الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حماد: بعثة الأهلي قضت 6 أيام من التعنت والتهديد والرعب

حماد: بعثة الأهلي قضت 6 أيام من التعنت والتهديد والرعب
23 نوفمبر 2015 00:18
وليد فاروق (جوانزو) كشف أحمد خليفة حماد، المدير التنفيذي للنادي الأهلي، عن كواليس الفترة الحرجة والأيام الستة التي عاشتها البعثة، قبل خوض إياب نهائي دوري أبطال آسيا أمس الأول، ولم يكن أمامهم إلا التقدم بشكوى إلى الاتحادين الدولي والآسيوي، وطلب تأجيل المباراة ونقلها إلى مكان آخر، في ظل وجود العديد من المضايقات والإجراءات التي توحي بتهديد سلامة وأمن البعثة، علماً بأن الأزمة قبل التقدم بالشكوى وصلت إلى درجة تدخل وزارة الخارجية الإماراتية، وسفارة الدولة في بكين لإجراء اتصالات مع المسؤولين الصينيين، في محاولة لتذليل العقبات. وتركزت الأسباب التي دعت إلى التقدم بالشكوى على جزئيتين رئيسيتين، أولهما وجود أمر غامض تدركه السلطات الصينية يهدد أمن وسلامة البعثة، والثاني مراوغة جوانزو في عدم منح الأهلي حصته من التذاكر، ومحاولته حرمان الجماهير الإماراتية من الحضور إلى الصين بأي وسيلة!. وأضاف: ترتيبات وصول البعثة بدأت منذ أسبوعين، وتحديداً في اليوم التالي لمباراة الذهاب، حيث سافر شخصياً للاتفاق على ملعب التدريب وفندق الإقامة، خلال المعسكر الذي يسبق «الإياب»، وكذلك الفندق الذي يقيم فيه الفريق قبل المباراة بيومين، وتم بالفعل توقيع العقود، وإجراء التحويلات البنكية للوفاء بالتعاقدات. وقال: فوجئنا عقب ذلك أن الفندق يريد «التنصل» من اتفاقه والعقود المبرمة بيننا، وخاطبنا لفسخ التعاقد، ولكن تمسكنا بإتمام التعاقد، خاصة عندما عرفنا أن هناك تعليمات من أجهزة الأمن والشرطة للفنادق القريبة من استاد تيانهي برفض استضافتنا، وأنهم حرضوا فندق الإقامة على طلب فسخ التعاقد، وبالتالي إذا وافقنا على ذلك فلن نجد فندقاً آخر قريباً يوافق على الانتقال إليه. وأوضح أن المشاكل بدأت مبكراً، وقال: لاحظنا تأخيراً متعمداً في إصدار التأشيرات، رغم إرسال الطلبات قبلها بفترة طويلة، وكانت المفاجأة الكبيرة قبل سفر البعثة مباشرة يوم 14 نوفمبر، حيث فوجئنا بعدم الموافقة على هبوط طائرة الأهلي الخاصة التي تقل الفريق من دبي إلى جوانزو، وطلبت سلطات الطيران المدني في جوانزو بضرورة إحضار ما يفيد أن هذا هو فعلاً الأهلي، ولديه مباراة مع جوانزو في نهائي دوري أبطال آسيا!. وقال: خاطبنا جوانزو أكثر من مرة، في محاولة لحل ذلك بصورة ودية، ومنعاً للمشاكل، ولكن للأسف تجاهل النادي كل مخاطبتنا، ولم يرد علينا إطلاقاً، مما اضطرنا إلى طلب تدخل وزارة الخارجية الإماراتية وسفارة الدولة في بكين، والتي أجرت اتصالات على أعلى مستوى مع نظيرتها في الصين، لتذليل الصعوبات، وفعلاً حصلنا على إذن الهبوط قبل موعد قيام طائرة الأهلي من دبي بـ8 ساعات فقط، وفي الوقت نفسه حاولنا إبعاد الفريق عن المشاكل، وعدم إثارتها في الإعلام أيضاً، حتى لا تصل أخبارها إلى اللاعبين، حفاظاً على تركيزهم من أجل الهدف الأكبر. تجاهل متعمد وأشار إلى أنه عقب الوصول إلى جوانزو وجدت البعثة تجاهلاً غير عادي، ولا يليق بفريق حضر لخوض نهائي دوري أبطال آسيا، لدرجة أن اللاعبين يخرجون ويدخلون الفندق من دون وجود فرد أمن، ومحاولات للتضيق، والادعاء بأنهم يتجسسون علينا، رغم أن مسألة متابعة تدريبات الفريق لا تحتاج إلى تجسس أو محاولة «التلصص» بهذه الصورة «الفجة»، ولكن هناك غرض آخر، لأن من يقوم بهذه التصرفات لا يلفت النظر إليه، ومن الواضح أن الهدف هو تسريب القلق إلى نفوس اللاعبين، وإثارة القلاقل داخل الفريق. ومع اقتراب موعد المباراة، والانتقال إلى فندق الإقامة الرسمي «الريتز كارلتون» يوم 19 نوفمبر، فوجئ مسؤولو الأهلي بأن الشرطة في جوانزو قامت بالاتفاق مع شركة أمن خاص على تأمين مقر الإقامة بحوالي 200 فرد أمن، بما يفوق عدد أعضاء بعثة «الفرسان»، ليس هذا فقط، ولكن مطالبتهم بدفع تكلفة استقطاب شركة الأمن الخاصة، بما يعادل 50 ألف دولار يتحملها الأهلي! وقال حماد: طلبنا من «الآسيوي» عقد اجتماع عاجل بحضور ممثل عنه، وأيضاً جوانزو والشرطة والاتحاد الصيني، ومندوب من فندق الإقامة، وعقدنا اجتماعاً ماراثونياً استمر من الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى الساعة الثامنة مساءً، لمناقشة التذاكر التي يرفض جوانزو منحها لجماهيرنا، والثاني مسألة تأمين الفندق والمبلغ المطلوب لذلك. وقال حماد: تحسباً لأي أمور غير متوقعة، اصطحبت المبلغ المطلوب، ولكن فوجئنا مجدداً بأن الفندق لم يطلب هذا التأمين، أو دفع الأهلي أي مبالغ، في الوقت الذي رفض الاتحاد الآسيوي تحميلنا أي مستحقات، لأن هذا مخالف للوائح، ولا يوجد ما يلزم دفع أي مصاريف من أجل تأمين البعثة، بل هدد باتخاذ إجراءات تصعيدية ضد جوانزو، الأمر الذي دعا ممثل النادي الصيني، إلى الموافقة على دفع المبلغ ووقع عقد التأمين. وفيما يخص المسألة الثانية، المتعلقة بالتذاكر، أعلن جوانزو أن نسبة التذاكر المستحقة لجماهير الأهلي تبلغ 2100 تذكرة فقط، عبارة عن 5% فقط من مقاعد الملعب، وليس 8% مثلما فعل في الذهاب، علماً بأن النسبة الحقيقية في النهائي تتقلص إلى 5% فعلاً، وحدد جوانزو سعر التذكرة بـ 3 آلاف يوان، «500 دولار»، وإجمالاً يكون المبلغ المطلوب حوالي مليون و50 ألف دولار، رغم أننا منحناهم التذكرة في مباراة الذهاب بـ 100 درهم، و100 تذكرة هدية من الأهلي. وأضاف: وصل الحال بيننا إلى نوع من «الفصال» كما لو أننا في سوق، وليس في اجتماع بين مسؤولي ناديين يخوضان نهائي الأبطال بعد ساعات، ولم يتوقف الأمر عن هذا الحد، بل في النهائية أبلغونا بأنهم باعوا كل تذاكر الملعب، وليس لديهم تذاكر لنا، وهنا تدخل مجدداً مسؤول الاتحاد الآسيوي، وهدد جوانزو من جديد، لأن الأهلي التزم بكل اللوائح، وفي النهاية تم الاتفاق على تخفيض عدد التذاكر وقيمتها، ليصبح المتاح لجماهيرنا 1200 تذكرة، بجانب 150 تذكرة خاصة بكبار المسؤولين، مع تخفيض القيمة إلى 1500 يوان «250 دولاراً»، وتم تحويل المبلغ المطلوب «مليون و100 ألف درهم» يوم الجمعة. وفي الوقت الذي انتظر فيه مسؤولو الأهلي الحصول على تذاكر المباراة قبلها بـ24 ساعة فقط، جاءت المفاجأة الجديدة برفض جوانزو إرسال التذاكر، بحجة أن التحويل المالي لم يصل، علاوة على طلب الشرطة الحصول على جوازات سفر جميع الجماهير الإماراتية التي تحضر اللقاء، أي أنها كانت تريد تجميع جوازات سفر حوالي 1350 فرداً قبل دخولهم الاستاد، وهو ما رفضه الاتحاد الآسيوي من جديد، لأنه مخالف للوائح القارية. ووسط الأحداث المتلاحقة ومحاولات عرقلة حضور الجماهير الإماراتية وإثارة «الرعب» في نفوس بعثة الفريق من خلال وجود 200 فرد أمن حول الفندق، بما يوحي أن أمن وسلامة البعثة مهددة، وهناك أمر يعرفه الجانب الصيني، ولم تطلع عليه بعثة الأهلي، قرر النادي التقدم بشكوى رسمية إلى «الفيفا» والاتحاد الآسيوي في الساعة الرابعة فجر السبت «يوم المباراة»، مطالباً بتأجيل اللقاء ونقله إلى أي مكان آخر، حرصاً على سلامة البعثة وأمن الجماهير الإماراتية، وأظهر الأهلي في شكواه، التي أعدها محاميه الإيطالي، شعور البعثة بالخوف من أن هناك خطراً ما يهددهم. وأوضح حماد أنه تلقى على الفور إخطاراً من الاتحاد الآسيوي في التاسعة صباح يوم المباراة بعقد اجتماع عاجل في الثانية عشرة ظهراً، وقبل موعد المباراة بـ8 ساعات، لمناقشة الشكوى، مشيراً إلى أن «الآسيوي» والشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد أبديا تفاهماً وتعاوناً كبيراً مع الأهلي، وهو ما أضطر جوانزو إلى تسليمنا التذاكر، والتي تم إعدادها في توقيت تسليمها للأهلي. وأضاف أن الجماهير الإماراتية عانت الأمرين، خلال دخولها ملعب المباراة، من إجراءات تفتيش متعنته، وحرمانها من اصطحاب أدوات التشجيع المعتادة، وحتى أعلام الدولة منعوها من اصطحابها داخل الملعب، علماً أن الجماهير الصينية المعاملة معها كانت مختلفة، وسمحوا لهم بدخول كل أدوات تشجيعهم، والتي تفوق ما كانت الجماهير الإماراتية تصحبها. وشدد المدير التنفيذي للأهلي على أن إدارة النادي حاولت بقدر الإمكان حل المشاكل بشكل ودي، حفاظاً على تركيز الفريق، وفي الوقت نفسه لم تتأخر عن تقديم الشكوى، إلا بعد استنفاد كل الطرق الودية، خاصة أن الاتحاد الآسيوي أبدى تفاهماً وتعاوناً كبيرين، وقال: طرح الكواليس المزعجة الآن ليس الهدف منها تبرير الخسارة، ولكن لإيضاح الفارق في التنظيم بيننا وبين غيرنا، وبصراحة لم نتعرض لمثل هذه المعاملة في الدول التي زرناها خلال مشوار البطولة بما فيها إيران. وعبر حماد عن اعتقاده أن جوانزو اتبع هذا الأسلوب في المعاملة مع الأهلي، ربما محاولة للتأثير على معنويات الفريق وتركيزه قبل المواجهة الحاسمة، وقال: هم لا يعلمون أننا عزلنا الفريق عن كل هذه الأحداث، وحتى مسألة التجسس بالمنطاد لم نتوقف عندها كثيراً، لأن التجسس ليس هو المطلوب في حد ذاته، ولكن إثارة القلق في نفوس اللاعبين، هو الأمر الذي كانوا يريدونه، لأن من يريد أن يتلصص عليك، لا يظهر لك ذلك علانية. ومع الوضع في الاعتبار أن تأجيل المباراة، قبلها بساعات عدة، أمر شبه مستحيل، وصعب التنفيذ، أوضح المدير التنفيذي أن النادي اتخذ هذه الخطوة لأنها حق من حقوقه، وتكفلها له لوائح «الآسيوي»، صحيح أن القرار الفوري صعب، ولكن المؤكد أن هناك عقوبات تنتظر جوانزو. وتمنى حماد أن تكون المشاكل التي عانى منها الأهلي سبباً لتعديل الاتحاد الآسيوي لوائحه، بحيث تكون له سلطة أكبر من النادي، خاصة في المراحل النهائية للبطولة، مع فرض إجراءات أكثر وضوحاً وصرامة بدلاً من المعاناة التي تعرض لها الأهلي على مدار أسبوعين كاملين، وزادت في آخر 5 أيام قبل المباراة، خاصة للبعثة الإدارية، في ظل حرص دائم على عدم إثارة الموضوع على الإطلاق، حفاظاً على تركيز الفريق، وكان هناك اتفاق على طرح الأمر بكل شفافية أمام الرأي العام عقب المباراة مهما كانت نتيجتها، حتى لو فاز الأهلي، والهدف هو الاستفادة من التجارب الصعبة، وإظهار العراقيل المتعمدة التي تعرض لها الفريق. ليكيب: جوانزو لا يزال مخيفاً دبي (الاتحاد) اهتمت الصحف العالمية بالنهائي الآسيوي بين جوانزو والأهلي، خاصة أن المتوج بلقب بطل «القارة الصفراء»، يشارك في مونديال الأندية، الأمر الذي يرفع من درجة الاهتمام بالصراع الآسيوي على اللقب، وتفاعلت صحيفة «ليكيب» الفرنسية بالنهائي، وتتويج الفريق الصيني باللقب، حيث عنونت: «دوري أبطال آسيا.. جوانزو لا يزال مهيباً»، في إشارة إلى أنه واجه فريقاً قوياً، وهو الأهلي الذي بلغ النهائي بجدارة، ولكن خبرة نجوم الفريق الصيني، خاصة العناصر البرازيلية جولارت وإلكيسون وباولينيو كان لها مفعول السحر في حسم اللقب لمصلحة أصحاب الأرض. وتابع التقرير الفرنسي: الآن سوف يجد جوانزو نفسه في مواجهة أميركا المكسيكي في مستهل مشواره بمونديال الأندية، وهي مواجهة صعبة للطرفين، في ظل تقارب المستوى بين بطل الكونكاكاف وبطل آسيا، وفي حال تمكن جوانزو من تحقيق الفوز سوف يتأهل لمواجهة برشلونة في مباراة يصل الفائز بها إلى نهائي البطولة التي تقام باليابان من 10 إلى 20 ديسمبر المقبل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©