في أوقات تقلب أسعار الأسهم يحتاج المستثمرون إلى فهم البيئة التي تحدث فيها مثل هذه التغييرات من خلال المعرفة التي تمكنه من طرح الأسئلة المناسبة واتخاذ القرارات السليمة· إن تعلم الأساسيات بمثابة خطوات ذكية لاستثمار ذكي في الأسهم والسندات وصناديق الاستثمار وغيرها عندما نعلم أن قرارات اليوم هي عوائد وأرباح طائلة في المستقبل فالتخطيط العملي والاستثمار الحكيم هو البداية ولا يشترط أن يكون الشخص عبقريا في الاقتصاد أو يملك ثروة حتى يستثمر في البورصة بقدر ما يحتاج منه الأمر إلى فهم نوع الاستثمار الذي يقبل عليه· ويشير خبراء السوق إلى أن على المستثمر الذكي معرفة وضعه المادي قبل أن يقبل على أي خطوة وهذا من شأنه أن يقضي على الخوف الذي قد يعتريه من خسارة الأموال·
وهناك أصناف من الأشخاص يدخلون البورصة الأول؛ المستثمرون الذين يضعون مدخراتهم لعدة سنوات لجني الأرباح وهناك المضاربون الذين يبحثون عن الربح السريع وهناك صنف نستطيع أن نشير له بالنوع الثالث وهمه الربح السريع فقط دون معرفة أصول الاستثمار·· كل ما في الأمر عواطف وأذواق وأهواء·· هذا الصنف قد يؤدي في واقع الأمر إلى إحداث كارثة في أسواق المال العالمية خاصة إن كان يضارب بمبالغ طائلة·
وتذكر قبل أن تستثمر في البورصة ألا تبدأ عمليات الشراء والبيع إلا بعد مرور فترة كافية من فهم السوق ومن المهم الشراء على مراحل والاحتفاظ دائماً بسيولة كافية تمكنك من اقتناص الفرص· ولا ننسى أن تقليل مخاطر محفظة الأوراق المالية ينطلق من تنوع أسهمها بحيث تجمع مختلف القطاعات الاقتصادية مثل البنوك وشركات الأسمنت والأدوية والصناعات الكيميائية والغذائية وبذلك يستطيع المستثمر أن يحمي نفسه من تعثر أو ركود قطاع معين، وأحذر من الشائعات وتجنب إتباع أسلوب القطيع· إن تذبذب الأسعار في أي سوق مالي يعد حالة طبيعية فأسواق الأسهم مثلها مثل أسواق باقي السلع تمر بدورات متتابعة مثل حالة الاقتصاد الذي يتجه إلى الأعلى أحيانا وإلى الأسفل في أوقات أخرى· الجدير ذكره أن الفترة الزمنية اللازمة للانتقال من سوق منخفض إلى سوق مرتفع تستغرق من سنة إلى ثلاث سنوات في الأسواق المتقدمة وثلاث سنوات أو أكثر في الأسواق الناشئة ويجب الاهتمام بالاتجاه العام للسوق على المدى البعيد مع عدم التركيز على هبوط وصعود الأسعار بشكل يومي· لقد اعتدنا على اتخاذ العديد من القرارات في حياتنا بناء على إحساسنا الداخلي وحسب آراء الآخرين لكن عندما يتعلق الأمر بالاستثمار فالوضع يختلف فعلينا الابتعاد عن إتباع الإحساس الداخلي ونصائح الآخرين وأن نجتهد في البحث والحصول على كم من المعلومات والمؤشرات عن الشركة التي سوف نستثمر فيها فهي المعين لنا في البورصة كما يجب ألا نغفل عن متابعة استثماراتنا إن لم يكن بشكل يومي فبشكل أسبوعي· وأخيراً وليس آخراً الابتعاد عن معاندة السوق فعندما تتتابع الخسائر الواحدة تلو الأخرى ينصح بتصفية المحفظة والانصراف عن السوق لفترة من الزمن حتى تستريح الأعصاب ويصفو الذهن في انتظار فرص أخرى جيدة·
عدد اليوم
