الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«صفراء حديثي الولادة» خطورتها في إهمال تداركها

«صفراء حديثي الولادة» خطورتها في إهمال تداركها
22 نوفمبر 2011 21:46
تنزعج الأمهات الجدد بعد الولادة بإصابة الطفل باليرقان، أو ما يعرف بـ”صفراء حديثي الولادة”، ويبادر الأطباء بتطمينها على وليدها الجديد، ويؤكدون لها أنها ظاهرة طبيعية وشائعة، ولا خوف على وليدها، وأنها تحدث عادة لنسبة كبيرة من الأطفال الجدد بعد يومين أو ثلاثة أيام من الولادة، وأن الشفاء منها لا يستغرق بضعة أيام معدودة، ويمكن علاجها بسهولة وبشكل فعال.ما هي حقيقة “اليرقان” الصفراء؟ ولماذا تلازم نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة؟ وكيف يمكن التعامل معها والشفاء منها؟ وان كان الشفاء منها لا يتطلب إلا جملة من الإجراءات المحددة، فما هي الأضرار الصحية المحتملة عند تأخر معالجتها؟ يوضح الدكتور سامح العزازي، استشاري أمراض النساء والولادة، حقيقة الإصابة بصفراء ما بعد الولادة، ويقول:”علينا أن ندرك أن هناك نوعين من”اليرقان” المعروف بالصفراء، وهي صفراء فسيولوجية، وصفراء مرضية. فالأولى تظهر عادةً في اليوم الثاني أو الثالث بعد الولادة، وهى حالة شائعة جداً بين الأطفال حديثي الولادة سواء الذكور، والصفراء الفسيولوجية لحديثي الولادة ليست مرضاً، لكنها حالة طارئة، حيث يحتوى دم الطفل على نسبة كبيرة من “البليروبين”، وهو مادة تتكون نتيجة تكسير خلايا الدم الحمراء، ومن الطبيعي أن يقوم الكبد بالتعامل مع البليروبين، والتخلص منه عن طريق الإخراج، لكن كبد الطفل المولود حديثاً لا يكون قد نضج تماماً وكثيراً ما لا يستطيع التعامل مع البليروبين بسرعة، بالإضافة إلى بعض العوامل الموجودة في حليب الأم، فعندما يصل مستوى البيليروبين إلى 16 إلى 18 ملليجرام في كل ديسي لتر من الدم، عادةً ما يحتاج الطفل لعلاج. وعادة نجد هذه الحالة لدى الأطفال المبتسرين لأن أكبادهم تكون أقل نضجاً، فإن هؤلاء يكونون عرضة أكثر لاحتمال الإصابة بهذه الحالة، لذا يجب متابعتهم بدقة. أما الصفراء المرضية، فهي نادرة وأخطر كثيراً حيث ترتفع نسبة البليروبين بشكل خطير”حوالي 25مج/ديسي لتر”، وقد يؤدى ذلك إلى تلف في المخ، أو الإصابة بالصمم، أو الشلل المخي، أو مشاكل أخرى في النمو، وبالرغم من أن صفراء حديثي الولادة عادةً لا تسبب قلق، ونسبة قليلة جداً من الأطفال يصابون بالصفراء المرضية إلا أنه من المهم أن يتابع الأطباء جيداً الحالة، وتعالج بشكل فعال لتجنب ارتفاع نسبة البليروبين في دم الطفل، وتتفاوت نسبته من طفل إلى آخر”. الأعراض يشير الدكتور العزازي، إلى جملة من الأعراض التي قد تظهر على المولود الجديد، ويجب أن تنتبه إليها الأم بعد الولادة، أو المحيطين بها، ويقول:” يجب أن يراقب الأبوان طفلهما جيداً بعد الولادة، وملاحظة أي تغير في لون جلد الطفل بعد يومين أو ثلاثة أيام من الولادة، ومراقبة درجة اصفرار لون الجلد، فهو من أهم علامات وجود الصفراء، وعادة يبدأ الاصفرار من منطقة الرأس حتى يصل إلى القدمين. كثيراً ما يظهر الاصفرار بشكل أكثر في بياض العين وتحت الأظافر. ويمكن للأم أن تختبر وجود الصفراء بالضغط برفق بالإصبع على جلد الطفل حتى تكتشف إذا كان الجلد مصفراً أم لا، كما يمكن أن تلاحظ عدم رغبة الطفل في الرضاعة، وانخفاض مستوى نشاطه، وعليها أن تتصل بالطبيب المعالج على الفور دون إبطاء لعمل تحليل الدم اللازم لأنه أدق طريقة لمعرفة مستوى البليروبين”. ويكمل الدكتور العزازي: “ في حالة النوع المرضي فله أسباب كثيره منها ما يتعلق باختلاف فصيله الدم بين الطفل ووالدته خصوصا عندما تكون فصيلة دم الأم من النوع (o) أو من النوعية السالبة، فيجب أن تعطي الأم علاجا خاصا بعد الولادة إذا كان طفلها يحمل فصيلة دم موجبه بأسرع وقت، وهناك حالات تكون بسبب نقص أنزيمات معينة، وتتطلب علاجا خاصاً”. العلاج عن سبل العلاج، يشير الدكتور العزازي، إلى أهمية تحديد نوع الصفراء وأسبابها أولاً، ولا يجب أن تعتمد الأمهات على العلاج الشائع في البيت بتعريض الطفل لأشعة الشمس من تلقاء أنفسهن، أو وضع الطفل تحت ضوء لمبة النيون المنزلية التي توحي أحياناً باختفاء اللون الأصفر من الطفل، وهذا خطأ شائع وخطير، لأنها تعطي الأهل الشعور بأمان كاذب، وأنهم يعالجون الطفل بينما تكون نسبة البيليروبين آخذة في الارتفاع، فقد تتدهور حالة الطفل، لذا يجب توخى الحذر جيداً، فتعريض الطفل لأشعة الشمس الصباحية يمكن أن يقتصر على تعريض ذراعي الطفل وساقيه فقط لأشعة الشمس”في الصباح فقط” لمدة 5 إلى 10 دقائق فى المرة الواحدة، مع تغطية رأس الطفل لحمايتها من الشمس، فاذا لم تنخفض نسبة البليروبين، فغالباً ما سيحتاج طفلك إلى علاج ضوئي، وهو استخدام لمبة “فلورسنت” معينة تبعث أشعة فوق بنفسجية ذات طول موجات معينة في حضانات خاصة، يراعى فيها تغطية عيني الطفل باستمرار، مع زيادة كمية السوائل للطفل وقد ينصح أحياناً بزيادة عدد الرضعات الصناعية. وإذا استمرت صفراء حديثي الولادة رغم ذلك لمدة أطول، قد يعنى هذا أن الطفل يعانى من حالة أخرى يجب أن يتم تشخيصها. لكن في أغلب الحالات يقوم العلاج بحل المشكلة سريعاً”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©