الخميس 9 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

بريطانيا ومخاطر عودة النزاع مع الأرجنتين

بريطانيا ومخاطر عودة النزاع مع الأرجنتين
23 فبراير 2010 22:50
منذ ما يزيد عن 30 عاماً، اجتاحت القوات المسلحة الأرجنتينية جزر الفوكلاند المحتلة، الواقعة على بعد 300 ميل قبالة سواحل أميركا الجنوبية. تمكنت القوات الجوية والبحرية البريطانية في ذلك العام من هزيمة القوات الأرجنتينية بسهولة وإخراجها من الجزيرة بعد حرب لم تدم طويلا، بيد أن الأرجنتين استمرت منذ ذلك الوقت، في المطالبة بملكية تلك الجزيرة التي تطلق عليها جزر "المالفيناس" على أساس أنها تتبع لها منذ مئات السنين. وفي الوقت الراهن، تجد الدولتان نفسيهما منخرطتين في معركة من نوع جديد، حيث تنوي الشركات البريطانية البدء هذا الأسبوع في عمليات التنقيب عن احتياطات نفطية في منطقة جنوب المحيط الأطلسي. وعلى الرغم من أن لا أحد يتوقع حدوث مواجهة عسكرية بين الدولتين على غرار تلك، التي حدثت بينهما في ثمانينيات القرن الماضي، يقلل بعض المحللين من أهمية الخطاب الذي تتبناه الحكومة الأرجنتينية، وينظرون إليه على أنه مجرد وسيلة لجأت إليها الرئيسة الأرجنتينية"كريستينا فرنانديز دي كيرشنر" لصرف الأنظار عن مشكلات بلادها الداخلية - فإن الاحتمال الخاص باكتشاف مليارات البراميل من النفط الخام، قد أثار مرة أخرى واحداً من أكثر النزاعات بين البلدين حدةً منذ حرب الفوكلاند. حول هذه النقطة، يقول "إدواردو دياز" خبير السياسة الخارجية في أحد المراكز الفكرية المهتمة بالحوار الأرجنتيني - الأميركي في بيونس أيريس: "جزر المالفيناس تمثل موضوعاً ذا أهمية كبيرة للأرجنتين بل يمكن القول إنها تعتبر جزءا من الشفرة الوراثية للأرجنتينيين جميعا". وفيما يتعلق بالتقارير الخاصة بعمليات التنقيب التي تقوم بها الشركات البريطانية النفطية، قال "دياز": "على الرغم من أن جزر المالفيناس مهمة للكثيرين من الأرجنتينيين من الناحية الوطنية، فإنها أصبحت تحتل أهمية اقتصادية أيضاً بسبب التقارير التي تشير إلى أنها غنية بالاحتياطيات النفطية". من جانبها تؤكد بريطانيا أن عمليات الاستكشاف والتنقيب الفعلي عن النفط التي تزمع شركة" ديزاير بتروليوم" القيام بها في القريب العاجل، قانونية تماماً، وأن من حق هذه الشركة تحت بنود القانون الدولي القيام بعمليات التنقيب في المياه الواقعة حول الجزر المتنازع حولها. هذا الادعاء تكذبه الأرجنتين، التي تصر على أن هذا الإجراء ينتهك سيادة جزر "المالفيناس"... وكانت الرئيسة الأرجنتينية كريستينا فرنانديز "دي كيرشنر" قد صرحت الأسبوع الماضي بأن أي سفن تغادر موانئ بلادها في طريقها لتلك الجزر ستحتاج أولًا إلى الحصول على إذن لأنها هي صاحبة السيادة عليها. وأعلنت الأرجنتين أنها ستقدم شكوى إلى الأمم المتحدة هذا الأسبوع، كما يتوقع أيضاً مناقشة الموضوع في القمة السنوية لـ"مجموعة ريو" للدول الإقليمية التي تعقد في المكسيك هذا الأسبوع. ويشار إلى أن أرخبيل جزر الفوكلاند، المكون من جزيرتين رئيسيتين وعدة مئات من الجزر الأصغر حجماً المفصولة عن بعضها بعدد كبير من المضايق المائية والخلجان الضيقة العميقة، كان محتلًا من قبل البريطانيين منذ عام 1833. وفي أيام الحكم الديكتاتوري العسكري في الأرجنتين قام الجيش بمحاولة لاستعادة السيطرة على الجزر عام 1982 في معركة شغلت الأمة لعدة أسابيع وانتهت بالفشل بعد مصرع 900 أرجنتيني خلال الصراع. وعلى الرغم من أن الدولتين قد استعادتا العلاقات الدبلوماسية بينهما في بدايات تسعينيات القرن الماضي، استمرت الأرجنتين في تأكيد حقها في السيادة على تلك الجزيرة التي يقطنها 3000 مقيم والتي ينشر البريطانيون على أرضها قرابة 1000جندي. مع ذلك، تصر الدولتان على أن النزاع بينهما حول تلك الجزر يجب أن يُحل عن طريق الحوار وليس عن طريق القوة. في تصريح له في الإذاعة المحلية، قال رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون" إنه لمن حقنا تماماً أن نكون قادرين على ذلك، واعتقد أن الأرجنتينيين يفهمون هذا الأمر جيداً، وأن المناقشات المنطقية المعقولة حول هذا الأمر هي التي ستسود في النهاية". ألمح بعض المراقبين إلى أن الرئيسة "دي كيرشنر" تحاول بسبب شعبيتها المتضائلة استثارة العواطف الوطنية حول قضايا مثل هذه القضية بغرض صرف الأنظار عن موضوعات أخرى مهمة مثل التضخم المتصاعد. ويقول "ريوردان رويت" الخبير في الشؤون الأرجنتينية في جامعة جون هوبكنز" إنهم في الأرجنتين يفعلون الآن ما فعله العسكريون عام 1982عندما لجؤوا إلى إثارة هذا الموضوع الذي ينطوي على بعد وطني لاجتذاب الأرجنتينيين". وحرص الرئيس الفنزويلي "هوجو شافيز" على الإدلاء بدلوه في الموضوع حيث قال في تصريح له الأحد الماضي: أنظري يا انجلتراً... كم من الوقت تظنين أنك ستكونين قادرة على البقاء في المالفيناس؟ يا ملكة إنجلترا! إنني أتحدث إليكِ وأقول إن زمن الإمبراطوريات قد ولى... ألم تدركي ذلك؟ عليكم إعادة المالفيناس إلى الشعب الأرجنتيني". يقول "دياز" - الذي سبقت الإشارة إليه - إن الأرجنتينيين لا يعتبرون أن الفوكلاند تمثل أولوية قصوى بالنسبة لهم، ولكنهم يعتقدون أن هذه الجولة من التلويح بالسلاح، يمكن أن توحد البلاد وتجمع صفوفها، ويضيف:"في هذه اللحظة عندما يكون لدينا مشكلة تتعلق بالنفط، فإن أي حكومة أخرى، وليس هذه الحكومة فقط، لا بد أن تعبر سواء بهذه الطريقة أو غيرها عن شعورها بخيبة الأمل ". ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
المصدر: مكسيكو سيتي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©