب مدى حاجة الدول المنتجة لما يسمى بأمن الطلب، والشفافية في السياسات التي تهدف إلى التأثير على الطلب، ولاشك أن ذلك سيدعم إلى حد كبير الدول المنتجة في عزمها على الاستثمار في مشاريع مستقبلية لزيادة طاقاتها الانتاجية والمحصلة ستكون مزيداً من أمن الطاقة للجميع· وأكد معالي الوزير أن اعضاء منظمة ''أوبك'' ملتزمون تماماً بتأمين انسياب امدادات منتظمة من الطاقة إلى المستهلكين وضمان استقرار السوق، مشيراً إلى أن ''أمن الطاقة'' لا يشمل فقط الدول المنتجة، ولكنه قضية مشتركة تهم المستهلكين لضمان التزويد المنتظم للنفط بأسعار مناسبة للجميع، داعيا الى تبني سياسات الشفافية في الطلب حتى تقوم الدول المنتجة بالاستثمار في توسيع طاقاتها الانتاجية في المستقبل بما يضمن أمن الطاقة للجميع· وشدد على التزام المنظمة الدولية بتوفير الامدادات الكافية من النفط والمحافظة على استقرار الاسواق، وقال ان استقرار اسواق النفط في العالم لا يعني ان الدول المنتجة للنفط لا تواجه صعوبات في الوفاء بمسؤولياتها العالمية، فهناك تزايد في كلفة الانتاج نتيجة ارتفاع تكلفة المواد الخام والمعدات خصوصا الحديد، فضلا عن نقص العمالة الماهرة المؤهلة، مما يتطلب تشغيل المزيد من الكوادر الهندسية والجيولوجية والفنية الجديدة· وأشار الى القلق الذي يساور الدول المنتجة فيما يتعلق بالسياسات الهادفة الى تحويل الاستثمارات بعيدا عن صناعة النفط، أو التحيز ضد النفط من خلال انواع الوقود الاخرى، حتى لو كانت اكثر تلوثا مثل الفحم او فرض مزيد من الضرائب على منتجات البترول بدون داع، قائلا: علينا ان ندرك اهمية المحافظة على البيئة وحمايتها، وهناك العديد من المبادرات التي قامت بها ''اوبك'' لتقليل انبعاث الغازات الضارة ودعم تقنيات تقليل هذه الانبعاثات· وقال فريدون فيشاراكي، رئيس مجلس إدارة شركة ''فاكتس جلوبال'' للطاقة الأميركية: تمثل أسواق الصين والشرق الأوسط والولايات المتحدة المحرك الرئيسي للنفط في العالم، وتستحوذ كل من الصين والهند وآسيا عامة على ما يتراوح بين 70% و80% من حجم الطلب على النفط في السنوات المقبلة، مشيرا إلى أنه من المتوقع انخفاض إنتاج ''أوبك'' بمعدل 1,2 إلى 1,5 مليون برميل يومياً حتى عام ،2012 بينما سينخفض انتاج الدول خارج أوبك بنحو 500 إلى 800 ألف برميل يوميا، في الوقت الذي سيرتفع الطلب فيه بنحو 800 إلى 900 ألف برميل يومياً في الفترة نفسها· وأشار فريدون إلى أن السعر الحالي للنفط مناسب وغير مرتفع، إلا أن مستقبل الأسعار محكوم بسيناريوهين الأول إما أن يصل السعر إلى 80 دولاراً للبرميل، أو يقل إلى 40 دولاراً للبرميل، وكلا السيناريوهين له مبرراته، ويتوقف على حجم الطلب والمعروض في الأسواق العالمية، لافتا إلى العودة إلى الوقود النووي، وخلال السنوات العشر المقبلة ستدخل 100 دولة على الأقل حول العالم في انتاج الطاقة النووية، وتابع: لاشك أن قطر هي أكبر منتج للغاز في العالم، وتستثمر أكثر من 18 مليار دولار في انتاجه، وهناك حاجة إلى استثمار 100 مليار دولار على مستوى العالم في هذا المجال لمواجهة الطلب العالمي· وقال الدكتور إبراهيم مشاري، نائب رئيس شركة ''أرامكو'' للتسويق والتخطيط إن 86% من الطاقة في العالم تأتي من مصادر النفط والغاز، مما يؤكد أهمية القطاع مقارنة بمصادر الطاقة الأخرى، مستبعداً أي تأثيرات على انتاج النفط جراء التداعيات السياسية في ايران، وأشار إلى أن العوامل الطبيعية هي الأكثر تأثيراً في احتياجات الطلب على الطاقة في العالم، مثل اعصار ''كاترينا''، اضافة إلى عوامل أخرى مثل النمو الاقتصادي خاصة في الصين والهند· وحدد مشاري التحديات التي تواجه قطاع الطاقة والنفط والغاز في التوازن بين متطلبات المشترين والمنتجين، والانعكاسات البيئية الناجمة عن الانبعاثات الغازية وأضرارها على البيئة بصفة عامة، مما يتطلب جهودا جماعية للمواجهة· وأفاد جولمان حسين نزاري، وكيل وزارة النفط الايراني والعضو المنتدب لشركة النفط الوطنية الايرانية، بأن استثمارات ايران في القطاع النفطي يمكن أن تصل إلى 137 مليار دولار بين عامي 2005 و،2014 مشيرا إلى أن مشروع الغاز مع شركة ''نفط الهلال'' في الشارقة مازال قيد الدراسة رغم تحمس إيران له بقوة، مبديا استعداد بلاده للتعاون مع مختلف دول العالم في القطاع النفطي، ومشددا في الوقت نفسه على أن انتاج بلاده من النفط لن يتأثر بأية أحداث سياسية، وأن السعر الحالي للنفط جيد·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©