السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«سوارم» تنطلق غداً لدراسة المجال المغناطيسي للأرض

21 نوفمبر 2013 00:49
باريس (أ. ف. ب) ــ تنطلق غداً الجمعة مهمة “سوارم” الأوروبية وقوامها ثلاثة أقمار اصطناعية مهمتها دراسة الحقل المغناطيسي للأرض من الجو، وهي ظاهرة مركبة ومتغيرة ما زالت تفاصيلها غامضة رغم مرور أكثر من ألفي عام على اختراع البوصلة. وتقول ميوارا مانديا الخبيرة في وكالة الفضاء الفرنسية والعاملة في المهمة “إذا كان حقل الجاذبية واضحا للجميع، فإن الحقل المغناطيسي للأرض لا يمكن أن نراه، ولكنه يحيط بنا من كل مكان، ويحمينا، وخصوصا من العواصف الشمسية”. ومصدر الحقل المغناطيسي الرئيسي للأرض يقع تحت أقدامنا على عمق ثلاثة آلاف كيلومتر، وقوامه الحديد والنيكل في حالة الانصهار في نواة كوكب الأرض، وتشكل هذه النواة ما يشبه الـ”دينامو”، وخصوصا بسبب التيارات التي تخترقه. وإلى جانب ذلك، تُضاف مصادر أخرى أقل أهمية، منها الصخور الممغنطة في القشرة الأرضية، وعوامل خارجية منها أجزاء من الغلاف الجوي تشحن كهربائيا بسبب التفاعل مع الأشعة الشمسية، بحسب ما يوضح جوتييه هولو من الباحث في معهد فيزياء الأرض في باريس.وتقول مانديا “إنها ظاهرة شديدة التعقيد، تتغير بحسب المكان والزمان. نعلم أن هناك مصادر عدة للمجال المغناطيسي، ولكن في كل نقطة من الأرض تختلط هذه العوامل مع بعضها بشكل مختلف”. ولهذه الأسباب، قررت وكالة الفضاء الأوروبية في مهمتها “سوارم” استخدام ثلاثة أقمار اصطناعية متشابهة بالتزامن، تعمل في مدار الأرض المنخفض. ويزن كل من هذه الأقمار الاصطناعية 470 كيلوجراما، ومن المقرر أن تطلق إلى الفضاء يوم غد الجمعة بواسطة صاروخ من طراز روكوت من قاعدة بليسيتسك في روسيا. وستسبح هذه الأقمار في مدارات مختلفة، إذ سيُحلق اثنان منها على ارتفاع 460 كيلومترا عن سطح الأرض، فيما يدور الثالث في مدار الأرض على ارتفاع 530 كيلومترا، الأمر الذي سيتيح للعلماء التمييز بين مصادر المجال المغناطيسي، وإعداد خريطة تفصيلية للتغيرات المغناطيسية بحسب الزمن والمكان. ومن أجل ضمان دقة عالية في العمل، حرص العلماء على أن تخلو الأقمار الثلاثة من أي مواد أو أجهزة يمكن أن تشكل مجالا مغناطيسيا. وبفضل المعطيات التي ستجمعها مهمة سوارم على مدى أربعة أعوام على الأقل، يأمل العلماء في التعمق في فهم تغيرات المجال المغناطيسي، ولا سيما فهم ظاهرة الانخفاض السريع في قوة المجال المغناطيسي في جنوب المحيط الأطلسي التي مازالت تشكل لغزا محيرا لهم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©