السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هجرة الرسول رحلة المعجزات من مكة الى المدينة

هجرة الرسول رحلة المعجزات من مكة الى المدينة
25 نوفمبر 2011 00:09
هجرة من مكة إلى المدينة كانت حدثا تاريخيا مهما غير مجرى الدعوة الإسلامية، وفيه كثير من الأسرار الالهية والاعجاز الرباني الذي حير العقول والقلوب مما يشهد بقوة تحمل الرسول وصدق الرسالة المحمدية وخلودها وعالميتها. ويقول الدكتور زغلول النجار رئيس لجنة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم في المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية إن القرآن الكريم تناول حادثة الهجرة في سورة الانفال، يقول الله تعالى:” وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين “ الاية 30، والآية الكريمة تستعرض الفارق الكبير بين وضع المسلمين في مكة قبل الهجرة وموقفهم في المدينة المنورة بعد الهجرة، وتصور النقلة الهائلة التي تمت بتوفيق الله ورعايته، وبحسن التدبير والتخطيط من رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وبقوة إيمان أصحابه بنبوته ورسالته، وشدة حبهم له، وتفانيهم في الوفاء له ولدعوته. عمرو أبو الفضل (القاهرة)- أشار الدكتور زغلول النجار الى أن كتب التاريخ الإسلامي تروي أنه بعد بيعتي العقبة الأولى والثانية انتشر الإسلام في يثرب حتى لم يبق بيت من بيوت الأنصار إلا وقد دخله دين الله، فأمر رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مسلمي مكة بالهجرة إليها. وقال إن مشركي قريش راوا في خروج المسلمين خطرا جسيما عليهم لتركز المسلمين فيها واتخاذهم من الذين أسلموا من أهل يثرب منعة ومن أرضها حصنا، فحذروا من خروج رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إليهم لأنه لو وصل إلى تلك المدينة لجمع المسلمين لمحاربة أهل الكفر والشرك والضلال في شبه الجزيرة العربية. اجتماعي للتشاور وأضاف أن المشركين تنادوا إلى اجتماع في دار الندوة من أجل التشاور في أمر رسول الله، صلى الله عليه وسلم في محاولة لمنعه من الوصول إلى يثرب بأي ثمن، واقترح فريق حبسه حتى الموت، لكنهم خشوا أن يعيرهم العرب بذلك، فاقترح الأسود بن عمرو نفي رسول الله- صلى الله عليه وسلم- الى خارج مكة، وأيضا تخوفوا من حسن حديثة، وقوة منطقه وقدرته على الاستيلاء على النفوس والقلوب. وقال ان مشركي مكة استقروا بعد مداولات طويلة على أن يقتلوا رسول الله، صلى الله عليه وسلم- ويتولى إثم ذلك فتية أشداء يمثلون أغلب بطون مكة حتى يتفرق دمه في القبائل‏،‏ وهذه الخطة كانت تهدف الى جعل بني هاشم يعجزون عن قتالهم جميعا‏،‏ فيرضوا بالدية‏،‏ وينتهي الصراع ويروي ابن إسحق ان جبريل-عليه السلام- أتى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال، لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. قال: فلما كانت عتمة اجتمعوا على بابه يرصدونه متى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- مكانهم قال لعلي بن أبي طالب:” نم على فراشي، وتدثر ببردي هذا الأخضر، فنم فيه، فإنه لن يخلص إليك شئ تكرهه منهم”، وذكر الإمام أحمد عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال:” وبات المشركون يحرسون عليا يحسبونه النبي فلما أصبحوا ساروا إليه، فلما رأوه عليا رد الله- تعالى- عليهم مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتفوا أثره، فلما بلغوا الجبل اختلط عليهم، فصعدوا في الجبل، ومروا بالغار، فرأوا على بابه نسج العنكبوت، فقالوا: لو دخل هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال “. ويقول الدكتور أحمد شوقي ابراهيم رئيس المجمع العلمي للاعجاز العلمي للقران والسنة إن الهجرة أحد أعظم ثلاثة أحداث كبرى في تاريخ الدعوة الاسلامية واسرارها ومعجزاتها شاهدة على صدق الرسالة المحمدية، مضيفا ان خروج الرسول، صلى الله عليه وسلم، من دار أبى بكر من معجزات الهجرة، فقد رأى فتيان قريش وهم مسلحون بالسيوف ومحدقون ببيته ينتظرونه اذا خرج، أو يثبون عليه اذا نام، فخرج من خوخة خلف بيت أبى بكر، وأخذ حفنة من التراب ونثرها فوق رؤوس الفتيان وقرأ قول الله تعال:” وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون “ 9 يس. وأضاف أن غار ثور وما حدث فيه من المعجزات الربانية التي تستحق التأمل والتبصر لعجيب ومن ذلك انصياع المخلوقات لامر الله تعالى وفطرة خلقه، مبينا ان كفار قريش جاءوا مع أحد قفاء الاثر، ووقف على غار ثور وقال: هنا انقطع الاثر، فقال أحدهم: قد يكونان في الغار، فصعد أحدهم الى فتحة الغار. وعاد وقال ان عليه نسيج العنكبوت، قبل ميلاد محمد، وقد رأيت حمامتين وحشيتين ترقدان على بيضهما، فعرفت أن ليس في الغار أحد، وازداد القريشيون اقتناعا بأن الغار ليس فيه أحد، عندما رأوا شجرة تدلى أحد فروعها على فوهة الغار، ولا سبيل للدخول فيه الا بازالة تلك الفروع فضلا عن ازالة نسيج العنكبوت. وكل ذلك كان معجزة من المعجزات. وأضاف الدكتور كارم غنيم الاستاذ بجامعة الازهر ورئيس جمعية الاعجاز العلمي للقرآن والسنة ان الرسول الكريم تنبأ في هجرته المباركة وهو مهاجر من بطش قريش بأن الله تعالى سوف يغنم أمته كنوز كسرى وتاجه ويلبسها سراقة الأعرابي، موضحا ان كفار قريش ساءهم اخفاقهم في العثور على النبي-صلى الله عليه وسلم- فجعلوا مئة ناقة لمن يرده عليهم، ومكث الرسول-صلى الله عليه وسلم- وصاحبه ثلاث ليال في الغار ثم انطلقا ومعهما عامر بن فهيرة ودليل من المشركين وثق بأمانته وخبرته استأجره الرسول-عليه الصلاة والسلام- فسار به على طريق الساحل، واراد سراقة بن مالك بن جعشم أن يحصل على المئة من الابل، فخرج يطلبهم وأدركهم وكاد يمسك بهم. شاة أم معبد ويقول ان حادثة شاة أم معبد من أعظم المعجزات التي وقعت في الهجرة، مضيفا أن الرسول- صلى الله عليه وسلم- مر في طريقه الى المدينة هو وصاحبه وتابعه على أم معبد الخزعية، فسألوا تمرا ولحما ليشتروه، فلم يكن عندها شيء من ذلك، فارادوا الاستضافة: فقالت ما عندنا طعام وشراب، الا شاة هزيلة خلفها الجهد عن الغنم. فقال-عليه الصلاة والسلام:” هل بها من لبن؟” قالت: هي أجهد من ذلك وجف ضرعها. قال:” أتأذنين في أن أحلبها ؟”، قالت: نعم إن رأيت بها حلبا فاحلبها. ودعا الرسول- صلى الله عليه وسلم- الله ومسح ضرعها وقال:” اللهم بارك في شاتها فتفاجت ودرت، فدعا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بإناء لها فحلب فيه حتى امتلأ، فسقاها فشربت حتى رويت، ثم سقى أصحابه فشربوا حتى رووا، فشرب عليه السلام آخرهم وقال:” ساقي القوم آخرهم شربا “ فشربوا جميعا، ثم انطلقوا، وهي امثلة على الاعجاز الالهي للهجرة المباركة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©