واشنطن (رويترز) - كشف جدول زمني نشرته وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” أمس الأول أن قادة الوزارة عرفوا بالهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بعد ساعة من بدئه، وأنهم عجزوا عن تعبئة التعزيزات الموجودة في أوروبا في وقت مناسب لمنع موت السفير الأميركي.
ووفقاً للجدول الزمني للبنتاجون فإن قيادة أفريقيا بالجيش الأميركي التي تتخذ من أوروبا مقراً لها أمرت بتحويل طائرة بلا طيار للمراقبة إلى بنغازي بعد 17 دقيقة فقط من بدء الهجوم على القنصلية، في أول رد فعل عسكري على الحادث. واستغرق وصول الطائرة أكثر من ساعة. وتم إخطار مكتب وزير الدفاع ليون بانيتا بالهجوم بعد 50 دقيقة من بدء الهجوم، وعلم بانيتا به بعد فترة وجيزة من ذلك، خلال توجهه هو ورئيس هيئة الأركان المشتركة لاجتماع سبق ترتيبه مع الرئيس أوباما في البيت الأبيض.
وحسب الجدول الزمني، فإن أوباما وبانيتا والجنرال مارتن ديمبسي قائد هيئة الأركان الأميركية المشتركة ناقشوا الردود المحتملة على أحداث بنغازي خلال الاجتماع الذي بدأ بعد 78 دقيقة من بدء الهجوم على القنصلية. وعاد بانيتا وديمبسي بعد ذلك لوزارة الدفاع وبدءا سلسلة اجتماعات استمرت ساعتين مع الجنرال كارتر هام قائد قيادة أفريقيا وقادة عسكريين كبار آخرين من الساعة 12 مساءً إلى الثانية صباحاً لتنظيم الرد على الهجوم.
وخلال وصول بانيتا وديمبسي إلى البنتاجون قام فريق من المخابرات المركزية الأميركية “سي آي إيه” ونقل الناجين من القنصلية بعد ساعتين من بدء الهجوم. وكان السفير كريستوفر ستيفنز مفقوداً. وعثر عليه لاحقاً في مستشفى محلي، وقد مات على ما يبدو مختنقاً في المجمع الدبلوماسي الذي امتلأ بالدخان بعد أن أضرم المهاجمون فيه النار. ومات ستيفنز و3 أميركيين آخرين في الهجوم على القنصلية وملحق قريب للاستخبارات المركزية الأميركية.
ورفض مسؤولون دفاعيون كبار، شريطة عدم نشر أسمائهم، اتهام “البنتاجون” بالبطء في إرسال تعزيزات لإنقاذ القنصلية. وقال مسؤول إن “البنتاجون تحركت بسرعة بعد علمها بما يجري في بنغازي”. وأضاف أن قوات مشاة البحرية والقوات الخاصة والأفرع العسكرية الأخرى إما تم توظيفها أو تحريكها خلال الهجوم. وقال “للأسف لم يتوافر بديل أو خيارات طيران إضافية لتكون فعالة من الناحية الزمنية”.
وقال مسؤول دفاعي كبير للصحفيين “عندما وصلت التقارير الأولية عرفنا أنه لا يمكن الوصول إلى السفير. “ناقشنا على سبيل المثال احتمال القيام بسيناريو لإنقاذ رهائن... لم نكن نعرف ما إذا كان هذا سيكون حدثاً يستغرق ساعات أو أياماً أو فترة أطول”. وخلال الاجتماع صاغت المجموعة رداً على الهجوم وأعطت أوامر شفهية للتحضير لإرسال فريقين من قوات مشاة البحرية المتخصصة في مكافحة الإرهاب ووحدتين من القوات الخاصة إحدهما متمركزة في أوروبا والأخرى في الولايات المتحدة.
وكان جدول زمني نشرته “سي آي إيه” الأسبوع الماضي ذكر أنها أرسلت فريق تعزيز لمساندة الطاقم الموجود في بنغازي لكنه تأخر في مطار طرابلس. ووصل فريق التعزيز إلى قاعدة المخابرات الأميركية في بنغازي مع بداية هجوم بالمورتر من متشددين على القاعدة، ما أدى إلى قتل اثنين من رجال الأمن. وبعد ذلك بساعة وصلت وحدة عسكرية ليبية إلى قاعدة المخابرات الأميركية وساعدت في إخلاء كل الأميركيين وجثث ستيفنز والأميركيين القتلى الآخرين.
عدد اليوم
