الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الزراعة العضوية تقاوم شح المياه وملوحة التربة

الزراعة العضوية تقاوم شح المياه وملوحة التربة
11 نوفمبر 2012
يعمل المهندس الزراعي ماجد سرور، في مجال الزراعة منذ ما يزيد على 20 سنة، ومن خلال اطلاعه واحتكاكه بالفلاحين والمزارعين من مختلف الدول العربية والآسيوية، أصبحت لديه ثقافة كبيرة بما يدور في المجال الزراعي، وهو يجد أن كثيرا من الدول العربية تعاني تحديات تعيق الإنتاج الزراعي بشكل يغطي حاجة السوق، ولا يوفر سلة غذائية يمكن اعتبارها مساهما في الأمن الغذائي، خاصة في ظل الكوارث والحروب. وفي دول الخليج توجد تحديات أخرى تتمثل في شح المياه وزيادة ملوحة التربة، إلى جانب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، وصيف طويل يؤثر على حجم الزراعة ونوعيتها. موزة خميس (دبي) - يقول المهندس الزراعي ماجد سرور موضحاً: تعتبر العودة للزراعة الخالية من المؤثرات الكيماوية حلم المستهلك، في مواجهة كل الملوثات والمحافظة على الصحة من خلال غذائه، وخلال هذه الفترة من السنة وحتى شهر أبريل من العام المقبل، نجد أن هناك موسما مناسبا لإنتاج الخضراوات التي لا غنى عنها، وتتوافر في الدولة مشاريع زراعية صغيرة بحاجة لدعم في الجانب المتعلق بالمياه، وتشجيعا لأصحابها في الاستمرار بالزراعة، لأن كل دولة تبحث دوما عن تأمين غذاء شعبها. ويضيف سرور: من خلال الزراعة في منطقة تعاني شح المياه، نعمل على توفير المياه عن طريق صهاريج المياه، ولكن على المستثمر أن يجتهد في مواجهة التحديات هذه او غيرها، ومن أجل الحصول على الخضراواتا خاصة خلال هذه الشهور المعتدلة الطقس، نعمل على تجهيز المكان من أجل مواسم توفر لنا الطماطم والبطاطس، إلى جانب الفلفل الرومي والفجل والبصل، خاصة ان هذا النوع من الغذاء يتأثر بما يحدث في العالم، وكثيرا ما ارتفعت أسعار الطماطم وأصبحت نادرة في بعض الشهور بسبب الأوضاع في بعض الدول، ولهذا من المهم النظر الى المنتج المحلي كمنتج أول، من أجل تحقيق الأمن الغذائي بكميات تكفي لفترة طويلة، والعمل على تحويل المنتجات إلى مواد غذائية مجمدة أو على هيئة معجون، مثل الطماطم. معجون الطماطم ويكمل ماجد سرور: من المفترض أن يتعلم المستهلك البحث عن المنتج الزراعي المحلي، الذي ربما لا يستطيع الحصول عليه من بين الخضراوات المستوردة، كما يمكن للبعض أن يعملوا على الزراعة البسيطة في المنزل، حيث يمكن أن تزرع بعض المنتجات خاصة في ظل إضاءة جيدة توفرها الشمس، وبالنسبة للأرض تنجح زراعة الطماطم مثلا في جميع أنواع التربة، والدليل لو قامت ربة المنزل برمي مخلفات الطماطم بعد التقطيع في اي مكان، مع قليل من الماء سوف تجد أن الشجيرة قد نمت وكبرت وأثمرت، بشرط أن يكون هناك تصريف جيد، لا أن تكون الأرض أسمنتية من أسفل التراب أو الرمل. وتوافر الطماطم في المنزل يساعد الأسرة على تحويل الثمار إلى معجون يمكن حفظه لفترة طويلة، بحيث لا تحتاج الأسرة إلى المعلبات ومنتجات مصنعة خارج المنزل، ومن أفضل أنواع المنتجات الزراعية التي لا غنى عنها البطاطس، فهي تعد غذاء رئيساً للعالم، وتأتي في المرتبة الرابعة بعد القمح والذرة والأرز، وتبدأ زراعتها بشراء بعض ثمار البطاطس للحصول على الدرنات. الزراعة العضوية آمنة ويؤكد سرور: يتطلب زرع الخضراوات بشكل طبيعي توافر سماد عضوي يوضع في الحفرة التي تحتضن الشتلة، على أن يكون ذلك قبل أسبوع من وضعها حتى يتخمر السماد في التربة، وأهم ما في الأمر أن يكون مكان زراعتها بعيدا عن الشمس المباشرة، ويصلح لذلك مكانا بقرب الحائط، وفي حال تم شراء شتلة من الأفضل ري الشتلة قبل يوم من غرسها في التربة. كما يمكن شراء عيدان، وغرسها قرب أي شجيرة صغيرة، حتى تتسلق عليها مثل الخيار، حيث يتم تعليق الأغصان وتثبيتها عليها، مما يمنعها من أن تنمو مائلة، وبالتالي يمكن أن تنكسر فيما بعد عندما تظهر الثمار وتكبر، وهناك محاصيل تقطف بعد ثلاث أو أربعة أشهر من زراعة الأشتال، ويستمر النبات في الإنتاج مدة شهرين إلى ثلاثة أشهر بالنسبة لبعض النباتات، وأهم ما يمكن الحذر منه هو عدم الإفراط في ري النبات، لأن ذلك يؤخر النضج ويسرع من إفساد الثمار، ولذلك من الأفضل عدم ترك النبات فترة طويلة دون ري، ثم يتم سقيه بالكثير من المياه للتعويض، فذلك حل غير موفق ويؤدي إلى تشقق الثمار وتشوهها. ويضيف سرور قائلاً: الزراعة العضوية آمنة ومطلوبة لأنها خالية من أية كيماويات، وأي براعم علينا غرسها جيدا في التربة ثم تروى بالماء، وعند زراعة البطاطس تبقى تحت سطح الأرض من 15 إلى 30 يوماً، حيث تظهر الأوراق فوق سطح الأرض وتكبر الثمار تحت سطح الأرض، وتكتمل نمو الأغصان والأوراق لتشكل شجيرة صغيرة، وهناك الكثير من الخضراوات التي يمكن أن تزرع هذه الأيام، وقد تم البدء في زراعة بعضها فعليا في بعض المناطق، مثل البصل الأخضر والفجل والفلفل الرومي، الى جانب الورقيات أو اليخضور، مثل الفجل والجرجير والبقدونس، إلى جانب الفلفل والرويد. بأقل الأسعار ويوضح سرور قائلاً: على المستهلك أن يتعلم كيف تتم عمليات إنتاج الزراعة العضوية، خاصة أنها تتم بطرق لا تضر البيئة، وتستخدم مصادر طبيعية، كالأسمدة العضوية في تغذية النبات، وتعمل على إدامة خصوبة التربة بإضافة مواد ذات مصدر عضوي، مع المحافظة على الدورات الطبيعية للعناصر المغذية، ومن المهم أيضا لهذا النوع من الزراعة أن يعتمد على استخدام المواد الطبيعية البيولوجية في الزراعة، بدلا من الأسمدة الكيماوية والمبيدات ومواد المكافحة الضارة بالصحة العامة، وقد قطعت دولة الإمارات شوطا كبيرا في هذا الجانب، وهي لا تسمح باستخدام السلالات والكائنات المحورة وراثيا، وكذلك المواد الحافظة في عمليات التصنيع والإعداد أو التعليب، وبالتالي يحصل من يزرع على منتج غذائي بأقل الأسعار وبحالة طبيعية جيدة. الغذاء الطبيعي يقول المهندس الزراعي ماجد سرور، إن تشجيع الساحة البيئية الصالحة للزراعة العضوية، وخاصة قبل أي موسم، يعزز قاعدة الموارد الطبيعية ويعزز جودتها، وقد برز دور دولة الإمارات وتوجهها لتشجيع الإنتاج العضوي، وتلك استراتيجية مشرفة نحو الغذاء الطبيعي البعيد عن كل ما هو ضار بالصحة العامة، ويتميز النوع الذي يتم زرعه بشكل طبيعي بأنه طيب المذاق، وعناصره الغذائية متزنة وأقرب إلى الطبيعة، لأنه خال من المواد السامة والضارة، وتفخر الدولة بأنها تقدم منتجاً صحياً ذات مواصفات عالمية..
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©